أول يوم مدرسة

  • 311
مدرسة


«كيف أجعل طفلي يحب المدرسة، فبمجرد أن يستيقظ صباحًا يظل يبكي ولا يريد أن يتركني أبدًا، ذهبت معه ليومين، ولكن بمجرد أن يشعر بمغادرتي لا يتوقف عن البكاء، أنا قلقة عليه، وأشعر بالضغط أيضا، متى ستمر هذه المرحلة، لقد كبرَ، حاولت أن اتفق معه، وأحضر له الحلوى، لكن لا يتحمل ويبكي ثانية.. ماذا أفعل؟»


غاليتي: أقدر تلك المشاعر المتداخلة من قلق وضغط وافتقاد لطفلك، فتأهيل الطفل لمرحلة الدراسة خطوة مهمة في حياته؛ تعني فطامه عن أمه بعد فطامه عن الرضاعة.

وبالتالي فهي تحتاج لوقت قبل المدرسة تحكي فيها عن المدرسة، ويحكي إخوته وأقرباؤه وجيرانه عن المدرسة وما فيها من أشياء جميلة.

كما يأتي التأهيل على هيئة حكايات عن القط والأرنب، وكيف كانت مشاعرهم في أول يوم من الخوف وافتقاد الأم، وكيف ذهبت حينما عادوا من المدرسة وفرحوا بما تعلموه وبأصدقائهم ومعلماتهم الجدد، أيضا مسرح عرائس بسيط، نوّعي الوسائل لتصل الفكرة.

راعي مشاعره في افتقاده لك، وخوفه أيضا واستغرابه لأصدقائه ومعلمته، دعيه يعبر عن مشاعره وراعيها، ولا تظني أن مراعاتك لمشاعره ستجعله يمتنع عن الذهاب، بل سيتعافى منها بشكل أسرع، ثم ادعمي فيه حبه للتعلم والتعرف على أشياء جديدة، وعوّديه في تلك الفترة وما قبلها أيضا الاعتماد على نفسه حتى يكتسب ثقة أكبر بنفسه، ولا مانع من بعض المحفزات كحلويات وألعاب وما شابه حتى يعتاد الأمر.

وإن كان مسموحًا بجلوسك معه اجلسي فترة وابدأي بالتقليل شيئًا فشيئًا مع مراحل التأهيل السابقة.

بعد أن يعتاد الأمر نوعًا ما كوني حازمة في قرارك بذهابه دونك، ومن الممكن أن يأخذ معه لعبته التي يحبها كنوع من الشعور بالألفة.

قد يأخذ الأمر بعض الوقت لكن اجتياز طفلك لهذه المرحلة المهمة بسلام دون ندبات نفسية أمر يستحق التعب، سيجعله قادرًا على الاندماج في مجتمعه بشكل أفضل، وبالاستعانة بالله يتيسر كل عسير.