لا تنخدعي

لا تغريك البهرجة

جهاد ممدوح

  • 581

لا تُغريكِ كل تلك البهرجة فإنّها خداعة !

إذا اطلعتِ على جنس حواء ستجدين الالتفاف حول قصص الحب الهُلامية والحب منها براء، ستجدين سندريلا منهن نسجت مستقبلها على عتبات أحلام الخيال، بأن ياتي الفارس الهُمام يقتلعها من شاطئ الأوهام، وللأسف وتُصدم سندريلا بعدها بالواقع!

فيخبو وهيجها، وتعيش جسدًا بلا روح، إن كُنتِ تنتظرين بطل الرواية ليأتي على فرسه حاملًا بيده عصاه السحرية؛ فيُحيلُ عالمكِ لبياضٍ تام، فإذن ستنتظرين كثيراً يا فتاتي!

كُل بني آدم أصل تكوينهم الضعف، فمن يقدر على أحلامك الهلامية؟!

أصل الزواج مشاركة، ألمَّ بكِ نقصٌ، وألمّ بهِ نقصٌ فاتحدتما حتى تكتملا سويًا ببعضكما، ليس الخارق ذلك، بل هو هذا الزوج الطيب، أمد لكِ كتفه لتتكأين عليه بكل ضعفك، فيشتد ويستأسد، هو من إذا عانى ضيق ذات اليد، وإن رأى في عينكِ حاجةً لشيء نحت الصخر ليأتي بمرادك، هو من ارتضيتي دينه وخلقه فاطمئننتي به وإليه.

واعلمي يا فتاتي أن النعيم ليس سرمديًا في دنياكِ، بل إنها ساعةٌ وساعة، ففي جُل الضيق والكرب تستقويا ببعضكما فتصيرا متلاحمين كالجسد الواحد، ما يضره يضرك وما يسعدكِ يسعده.

فيا كل سندريلا على وجه الأرض :الزواج ما هو إلا سكن، إليه تسكن روحك بعد طول غربة، وعليه يفطر قلبك بعد طول صيام، لا أقول لكِ لا تحلمي، بل احلمي أن تعيشا سويا بمشاركتكما أسعد حياة، احلمي أن تكوني له نعم الزوجة الصالحة، احلمي أن تطيعي الله فيه، فتدخلي الجنة من أي أبوابها شئتِ، احلمي بذرية صالحة تكون من حفظة كتاب الله، وتكون من الأثر الطيب لكما، احلمي بأن تكونا سويًا في دار الخلد، واعلمي يا بنيتي أن أساس تكوين دنياكِ النقص، فانزلي بأحلامك تلك ولا ترهقي زوجًا أراد العفاف بكثرة التحكمات، بل اركني إلى الطاعة، واكثري من اللين، وداومي على الدعاء بالبركة، وإياكِ وأن تنسجي أحلامك على روايات المبدعين، فكلها تجري في عالم خيالهم وليس عالمكِ، ألا تريدين الجنة.. أليس كذلك؟! إذن أعدي عدتها وانشغلي بها، وكوني لينة هينة رقيقة رفيقة لا يشقى بصحبتكِ أحد