فتاة من كشمير

  • 585
خريطة سياسية

فتاة من كشمير

بقلم- د. لينا مرجان

 

كانت فتاة عشرينية تشاهد كل أفلام ومسلسلات بوليوود، تعرف هذا وذاك، وتقلد هذه وتلك، حتى تلك الإيماءة والنقطة الحمراء بالرأس، كانت تفعلها بحبر أحمر، كان ينقصها بعض الفِيَلة وتصبح مثلهم تمامًا، في غرفتها كانت صور هؤلاء الممثلين في كل مكان إلى أن فوجئت بأن بوليوود تأتي إلى إقليمها ولكن ليس براقصيها.

إن الهند جاءت لتغزو إقليمها، وتعلن عن إبادة جماعية للمسلمين، ذهبت لتراقب ماذا يحدث في الساحات؛ وجدت دماءً تسيل كالأنهار، ورجالًا تُقتَل بلا هوادة، ونساء تُغتصَب وتُهان، وأطفالًا تنتحب.

لم تعد تتمكن من الرجوع إلى بيتها، بقيت في المنتصف، فكتبت على موقعها الإلكتروني:

(إلى كل فتاة مسلمة مثلي.. لا تتعلقن بهذا العالم البوليوودي الخادع، لقد كنت مُتَيمةً برقصهم وغنائهم.. الآن أراهم يرقصون على جثث إخوتي وأهلي.. الآن يشربون من دمائنا ويُيتِمون أطفالنا، تلك بوليوود الحقيقية، لم يخرج أحد من أبطالهم ليشجب أو يغضب حتى كما يفعل مجلس الأمن، لم يكتب عنّا أحد، فاكتبوا عنّا يا معشر المسلمين، وكونوا لنا، لا تكونوا علينا، وإن أضعف وقوفكم ألا تشاهدوا زيف بوليوود، وتعرفوا حقيقتهم قبل أن يداهموا إقليمكم).

لم تُنشَر تلك الرسالة

 لقد فاضت روح الكاتبة إلى بارئها، وصلت الرسالة عبر هاتفها الذي وُجِد مَكسوًا باللون الأحمر، ليس لون الحبر، بل لون دماء شهداء كشمير..