دراسة: ارتفاع معدلات الكسل للمراهقين بسبب التكنولوجيا

  • 197
أرشيفية

أظهرت العديد من الأبحاث أهمية الرياضة للصحة العقلية والجسدية، فممارسة الرياضة لها علاقة بتخفيف أعراض الاكتئاب، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان والسكر والسمنة، وقد تعمل كذلك على إطالة العمر.

ووفقاً لما نشر في مجلة "التايم" الأمريكية، أظهر أول تقرير عالمي للنشاط البدني للمراهقين لكل دولة، أن الغالبية العظمى من المراهقين في العالم لا يمارسون الرياضة ولا يقومون بأي نشاط بدني.

ففي دراسة نشرت في 21 نوفمبر في مجلة "لانسيت" لصحة الأطفال والمراهقين، قام الباحثون في منظمة الصحة العالمية بتحليل نتائج الدراسات الاستقصائية التي شملت 1.6 مليون مراهق تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاما من 146 دولة في عام 2001، ثم مرة أخرى في عام 2016.

وأجاب المراهقون على أسئلة حول مقدار النشاط البدني الذي يمارسونه في المدرسة، وكذلك الذي يمارسونه من تلقاء أنفسهم، فأظهرت النتائج أن 81% من المراهقين لم يقوموا بأي نشاط رياضي.

تقول فيونا بول، مديرة برنامج النشاط البدني في قسم تعزيز الصحة بمنظمة الصحة العالمية والباحثة في الدراسة، إنه بالمعدل الحالي؛ فهدف جمعية الصحة العالمية المتمثل في خفض معدلات الكسل للمراهقين بنسبة 15% على مستوى العالم بحلول عام 2030 لن يتحقق على الأرجح، فحين انخفضت معدلات الخمول لدى الأولاد انخفاضًا طفيفًا من عام 2001 إلى عام 2016، لم تتغير معدلات الفتيات.

وتم العثور على أعلى معدلات الخمول في البلدان الآسيوية ذات الدخل المرتفع، ففي تلك المناطق يرجع سبب الخمول إلى أن هناك عاملين قد يسهمان في قلة النشاط: أحدهما النمو الهائل للاقتصاد الذي أدى إلى زيادة استخدام التقنيات الرقمية القائمة على الشاشة التي تبقي الأطفال ساكنين في أماكنهم، والثاني: الثقافة التي تعطي الأولوية للتعليم على النشاط البدني.

وفي أجزاء أخرى من العالم، قد تؤدي عوامل أخرى مثل الفقر وسوء التغذية والموارد الأقل إلى ارتفاع معدلات الخمول نظرًا لعدم قدرة المدارس على توفير برامج منتظمة للتربية البدنية.

ولكي يتم التخلص من هذه المشكلة، يجب إعادة تقييم الجهود الحالية لجعل المراهقين يمارسون الرياضة، والتأكيد على أهمية الأنشطة البدنية في المدارس، مما يمكن أن يساعد الطلاب على تبني عادات رياضية جيدة تستمر معهم للأبد، وأن تقدم المدارس مجموعة متنوعة من الرياضات التي تلائم التفضيلات الفردية، وتتجاوز البرامج التقليدية القائمة على الألعاب الرياضية الجماعية.

وهذا يعني أنه يجب توفير الموارد لجعل الأشكال التقليدية وغير التقليدية لممارسة الرياضة في متناول الجميع، ويمكن الوصول إليها بسهولة، مثل الحدائق والأرصفة التي تجعل التنقل في المدن المزدحمة أكثر أمانًا.