تحالف أوبك+ يدرس تخفيضا أكثر لإنتاج النفط

  • 199
أرشيفية



قالت مصادر من تحالف أوبك+ إن منظمة أوبك وحلفاءها ستدرس تعميق تخفيضات معروض الخام عندما تعقد اجتماعها المقبل في ديسمبر/كانون الأول، وذلك نظراً للمخاوف من نمو ضعيف للطلب في 2020.

وأضافت المصادر لرويترز، أن السعودية، أكبر منتج في أوبك، تريد التركيز أولاً على تدعيم الامتثال لاتفاق خفض الإنتاج المبرم بين المنظمة وروسيا ومنتجين آخرين غير أعضاء، قبل الالتزام بمزيد من التخفيضات.

وفشل بعض أعضاء أوبك مثل العراق ونيجيريا في الالتزام على نحو ملائم بتخفيضات الإنتاج المتعهد بها.

في المقابل فإن السعودية ومنتجين خليجيين آخرين في منظمة البلدان المصدرة للبترول تخفض الإنتاج بأكثر من حصتها المتعهد بها، لتحقيق الاستقرار في السوق والحيلولة دون تراجع الأسعار.

ويقل إنتاج السعودية نحو 300 ألف برميل يومياً عن المستوى المستهدف لها، وهي بذلك تتحمل نصيب الأسد من التخفيضات.

وقال مصدر في أوبك: "السعوديون يرغبون في منع أسعار النفط من الانخفاض.. لكنهم يرغبون الآن في حمل دول مثل نيجيريا والعراق على الوصول بنسبة الامتثال إلى 100% أولا كما تعهدوا".

وأضاف: "في ديسمبر/كانون الأول المقبل سندرس ما إذا كنا نحتاج إلى مزيد من التخفيضات للعام المقبل.. لكن الوقت مبكر الآن.. ستزداد الأمور وضوحاً في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل".

وقال مصدر ثان في أوبك "بالطبع تعميق التخفيضات أحد الخيارات، لكن بعض الأشياء ينبغي أن تحدث قبل ذلك. باقي دول أوبك+ لن تخفض بعمق ما لم يصل التزام العراق ونيجيريا إلى 100%".

وقال مصدران أحدهما من أوبك والآخر من منتجين غير أعضاء بالمنظمة إن اللجنة الفنية المشتركة، التي تراقب مستوى الالتزام بالاتفاق، قد تبدأ الشهر القادم في دراسة سيناريوهات لتخفيضات أعمق وتصدر توصيات لاجتماع أوبك+ للمناقشة في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

ويساور الرياض قلق بشأن الطلب المتوقع على النفط في 2020 وسط توترات التجارة بين الولايات المتحدة والصين وتأثيرها على أسعار الخام، حسبما ذكر مصدران مطلعان.

لكن العراق يواجه مظاهرات مناوئة للحكومة في حين حصلت نيجيريا على هدف أعلى لإنتاج النفط في يوليو/تموز حيث يخطط البلد لتوسعة قطاعه النفطي.

وقال مصدر ثالث في أوبك "يريد السعوديون أن يروا أسعار نفط أعلى من الأسعار الحالية. هم يطلبون من الدول الأخرى الامتثال أولا قبل الالتزام بخفض جديد لتعزيز الأسعار.

وأكد، "يوضحون بجلاء أن الأسعار مرتفعة بفضل التزامهم الزائد".

وأضاف ذلك المصدر أن أوبك تتوقع أيضا تباطؤا في الطلب وزيادة في المعروض من المنتجين غير الأعضاء العام القادم.

وتظهر أرقام أوبك أيضا تراجعا في الطلب على خام المنظمة العام القادم وزيادة في المعروض من منافسين مثل الولايات المتحدة.

كانت أوبك قالت في أحدث تقرير شهري لها عن سوق النفط إن الطلب العالمي على خامها في 2020 سيبلغ 29.6 مليون برميل يوميا في المتوسط، بانخفاض 1.2 مليون برميل يوميا عن 2019.

وقال مصدر آخر إن هذا قد يدعم الرأي القائل بفرض مزيد من القيود على المعروض في 2020.

وأضاف المصدر "لكن الأمر لا يتعلق بالأرقام فحسب. أي قرار بالخفض هو أيضا قرار سياسي."

ونجحت السعودية وروسيا في إحداث توافق تاريخي لخفض إنتاج النفط، بدأ مطلع 2017، وما زال متواصلاً حتى اليوم، لتعزيز الاستقرار في سوق الخام العالمية.

وفي نهاية 2016، نجح البلدان بحشد أكثر من 24 منتجاً للنفط الخام في العالم، للخوض في اتفاق لخفض إنتاج النفط بواقع 1.8 مليون برميل يومياً، هبط لاحقاً، حسب اتفاق آخر إلى متوسط 1.2 مليون برميل يومياً، استمر حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2018.

ومطلع 2019، بدأ التحالف نفسه وأطلق عليه (أوبك+) تنفيذ اتفاق جديد لخفض إنتاج النفط بواقع 1.2 مليون برميل يومياً ينتهي تنفيذه بحلول مارس/آذار 2020.