بالأدلة.. "برهامي" يوضح الدروس المستفادة من وباء كورونا

  • 1345
الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

أوضح الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، أن وباء كورونا يجعلنا أن نعيد حساباتنا وأولوياتنا مرة أخرى، كما علينا أن نتعظ ونعود إلى شرع الله وسنة نبيه.


وتابع "برهامي"، في مقال له" قدَّر الله -تعالى- ظهور فيروس كورونا؛ ليعالج عند أكثر بيوتنا خللًا ضخمًا لغياب العلاقة الأسرية المباشرة بين أفراد الأسرة، وكثرة قضاء أكثر أفرادها معظم أوقاتهم خارج المنزل؛ فأصبح البقاء في المنزل إجباريًّا معظم الليل؛ ولكنَّ الشيطان للناس بالمرصاد، فبدلًا مِن أن يجلسوا مع بعضهم بعضًا؛ إذا بسيلٍ جارفٍ هائلٍ من رسائل الفيس والواتس فوق الطاقة كل يوم وليلة، تحمل بذور التوجهات المتنازعة والاختلافات المتناقضة.


كما أوصت الآية بالضعفاء من اليتامى، والقرابات والفقراء المساكين الذين لم يعد لديهم إلا التراب؛ فهلا تواصينا بالصبر وتواصينا بالمرحمة كما أمرنا الله؟!، فهلا عزمتم على توصيل طلبات كبار السن والأرامل وأصحاب الحاجات الخاصة إليهم في بيوتهم؟!


وأضاف أن الصدقة بالجهد زكاة البدن، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ مَعْروفٍ صَدَقةٌ، وإِنَّ مِنِ الْمَعْروفِ أَنْ تَلْقَى أخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ، وأنْ تَفْرُغَ مِن دَلْوِك في إِنَاءِ أخيك) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني)، وفي الحديث الآخر: (وتُمِيطُ الأذَى عَنِ الطَّريقِ صَدَقةٌ) (متفق عليه).


وأردف: إن مِن أعظم العلاجات للقسوة: تجنب البدع التي لم يفعلها السلف؛ كترتيب أذكار وأدعية لم ترد في الكتاب والسُّنة مع التداعي على الاجتماع عليها ساعة معينة، وكيفية معينة؛ حتى خرجت المسيرات والمظاهرات والوقوف في البلكونات، ووصل الأمر إلى ما يسمونه بالتحدي؛ فلان يتحدى فلانًا في الاستغفار ألف مرة، أما شعرتم بقسوة القلب حين نتناول عبادة الانكسار والخضوع في أوقات التضرع بمثل هذه الألفاظ والتحديات التي تدل على الغفلة عن معنى الاستغفار والتضرع؟! بل هي أقرب إلى الرياء والسمعة؛ خصوصًا مع نشرها على صفحات التواصل.

وقدطالب قائلا: علينا أن نقلل -إخوة الإسلام- من استعمال وسائل التواصل، وليبدأ كل منا بنفسه؛ فلا يرسل رسائل إلا لحاجة حقيقية، ولابد من ضبط الوقت؛ فنستطيع قضاء الوقت في تلاوة القرآن والذكر وطلب العلم؛ سماعًا للدروس العلمية وقراءة للكتب النافعة، وكذا الجلوس مع الأسرة؛ لنبتعد قليلًا عن هذا السبب الأساسي من أسباب القسوة، والله لقد علمت أزواجًا لا يكلم أحدهم الآخر إلا من خلال رسائل الواتس؛ فتحدث القسوة والجفوة وتصبح العلاقة مملة شديدة الملل؛ فتُخرَّب البيوت نسأل الله العافية".


واستكمل نائب رئيس الدعوة السلفية قائلاً: ألا بكينا على ما أصابنا من خطايانا وذنوبنا: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) (الشورى:30)، فاللهم اعفُ عنا، وقال الله -عز وجل-: (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:43).


وألمح "برهامي"، أن قضاء الساعات الطويلة على صفحات التواصل يقسي القلب، ويُبعد دمعة العين، ويشتت الذهن، ويفكك الأسرة، ويزيد الشقاق، وينشر البدع، ونحن أحوج شيءٍ إلى السُّنة واللين، والرحمة بالخلق؛ خاصة الضعفاء.


ودعاء قائلا: اللهم أغث أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- بفرجٍ مِن عندك، وأعدنا إلى مساجدنا، وأعد الطائفين والقائمين، والعاكفين، والركع السجود إلى بيتك الحرام، وأعد المصلين إلى مسجد نبيك -صلى الله عليه وسلم-، وإلى المسجد الأقصى، وسائر المساجد..اللهم بلغنا رمضان وقد عافيتنا، وعافيت أمتنا مِن البلاء والوباء، وتسلُّط الأعداء.. اللهم فارج الهم، وكاشف الغم، مجيب دعوة المضطرين، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، أنت ترحمنا؛ فارحمنا رحمة مِن عندك تغننا بها عن رحمة مَن سواك.