• الرئيسية
  • الأخبار
  • المداومة على تلاوة القرآن أبرزها.. تعرف على نصائح "برهامي" للشباب لمجابهة كورونا

المداومة على تلاوة القرآن أبرزها.. تعرف على نصائح "برهامي" للشباب لمجابهة كورونا

  • 1059

وجه الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، عدة نصائح مهمة لما تمر به الأمة الإسلامية، بل العالم أجمع من وباء "كورونا".


وقال "برهامي"، في مقال له بجريدة "الفتح"، إن الله قدر ظهور فيروس كورونا؛ ليعالج عند أكثر بيوتنا خللًا ضخمًا لغياب العلاقة الأسرية المباشرة بين أفراد الأسرة، وكثرة قضاء أكثر أفرادها معظم أوقاتهم خارج المنزل؛ فأصبح البقاء في المنزل إجباريًا معظم الليل؛ ولكنَّ الشيطان للناس بالمرصاد. 


وأضاف: "فبدلًا من أن يجلسوا مع بعضهم بعضًا؛ إذا بسيل جارف هائل من رسائل الفيس والواتس فوق الطاقة كل يوم وليلة؛ تحمل بذور التوجهات المتنازعة والاختلافات المتناقضة".


وتابع: "كأننا ما كفانا الحرمان من المساجد وإغلاقها، وغياب صوت الآذان عن كثير من أحيائنا وشوارعنا -بعد النعمة العظيمة به- حتى تقسوا قلوبنا بالنزاع والشقاق، حتى صار كل واحد -بعلم أو بغير علم- لابد أن يدلي دلوه، ويبدي رأيه في كل نازلة علمية فقهية أو طبية أو اجتماعية، حتى البَيْن الهائل في الآراء والتوجهات التي تفرق الأمة الواحدة والوطن الواحد والجماعة الواحدة والصف الواحد؛ بل تفرق الأسرة الواحدة، ولا حول ولا قوة إلا بالله".


وبين نائب رئيس الدعوة السلفية، أن العلاج يكمن في نتناول الدواء الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في قوله "أَمْسِك عَليْك لِسَانَك، ولْيَسَعْك بَيْتُك وابْكِ عَلى خَطِيئَتَك" (رواه الترمذي، حديث حسن). والقلم أحد اللسانين؛ مع أن السلف كانوا يطبقون هذا الحديث على جميع أوقاتهم وأحوالهم؛ وليس فقط عند حظر التجول، أو الإلزام القصري في البيوت؛ خشية انتقال المرض، وتحوله إلى وباء داخل البلاد نسأل الله أن يعافينا من ذلك، فلابد أن نتعلم نحن تطبيقه في هذه الظروف؛ لنستمر بعد ذلك في حياتنا كلها على هذا المنوال؛ لتحصل البركة في الأوقات بدلًا من فقدها في القيل والقال وكثرة السؤال، نسأل الله العافية.


وقدم " برهامي" نصائح هامة للشباب قائلا: علينا أن نقلل -إخوة الإسلام- من استعمال وسائل التواصل، وليبدأ كل منا بنفسه؛ فلا يرسل رسائل إلا لحاجة حقيقية، ولابد من ضبط الوقت؛ فنستطيع قضاء الوقت في تلاوة القرآن والذكر وطلب العلم؛ سماعًا للدروس العلمية وقراءة للكتب النافعة، وكذا الجلوس مع الأسرة؛ لنبتعد قليلًا عن هذا السبب الأساسي من أسباب القسوة، والله لقد علمت أزواجًا لا يكلم أحدهم الآخر إلا من خلال رسائل الواتس؛ فتحدث القسوة والجفوة وتصبح العلاقة مملة شديدة الملل؛ فتُخرَّب البيوت نسأل الله العافية".


وأردف: كأني أنظر إلى شبابنا الذي تعود على السهر على المقاهي، ومشاهدة مباريات الكرة، ومحلات الألعاب الإلكترونية؛ فتوقف كل ذلك فهو يشكو الملل، ويبحث عن تضييع الوقت في ساعات طويلة مع الهاتف الذكي؛ بل الغبي في الحقيقة، المدمر للثقافة، المثير للفتنة والفرقة.


واستكمل قائلا: هلَّا قضيتم وقتكم بالنهار بالبحث الحقيقي عن الأسر الفقيرة المتضررة من تعطل الأعمال؛ لنوصل إليها حاجاتها بدلًا من أن يكون المتسولون هم الذين يأخذون النصيب الأكبر من المساعدات؟! قال الله -عز وجل-: "فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17)" (البلد: 11-17) "المسغبة" المجاعة، "ذا متربة" أي التسق بالتراب من شدة الفقر، فأوصت الآية بالضعفاء من اليتامى، والقرابات والفقراء المساكين الذين لم يعد لديهم إلا التراب، فهلا تواصينا بالصبر وتواصينا بالمرحمة كما أمرنا الله؟!


فهلا عزمتم على توصيل طلبات كبار السن والأرامل وأصحاب الحاجات الخاصة إليهم في بيوتهم؟! فإن الصدقة بالجهد زكاة البدن، كما قال صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ مَعْروفٍ صَدَقةٌ، وإِنَّ مِنِ الْمَعْروفِ أَنْ تَلْقَى أخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ، وأنْ تَفْرُغَ مِن دَلْوِك في إِنَاءِ أخيك" (رواه الترمذي، حديث صحيح) وفي الحديث الآخر "وتُمِيطُ الأذَى عَنِ الطَّريقِ صَدَقةٌ" (رواه مسلم).


ومن أعظم العلاجات للقسوة تجنب البدع التي لم يفعلها السلف؛ كترتيب أذكار وأدعية لم ترد في الكتاب والسنة مع التداعي على الاجتماع عليها ساعة معينة وكيفية معينة؛ حتى خرجت المسيرات والمظاهرات والوقوف في البلاكونات، ووصل الأمر إلى ما يسمونه بالتحدي؛ فلان يتحدى فلانًا في الاستغفار ألف مرة!!


أما شعرتم بقسوة القلب حين نتناول عبادة الانكسار والخضوع في أوقات التضرع بمثل هذه الألفاظ والتحديات التي تدل على الغفلة عن معنى الاستغفار والتضرع؟! بل هي أقرب إلى الرياء والسمعة؛ خصوصًا مع نشرها على صفحات التواصل.


واختتم قائلا: "إن قضاء الساعات الطويلة على صفحات التواصل يقسي القلب، ويُبعد دمعة العين، ويشتت الذهن، ويفكك الأسرة، ويزيد الشقاق، وينشر البدع، ونحن أحوج شيء إلى السنة واللين، والرحمة للخلق؛ خاصة الضعفاء".