عاجل

2 مليون طالب.. خطة حكومية للاستفادة من خريجي التعليم الفني

"التربية والتعليم": دمجهم مع سوق العمل وإنشاء جامعات تكنولوجية لهم

  • 215

تسعى حكومة الدكتور مصطفى مدبولي إلى تبني سياسة جديدة للتعامل مع منظومة التعليم في مراحله الأساسية، وكذلك مراحل التعليم الفني؛ فبالتزامن مع تطوير نظام الثانوية العامة تتبنى الحكومة خٌطة مستقبلية لتطوير التعليم الفني؛ تمهيدًا لتأهيل الخريجين لسوق العمل ومواكبة التطورات الصناعية والتكنولوجية، وكذلك العمل على تأهيل مصر لدخول عالم الثورة الصناعية.

بدوره، قال الدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التربية والتعليم للتعليم الفني، إن الدولة لديها توجهًا لدعم التعليم الفني وتطويره، مشيرًا إلى وجود نحو ما يقرب من 2 مليون طالب وطالبة بصفوف التعليم الفني بكل أنواعه، كاشفًا رغبة أصحاب الأعمال في الاستفادة من خريجي التعليم الفني، مؤكدًا أن الوزارة لديها اهتمام بالشراكة معهم.

وكشف "مجاهد" أن اهتمام الدولة بالتعليم الفني لا يتوقف عند الشراكة مع أصحاب الأعمال فقط، بل يشمل كذلك إنشاء جامعات تكنولوجية لاستيعاب خريجي التعليم الفني، خاصة أن 80% من الدارسين بهذه الجامعات من خريجي التعليم الفني في الأساس؛ لذلك فإن زيادة أعداد الجامعات التكنولوجية أمر مطلوب لاستيعاب كل هذه الأعداد.

وقال نائب وزير التربية والتعليم للتعليم الفني، إن وزارة التعليم العالي أعلنت عن إنشاء 8 جامعات تكنولوجية لاستيعاب خريجي التعليم الفني، مؤكدًا أن عدد هذه الجامعات مرشح للزيادة وأن الدولة لن تكتفي بـ 8 أو 10 جامعات، موضحًا أن ذلك الاهتمام يأتي بدافع تقليل نسب البطالة وبرغبة في دخول مصر عالم الثورة الصناعية.

وأوضح مجاهد أن إنشاء الجامعات التكنولوجية يفتح الباب لمزيد من الفرص أمام خريجي التعليم الفني، مؤكدًا أن الدولة بدأت بالفعل في إنشاء 3 جامعات ضمن الخطة الموضوعة في هذا الشأن، وأن البداية كانت بالجامعة التكنولوجية في المنطقة الصناعية بمدينة قويسنا، والجامعة التكنولوجية بالتجمع الخامس في القاهرة الجديدة، والجامعة التكنولوجية في بني سويف. 

فيما يرى كمال مغيث، الخبير والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، أن مستقبل التعليم الفني في مصر غامض ومجهول؛ فلا توجد خُطة عملية واضحة ومحددة للربط بين التعليم الفني وسوق العمل، موضحًا أنه قلما نجد خريجي التعليم الفني يعملون في الحرف أو الوظائف التي درسوها أثناء دراستهم بهذه المدارس، فضلًا عن افتقاد الخريجين للمهارات المطلوب توافرها في الصنايعي أو الحرفي.

وأشار "مغيث" إلى أن الدولة لا تعطي للتعليم الفني الاهتمام الذي يستحقه، مؤكدًا أن الحكومة لا تنفق على التعليم الفني بمراحله المختلفة إلا القليل، علاوة على انعدام المعدات والخامات المفروض وجودها كي يتلقى الطلاب التدريب اللازم عليها واكتساب المهارات الوظيفية؛ ومن ثم فإن هذا الخلل أدى إلى انهيار منظومة التعليم الفني، وضعف مستوى الخريجين منها، حتى إنه ذهب بالقول إلى أن الكثير من خريجي التعليم الفني لا يعرفون حتى كتابة أسمائهم، بحسب قوله.

وقال إن الجامعات التكنولوجية أمر جيد وأن إنشاء تعليم عالٍ فني مثل الأكاديميات والجامعات هي خطوة حقيقية نحو تطوير هذا النوع من التعليم، لكنه يرى ضرورة معالجة الأخطاء القائمة من خلال الارتقاء بالمراحل الأولية للتعليم الفني، بصورة تجعل طالب التعليم الفني يمتلك المهارات اللازمة التي تؤهله لاستكمال التعليم الفني العالي.

وطالب مغيث الدولة بتشجيع طلاب التعليم الفني وتحفيزهم عن طريق إتاحة الفرص أمامهم، موضحًا أن توافر ذلك يحتاج إلى وضع خطة للربط بين التعليم الفني وسوق العمل، والبحث عن آلية لدمج خريجي التعليم الفني مع المؤسسات والهيئات التابعة لرجال الأعمال وأصحاب الشركات.