9 سنوات.. جرائم بشار الأسد في سوريا مستمرة

380 ألف قتيل.. وملايين المشردين في أرجاء المعمورة

تقرير – أحمد عبد القوي

  • 2298
جرائم بشار في سوريا

إحصائيات جديدة مرعبة، أكدها المرصد السوري لحقوق الإنسان، حول الحرب السورية منذ اندلاعها قبل نحو تسع سنوات، حيث أكد المرصد أنها أدت إلى مقتل أكثر من 380 ألف شخص، بينهم ما يزيد عن 115 ألف مدني، و22 ألف طفل وأكثر من 13 ألف امرأة، هذا فضلًا عن ملايين المشردين من الأسر والعوائل السورية.

وأشار المرصد إلى أن عدد من قُتل من فصائل المعارضة السورية، أكثر من 69 ألفاً على الأقل، حيث تشكل الوحدات الكردية أبرز مكوناتها، كما قتل أكثر من 67 ألفاً من مقاتلي "داعش" وجبهة تحرير الشام ومقاتلين أجانب من فصائل متشددة أخرى، حيث تشمل هذه الإحصاءات من تمكن المرصد من توثيق وفاتهم جراء القصف خلال المعارك، ولا تضم من ماتوا بسبب التعذيب في معتقلات النظام أو المفقودين والمخطوفين لدى مختلف الجهات. ويقدر عدد هؤلاء بـ 88 ألف شخص.

لم تكن هذه الإحصاءات هي الأبرز في سجل جرائم النظام السوري، فالنظام تمكن من تغيير ديموغرافية الدولة، وطمس معالمها السُنية، فضلًا عن تقسيمها، وسلب ثرواتها، وإدخال العصابات الإيرانية والروسية وغيرها إلى داخل سوريا، إلى أن أصبحت سوريا مرتعًا لروسيا وإيران وتركيا وإسرائيل وغيرهم.


جرائم الأسد

في نفس هذا الصدد يقول الدكتور عبد الرحمن العبيسي الأكاديمي السوري، إن جرائم الأسد تجاه سوريا لم تتوقف، وهي غير قاصرة على بشار الأسد، حيث كانت من قبله جرائم الأسد الأب، الذي ارتكب أبشع الجرائم في ثمانينيات القرن المنصرم، ولم تتم محاكمته على هذه الجرائم، إلى أن تم تعيين ابنه بشار الذي سار على نفس الدرب وأكثر.

وأضاف العبيسي لـ "الفتح" أن بشار طبيب عيون، ليس له أي علاقة بالحكم، ولا نظام الدولة، وإنما ورث الحكم عن أبيه حافظ الأسد العلوي، الذي كان يجبر الناس على السجود له من دون الله –سبحانه وتعالى-، وكان يضمر بداخله الشرك بالله، وإنما أعلن اتباعه للإسلام وللسنة، كي لا يثور الشعب السوري عليه، إلى أن يتمكن.

وتابع: تمكن حافظ الأسد، ثم بدأ الإعلان عن مذهبه الذي لا يمت لدين الإسلام بأي صلة على الإطلاق، وإنما هو دين مقتبس من ديانات شتى، خلاصته عدم الإيمان بالله –سبحانه وتعالى-، ولا ببعثة النبي محمد –صلى الله عليه وسلم-، حتى وإن حاولوا الظهور بمظهر المسلمين، ودخلوا مساجدهم وصلوا بصلاتهم.


سرقة الممتلكات

واستطرد: ورث بشار الأسد الحكم عن أبيه، وارتكب أبشع الجرائم بحق الشعب السوري منذ اندلاع الثورة في مارس 2011، هذا فضلا عن تهم الكسب غير المشروع التي تم توجيهها إليه، واختلاس أموال الدولة، وسرقة ممتلكات كبار رجال أعمال أهل السنة في سوريا، وتهجيرهم، وبناء قصور داخل فرنسا باسمه.


مجزرة سجن تدمر

وأشار العبيسي إلى أن الطغيان لم يكن قاصرًا على حافظ الأسد، وولده بشار، فرفعت الأسد هو الشقيق الأصغر لحافظ الأسد، وكان نائب رئيس الجمهورية السوري لشئون الأمن القومي، وقائدًا للوحدات العسكرية الخاصة التابعة للنظام، وهو أحد طغاة سوريا، أمر عناصر وحدته بارتكات مجزرة سجن تدمر الشهيرة، والتي جاءت بسبب تعرض أخيه حافظ الأسد لمحاولة اغتيال في يونيو 1980.


مجزرة حماة

وأوضح أن الأسد في هذا العام -1980- أعدم أكثر من 700 سجين سياسي سُني، إثر تعرض أخيه للاغتيال، بالإضافة إلى مجزرة حماة، التي أقامها بعد واقعة سجن تدمر بعامين، من خلال شبيحة النظام وأفراد مخابراته، حيث قتل ما يزيد عن عشرين ألف مدني تقريبًا، هذا فضلا عن الأحياء التي تم تدميرها.

