رمضان رحلة هدوء

هدوء القلب بعد عواصف الألم

د. فاطمة محمد خليفة

  • 560


العمرُ عاصفةٌ لاتعرف للإستقرارِ عنوانًا ولا معنى ، فتارةً تسعى لتقدير فى جامعة أو ترقيةٍ فى وظيفة ، وتارةً ترجو حلًا لمشكلة مع جارك أو أحد من أهلك ، تارةً تبحث عن طريقة تخرج بها من أزمة فى العمل وتارةً تجاهد لحماية نفسك وأحبائك من فيروس خطير أرَّق منامك وأقلق مضجعك و بين هذا وذاك كُنت أنت .

أنت وقلبك الحائر كحيرةِ مسافرٍ أنسَتهُ آلامُه المتراكمة في عقله كأقطابٍ متنافرة وِجهَتَه التالية ، روحك التى أضحى الحزن والهم مُستأجِرَها الدائم برتبةِ مالك ، و عينك التى إذا أمعنت النظر إليها تُهتَ فى صحراءها التى لا تحوى إلا رمالًا من الألم .

فقدتَ الطريقَ فى قلب العاصفة ، شردتَ ، و ألهتكَ الحياة عن البحث عن طريقةٍ لإخماد هذه العاصفة أو حتى تهدئتها و إذا بمنادٍ يُنادى حىَّ على رمضان فينتشلك من قلب العاصفة إلى برِّ الأمان .

رمضان حيث هدوءُ القلب وسكينةُ الروح و طمأنينةُ العين ، رمضان حيث جماعِيَّة الطاعة ، حتى ولو كان هذا العام مُختلفا فكن أنت أيضا مختلفًا بإبداع ، جماعية الطاعة العائلية فى كنف الأسرة ودفء المنزل ورمضانية الأرواح ، وإلَّا فأين الخلوة بالنفس لتبُثَّ فيها الهمة والنشاط و تبعث فيها العزم على أن لا يمضى رمضان إلا و أنت من العتقاء من النيران .

رمضان يعنى أن تكون قُرءانيًّا ، تعيش فى كَنَفِ القرآن الكريم وآياته ، تستظِل بمعانيه وفوائده .

رمضان يعنى أن تكون ربانيًّا بإمتياز ففرص العتق فى رمضان تدفعك لأن تكون مُنتبهًا مستغلًا للفرص فلا تخرج من رمضان إلا وقد فُزت بالعتق من النيران ( ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ) .

رمضان  يعنى أن تُزيل الغشاوة من على عينيك ، رمضان يعنى أن تترك عواصف هذا العالم تموج وتضطرب لتنعم بهدوء الروح و طمأنينة النفس فى حضرة هذا الشهر المُبارك 💙 ..