خبراء يكشفون أسباب غياب إثيوبيا عن اجتماع واشنطن والخطوات المقبلة

  • 708

غابت إثيوبيا عن المشاركة في الاجتماع الثلاثي حول سد النهضة، في الوقت الذي أعلنت الخارجية المصرية أن مصر ملتزمة بالمسار التفاوضي الذي ترعاه الولايات المتحدة والبنك الدولي.


وقال الدكتور علاء صادق، خبير إدارة الموارد المائية البيئية ومدير المركز الإقليمى للمياه للدول العربية بجامعة الخليج العربى بمملكة البحرين، إن الانسحاب الإثيوبي رغم أنه مفاجئ إلا أنه كان غير مستبعد ومهد إليه وزير الخزانة الأمريكية بعد زيارته الأخيرة أديس أبابا.


ولفت صادق، إلى التعنت والمماطلة الإثيوبية، وقال إنها منهجية منظمة تتبعها إثيوبيا بعد كل جولة من المفاوضات.


وأضاف: "نحن نتفاوض بكل أمانة وشرف ونية حسنة ولكن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي دائمًا".


وأوضح: "علينا أن نتفاوض على تصميم السد وعوامل الأمان فيه وسعته التخزينية وآثاره البيئية والاجتماعية، وأن نسعى إلى محاولة الوصول إلى اتفاق بشأن آليات ملء وتشغيل السد، فبينما كنا مهتمين بأمانة ونزاهة المفاوضات والتفاصيل النظرية وآلية فض المنازعات، كانت أعمال بناء السد تجرى على قدم وساق".


وأشار إلى أن ما يفصلنا عن بدء تشغيل المرحلة الأولى من السد لا يزيد عن أشهر قليلة، بحسب تصريحات المسؤولين في إثيوبيا، وأضاف: "للأسف تعمل إثيوبيا بكل وسائل خداع المفوض المصري الأمين للوصول إلى مرحلة الملء الأولى لتفرض الأمر الواقع كعادتها دائمًا".


وأعلنت إثيوبيا، الأربعاء، عدم مُشاركتها في الاجتماعات الثلاثية المُزمع أن تستضيفها العاصمة الأمريكية واشنطن يومي الخميس والجمعة المُقبلين حول سد النهضة، مُشيرةً إلى أنها طلبت من الولايات المتحدة إرجاء الجولة النهائية من المحادثات.


وقال الدكتور أيمن شبانة، أستاذ العلوم السياسية في كلية الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، إن أديس بابا كشفت عن نواياها الحقيقة في التفاوض، خصوصًا أن مصر وافقت على السد وعلى الحصول على الكهرباء، وأكدت أنها داعمة للتنمية في القارة السمراء.


وأشار أستاذ العالوم السياسية إلى أن مصر يجب عليها أن تستعين بحلفائها من الأمارات والسعودية خصوصًا وأن الدولتين لهما ثقل اقتصادي وسياسي سواء لدى الولايات المتحدة الأمريكية أو داخل إثيوبيا.


وكان يُتوقع التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن سد النهضة هذا الشهر، لكن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبو أعلن في زيارته إثيوبيا الأسبوع الماضي أن الاتفاق قد يستغرق أشهرًا، وقال: "لا يزال هناك الكثير من العمل"، وفق ما نقلت "أسوشيتد برس".


وقال الدكتور عباس الشراقي، رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث الإفريقية، إن ماحدث من إثيوبيا هو إبلاغ رسمي لمصر والسودان وأمريكا بتأجيل الاتفاق بسبب انشغال إثيوبيا بالانتخابات في أغسطس المقبل، مشيرًا إلى أنه يجب عدم تشغيل سد النهضة هذا الصيف قبل الوصول إلى اتفاق.


وأضاف الشراقي، لمصراوي، أنه إذا تم دون اعتذار، هنا على الخارجية المصرية المختصة بالشؤون الدبلوماسية التنسيق مع أمريكا للجوء إلى مجلس الأمن لوقف بناء سد النهضة إلى أن يتم التوافق على الملء وقواعد التشغيل.


وتابع: "إثيوبيا لم تتعامل باحترافية حقيقة وتريد أن تحرج الدولة المصرية".


وتتفاوض مصر منذ 9 سنوات حول الآثار البيئية والمائية لسد النهضة، الأكبر في إفريقيا، المفترض أن يخزن 73 مليار متر مكعب خلال 3سنوات، فيما ترفض مصر وتصر أن يكون وفقًا لحالة النهر وبالتنسيق المشترك لضمان عدم الإضرار بدولتي المصب. ​