وأردف: رغم كل جرائمه هذه، ورغم العديد من الدعاوى التي رُفعت ضده، إلا أن الرئيس الفرنسي الأسبق فرنسوا ميتران أرسل إليه خطابًا خاصًا، يدعوه لزيارة فرنسا والإقامة فيها، ولم يكتفِ عند هذا الحد، بل قلده وسام الشرف الفرنسي بمرتبة "فارس"، رغم جرائمه تجاه الشعب السوري، لنعلم مدى الترابط من المجتمع الدولي ضد الفكرة العربية والإسلامية.


نصف مليون قتيل

وحول جرائم بشار الأسد حديثًا، قال العبيسي: إن جرائم بشار الأسد تعدت قتل نص مليون سوري، وتشريد الملايين، إلى أنه دمر مدن وريف سوريا، وللأسف لقد تفنن في تهجير المسلمين منها، ولك أن تتخيل أن أكثر من نصف السوريين الآن ما بين نازح ولاجئ، وهذا يكفي سجل بشار سوءًا، يلقى به الله يوم القيامة.

وتابع، أن المرصد السوري ذكر أن عدد القتلى أكثر من 380 ألف قتيل سوري، وأنا أؤكد أن عدد من قتلهم بشار الأسد تجاوز الملايين، فالمعتقلون قتلى، والمشردون قتلى، والمفقودون قتلى، والأطفال والأرامل قتلى، كلهم قتلهم بشار الأسد، ليحافظ على كرسي زائل.

واختتم العبيسي، كم أرجو أن يرينا الله في الدنيا آية في بشار الأسد، وفي عائلته، وكل من أذاق السوريين الويلات، وشردهم في بلاد الدنيا، كما نرى الآن.

يقول عبد الرحمن الحصني، المحلل السياسي السوري، إن جرائم بشار خلال 9 أعوام مضت، لا تتوقف على قتل أو سفك دم أو اعتقال، وإنما فيما هو أكبر من ذلك بكثير.


تقسيم سوريا

وأضاف الحصني لـ "الفتح" إن ما هو أكبر من ذلك يعني تقسيم دولة كريمة كسوريا، وتسليمها للروس والأتراك والفرس لقمة سائغة، لكل من يريد أن يعبث بها، فضلا عن جماعات التكفير والحروب.

وتابع، يكاد قلبي يتمزق كلما رأيت هؤلاء المجرمين يتحدثون عن سوريا، إلى أن أصبح بشار الأسد نفسه صغيرًا ذليلًا أمام بوتين وروحاني وأردوغان، فكل واحد من هؤلاء الثلاثة المتحالفين له أطماعه التوسعية.

وأردف: يحاصر أردوغان ما يريد من سوريا، وأما إيران فقد حشدت عصابات حزب الله من لبنان، و"فاطميون" و"زينبيون" من باكستان وأفغانستان، والحرس الثوري بقيادة الهالك قاسم سليماني.

وأضاف: أما روسيا، فهي صاحبة النصيب الأكبر من الغاز والممتلكات التي يتم سلبها ليلًا مع نهار، على مرأى ومسمع من السوريين أنفسهم، دون أدنى إنكار أو رفض لما يحدث.


حصار لا يتوقف

وأشار الحصني، إلى أن الوضع السوري يزداد تأزمًا، فعمليات القتل لم تتوقف، وأعداد المعتقلين في السجون لا نكاد إحصاءها عددًا لكثرتها، والحصار لبعض المناطق لا زال قائمًا.

وحول سؤال الحصني، عما يتمناه لسوريا حاليًا؟ قال: أول شيء أتمناه هو زوال حكم بشار الأسد، وزوال حاشيته، فإننا لن ننسى ما فعلته عائلة الأسد بالمسلمين عامة، وبالسوريين خاصة.

وتابع، أن الأسد يزعم حاليًا، أن سوريا أصبحت أرضًا واحدة لها سيادتها، والحقيقة تقول خلاف ذلك تمامًا، وإعمار سوريا المزعوم، ما هو إلا إعادة توطين لأتباع النظام العلوي وأنصاره، والساكتين عنه، أما من تحدث عن نظام الأسد، أو ناصر الثورة السورية ولو بكلمة فمصيره السجن المحقق.


رؤية ضبابية

وعن الوضع في سوريا الآن، قال الحصني، إن الرؤية ضبابية، ومستقبل سوريا أصبح تتنازعه قوى دولية، إسرائيل من جهة، وروسيا من جهة ثانية، وإيران وتركيا من جهة أخرى، وفي الحقيقة يستحيل لهذه القوى أن تترك سوريا مرة أخرى.

وتابع، ذلك نظرًا لما حققته هذه الدول من مكاسب وثروات ضخمة من الأراضي السورية، فهم الذين زرعوا تنظيم داعش بداخلها، وهم الذين يحركونه الآن كيفما أرادوا، لتحقيق مصالحهم، ومصالح دولهم.

واختتم: أدعو الله دائمًا أن يحفظ سوريا، وأن يزيل حكم بشار الأسد، وأهيب بإخواني في مصر أن يحفظوها، وأن يحفظوا عليها أمنها واستقرارها، فمن يرى ما نحن فيه الآن، من تشريد وتنكيل، يدرك النعمة التي بين يديه ولا يكاد يراها، فالحقيقة أن هناك متربصين بأمتنا العربية والإسلامية، ولن يهدأ لهم بال حتى يصلوا من جديد إلى تقسيم المقسم، وتجزيئ المجزأ كما هو مراد لبلادنا.