• الرئيسية
  • الأخبار
  • رحالة أردني يكشف مأساة الإيغور ويفند مزاعم الحكومة الصينية حول المعاملة الحسنة التي يتعرضون لها

رحالة أردني يكشف مأساة الإيغور ويفند مزاعم الحكومة الصينية حول المعاملة الحسنة التي يتعرضون لها

  • 709
صورة تقارن بين حال المسلمين في 2016 و2019

المساجد تحولت إلى متاحف.. والدخول بتذكرة ثمنها 45 ين صيني ورفع الأذان مجرم فيها

أجبروا المسلمين على حلق اللحى.. والصيام يعد جريمة حتى خلال شهر رمضان


رغم الجهود المبذولة لطمس حقيقة ما يحدث لمسلمي الإيغور والتعتيم الإعلامي؛ إلا أن رحالة أردني يدعى جهاد حطاب قاده القدر لكشف الجانب المظلم في حياة مسلمي الإيغور.


الرحالة سبق أن سجل مقاطع مرئية في تركستان فوجد أمرًا مريبًا دفعه للقيام بزيارة أخرى بعد أن انتشرت الأنباء حول تعرض مسلمي الإيغور للتمييز والاضطهاد، وكثرت الروايات حول ذلك، ففضل كشف الحقيقة بنفسه.


كعادته حمل جهاد حطاب معدات التصوير وكل ما يلزم لتوثيق رحلته المحفوفة بالمخاطر؛ فقد سبق وأن حاول العديد من المراسلين خوض التجربة؛ لكنهم فشلوا بعد أن اكتشفت السلطات الصينية حقيقة تواجدهم في تركستان الشرقية؛ ففضلوا الرحيل دون أن يكتشفوا التفاصيل المخفية في حياة الإيغور.


يقول الرحالة الأردني في محاولة لسرد قصته عن مسلمي الإيغور: "أول ما تضع قدمك في شينجيانغ –تركستان الشرقية- وتعني بالصينية "الحدود الجديدة" تجدها مختلفة اختلافًا جذريًا عن الصين، حيث يغلب عليها الطابع الإسلامي، كما أن الناس مختلفون في ثقافتهم وبشرتهم ولغتهم".

 


ويؤكد "حطاب" أن زيارته كانت في شهر رمضان الماضي ولفت انتباهه أن المواطنين هناك يخشون الحديث عن الصيام ورمضان، حينما حاول السؤال عن أفضل المطاعم هناك للإفطار.


حاول الرحالة الأردني خلال رحلته التأكد من أوضاع المساجد هناك، حيث يؤكد أن المساجد هناك كثيرة وضخمة ويعود بناء بعضها إلى 500 عام؛ لكنها تحولت إلى متاحف ويمنع رفع الأذان فيها أو إقامة الصلوات، بل إنه لا يسمح بدخولها إلا بعد دفع 45 ين صيني.


ويقول "حطاب" إنه حاول أن يجد إجابات للعديد من الأسئلة حول مسلمي الإيغور من الدليل المرافق له، لكنه رفض الإجابة قائلًا: "هذا السؤال ليس جيد بالنسبة لي".


ويوضح الرحالة الأردني أن زيارته إلى تركستان الشرقية في العام 2016 اختلفت تمامًا عن العام 2019، ووجد إجابات لما كان يسأل عنه حول اختفاء مظاهر الصيام والصلاة بالمدينة.


ويؤكد "حطاب" أنه في العام 2016 التقط صورًا لعدد من العاملين في المطاعم، وكانوا مطلقي اللحى، وحينما جدد زيارته إلى ذات المكان وجدهم دون لحى؛ لافتًا إلى انتشار رجال الأمن بكثرة إضافة إلى أن الكاميرات تمت زراعتها في كافة الأماكن لتغطي المدينة بالكامل.


ويسرد موقفين في غاية الغرابة خلال رحلته، الموقف الأول أنه قبل أن يجتاز الحدود قابله شخص فمزح معه قائلًا: "انتبه على لحيتك"، رغم أن لحيته ليست بالكبيرة، أما الموقف الثاني أنه سأل أحد العاملين في مطعم داخل تركستان الشرقية، "هل أنت صائم؟"، فسارع بالتقاط قطعة من اللحم ليؤكد له أنه مفطر.


ويشير إلى أنه خلال رحلته استوقف من قبل رجال أمن يرتدون زيًا مدنيًا أكثر من مرة، واقتادوه إلى مراكز الشرطة لمعرفة سبب الزيارة، كما فتشوا محتوى الكاميرا وحذفوا كل ما يتعلق بالمساجد المغلقة هناك.


ويؤكد وجود كمبوند ضخم أو بالأصح مركز اعتقال يضم مليون مسلم؛ إلا أن الحكومة الصينية لم تكن تعترف به، وبالضغط عليها قالت: "إنه مركز تأهيل ومعسكرات تثقيفية بحجة مواجهة التطرف الإسلامي" بزعمهم.


ويضيف "حطاب" في شهادته على ما رآه داخل المدينة، انتشار الأعلام الصينية وبكثرة، مؤكدًا أن الحكومة الصينية تحاول أن تثبت أن تركستان الشرقية جزء لا يتجزأ من الصين.


ويستطرد الرحالة الأردني قائلًا: "كل من يحمل صورة لعلم تركستان الشرقية أو رمزًا مختصرًا لها، أو ما يعبر عن وجودها يزج به على الفور إلى السجن، في محاولة لطمس أي وجود لها".


ويختم بالقول: "حاولت أن أقف على حقيقة ما يحدث بالتحدث إلى المواطنين المحليين في مدينة أورموشيم العاصمة؛ لكنهم رفضوا الحديث خوفًا من الاعتقال".