بتصريحات مراوغة.. لماذا يتستر نظام روحاني على فيروس كورونا؟

  • 206

حالة من الرعب والقلق تنتاب إيران حاليا بعد الإعلان عن وفاة وإصابة عدد جديد من المواطنين بفيروس كورونا المستجد وتقليل المسؤولين من حجم الكارثة بتصريحات تحاول التستر على تفشي الفيروس الذي اجتاح البلاد وإجراءات لا تلائم حجم الأزمة.


واتهم النائب الإيراني، أحمد أمير آبادي فراهاني، الحكومة بالتستر على تفشي كورونا في البلاد، مشيرا إلى أن 50 شخصا توفوا بسبب الفيروس في مدينة قم وحدها.


وكذب فراهاني تقرير الصحة الإيرانية الذي يفيد بأن عدد الوفيات نتيجة الإصابة بكورونا هو 12 حالة فقط.


ووفقا لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، قال النائب في كلمة أمام البرلمان الإيراني، اليوم الاثنين، إن 10 حالات وفاة يوميا في مدينة قم، وأن هناك نحو 250 مصابا قيد الحجر الصحي، كما تم تسجيل إصابة طفلين في مدينة قم بفيروس "كورونا".


وأوضح فراهاني أن الفيروس منتشر في قم منذ ثلاثة أسابيع، داعيا إلى ضرورة فرض الحجر الصحي على المدينة.


وحذر النائب الإيراني من خطورة الوضع في المدينة، مشيرا إلى ضرورة إغلاق العتبات المقدسة، مؤكدا أن المراجع الدينية لا تمانع في ذلك.


وأضاف فراهاني أنه خلال الساعات الـ48 ساعة الماضية تم إيفاد 4 مختصين رئة إلى قم لكنهم فروا من المدينة في الليل.


وردًا على ذلك، علق مساعد وزير الصحة الإيراني، إيرج حريرجي، على الأعداد التي تم تسريبها بشأن عدد وفيات كورونا في البلاد؛ مؤكدا أنها ليس لها أي أساس من الصحة.


ووفقا لـ "العربية"، قال حريرجي، إن الأوضاع الصحية في مدينة قم مستتبة حاليا والحالة الصحية مستقرة في جميع أنحاء إيران.


وتعهدت الحكومة الإيرانية بانتهاج الشفافية في مسألة فيروس كورونا.


ورغم هذا النفي، أكد النائب أنه قدم إلى أمين لجنة مكافحة فيروس "كورونا" بوزارة الصحة، إيرج حريرجي قائمة بأسماء 50 متوفيا في مدينة قم وحدها نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا.


يأتي ذلك في الوقت الذي يقلل نظام روحاني من حجم الكارثة وذلك من خلال تصريحات توحي بالاستهانة في التعامل مع تفشي الفيروس، 


فربط المرشد الإيراني علي خامنئي بين فيروس كورونا وما وصفه بـ"مؤامرة الأعداء"، معتبرا أن "أعداء" إيران حاولوا تضخيم الحملات الدعائية لترهيب الإيرانيين وثنيهم عن المشاركة في الانتخابات التشريعية، وذلك وسط أنباء عن ضعف الإقبال على صناديق الاقتراع.


فيما أجرى الرئيس الإيراني حسن روحاني اتصالين هاتفين، اليوم الاثنين، مع محافظي قم وجيلان، للحصول على آخر التقارير بشأن الاجراءات المتخذة للسيطرة على انتشار فيروس كورونا والقضاء عليه.


ووفقًا لوكالة "إرنا" الإيرانية، قدم روحاني التوجيهات اللازمة لتفعيل برامج الخلية الوطنية للسيطرة على فيروس كورونا.


وأعرب روحاني في الاتصال الهاتفي عن تعاطف الحكومة مع أبناء محافظتي قم وجيلان وخاصة عوائل ضحايا هذا الفيروس، داعيا المسؤولين إلى تعبئة كل الامكانات وبذل أقصى الجهود لطمأنة المواطنين والعمل على حفظ سلامتهم.


كما أبدى تفاؤله في أن تتمكن الخلية الوطنية بقيادة وزير الصحة من السيطرة والقضاء على فيروس كورونا في أسرع وقت وبأقل الخسائر.


وتقدم روحاني بالشكر والتقدير للجهود المتواصلة بلا انقطاع التي يبذلها الأطباء والكوادر الطبية في مستشفيات البلاد لمعالجة المصابين وتطويق انتشار الفيروس.


فيما طالب النائب الأول لـ روحاني اسحاق جهانجيري في اتصال هاتفي مع محافظ قم بالتنسيق مع جميع الأجهزة الحكومية في المحافظة لاحتواء تفشي كورونا.


وأكد جهانجيري أنه يجب على جميع الجهات الحكومية التنسيق مع وزير الصحة باعتباره رئيس اللجنة الخاصة لمكافحة مرض الكورونا وتقديم برامجهم لمكافحته.


وأشار جهانجيري إلى أن مكافحة كورونا بحاجة إلى إرادة وطنية وتقديم التعليمات والنصائح لعامة المواطنين لالتزامهم بالتعاليم الصحية، متمنيًا أن يتم القضاء على المرض قريبا وبالتعاون مع عامة الشعب.


ومن جانبه، قال محافظ قم الإيرانية إن سلطات المدينة قررت إلغاء الاعتكاف في المساجد والعتبات المقدسة، داعيا المواطنين إلى التزام بيوتهم.