عالم دين أردنى: اعلان "داعش" قيام "الخلافة" سيؤدى للاقتتال بين الجهاديين

  • 79
صورة أرشيفية

حذر أبو محمد المقدسى، وهو عالم دين أردنى وواحد من أكثر الأصوات تأثيرًا فى الفكر الجهادى، اليوم الأربعاء، من أن إعلان تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام قيام الخلافة فى العراق وسوريا، سيؤدى لتفاقم الاقتتال الدموى بين الجهاديين.
وغير تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام اسمه يوم الأحد إلى الدولة الإسلامية، وأعلن زعيمه "خليفة"، وذلك بعد أن سيطر مقاتلوه على أجزاء من الأراضى فى حملة خاطفة بشمال العراق.

وتساءل المقدسى فى رسالة على موقعه على الإنترنت "هل ستكون هذه الخلافة ملاذًا لكل مستضعف وملجأً لكل مسلم أم سيتخذ هذا المسمى سيفًا مسلطًا على مخالفيهم من المسلمين، ولتشطب به جميع الإمارات التى سبقت دولتهم المعلنة ولتبطل به كل الجماعات التى تجاهد فى سبيل الله فى شتى الميادين قبلهم؟".

وانتظر كثيرون فى المنتديات الجهادية على الإنترنت الاستماع لرأى المقدسى فى تقدم تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، وقال المقدسى نفسه إنه كان يتلقى اتصالات من مؤيدين ومعارضين للتنظيم كانوا يحاولون شرح وجهات نظرهم.

وينظر إلى المقدسى على أنه المرشد الروحى لزعيم القاعدة فى العراق، الذى قتل أبو مصعب الزرقاوى ووصفته المؤسسة البحثية التابعة لأكاديمية وست بوينت العسكرية الأمريكية بأنه المنظر الإسلامى الأكثر تأثيرًا على قيد الحياة.

ودفع توقيت الإفراج عنه من السجن فى الأردن الشهر الماضى، حيث قضى خمس سنوات فى السجن بعض المسئولين الأردنيين للقول إن السلطات تخشى امتداد أنشطة المتشددين عبر حدودها، وتريد أن تسمح له بانتقاد الدولة الإسلامية.

وفى رسالته قال المقدسى "الإخوة فى القوقاز سبق لهم إعلان إمارتهم الإسلامية، وكذلك حركة طالبان ولم يرتبوا على ذلك شيئًا يلزم عموم المسلمين فى نواحى الأرض ولا سفكوا لأجل هذا المسمى أو به دمًا حرامًا".

ودعا تنظيم الدولة الإسلامية بقيادة أبو بكر البغدادى الجماعات الجهادية على مستوى العالم إلى مبايعته فى تحد مباشر لزعماء المنطقة وللقيادة المركزية للقاعدة التى تبرأت منه.

وقال المقدسى، إن مستقبلاً مقلقًا ينتظر الجهاديين الذين يقاتلون فى العراق وسوريا فى ظل هذه الخلافة، حيث ستكون أرواحهم مهددة إذا لم يعلنوا مبايعتهم.

وأوضح المقدسى، إنه يخشى من أن يستخدم التنظيم الأسلحة التى استولى عليها من الجيش العراقى ضد خصومه، وليس ضد رئيس الوزراء الشيعى نورى المالكى وحكومته المدعومة من إيران.

وقال المقدسى، إن أنشطة الدولة الإسلامية المتطرفة بعيدة عن صحيح الإسلام.

وأضاف "عيوننا لا تقر بسفك دم مسلم من أى طرف من الأطراف التى هى داخل دائرة الإسلام ولو كانوا من العصاة.. فإما أن تصلحوا وتسددوا وتتوبوا وتئوبوا وتكفوا عن دماء المسلمين وعن تشويه هذا الدين أو لنجردن لكم ألسنة كالسيوف السقال تضرب ببراهينها أكباد المطى ويسير بمقالها الركبان."

وفى تصريح شهير عام 2005 بعيد الإفراج عنه من حكم سابق بالسجن انتقد المقدسى الزرقاوى، وندد بالتفجيرات الانتحارية التى ينفذها تنظيم القاعدة ضد المدنيين الشيعة فى العراق.