عدو النجاح

الكسل وخطورته

جهاد الصاوي

  • 1336

هناك قاعدة إنسانية مشهورة تقول "إن الكسل هو السبب الأول لخسارة الإنسان"، وأغلب الخسائر الموجودة في العالم سببها عدم إعطاء المجهود الكافي في الحياة، وهناك أيضًا مجموعة من الباحثين في جامعة سيدني الأسترالية توصلوا إلى دراسة تقول "إن الخمول البدني يكلف اقتصاد العالم ٦٧ مليار دولار سنويًا!".. إنها مصيبة بكل المقاييس.

اعلم -يا رعاك الله- أن الأحلام ليست لها نهاية، ودائمًا الخطوة الأولى في كل شيء تكون الأصعب، وأنه لا شيء سهل، وأيضًا لا يوجد طريق مستحيل، نحتاج لنفٍس طويل وإرادة عالية الهمة، فالكسل عدو ليس سهلًا أبًدا، ويجب علينا فهمه بشكل صحيح؛ لأنه أمر مخيف ومؤذٍ، وكان -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ بالله من الكسل، ويقول: "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل"، ويطلب الحماية من الله له ولأمته من الكسل، فاستعيذوا بالله دائمًا من الكسل ورددوا: "اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على أنفسنا".

فالله -عز وجل- يريدك دائمًا عالي الهمة، وأوقاتنا أقل من الواجبات المطلوبة منا؛ فيجب عليك ترتيب الوقت لكل المطلوبات سواء في الحياة وتطويرها، أو المطلوبات الشرعية والعبادات بينك وبين الله، أو المطلوبات الاجتماعية، واعلم أن الكسل يعطل الإنسان عن تحقيق مراد الله منه، ويجعل من الإنسان عالة على الحياة؛ فكم مرة كنَّا نسمع نداء الله "حّي على الصلاة" فما تحركنا!

تزينت لنا الجنان وفتحت أبوابها فتراخينا وقصرنا، وأقسم لنا ربُّنا أن الجنة وخزائنه الواسعة فُتحت لكل متفانٍ في عمله؛ فتأخرنا! والعمر يجري وميزان الحسنات يخف! فمتى نفيق!

كان سيدنا عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- يقول: "إني لأبغض الرجل أن أراه فارغًا، ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة"، اترك التسويف واجعل الأمنية عملًا، ولابد من تنظيم الوقت؛ لأن الإنسان عنده كنز هائل من الطاقات الفريدة من نوعها، ووقوده هو الإصرار والجدية، كانوا يقولون قديمًا: "الدماغ الكسول بيت الشيطان" فالشيطان يحب أن يسكن حيث الفراغ والملل؛ ليشهد ميلاد الرذيلة والأفكار السيئة الدنيئة، ادفع عنك الكسل وجد لنفسك هدفًا كبيرًا يستقطب جهدك واهتماماتك، ولابد من وجود خطة لتحقيق الهدف، ولابد من حسن تنظيم هذه الخطة.

تذكر دائمًا أن العمل الجاد هو سر الحياة ومفتاح الجنة ودأب الأنبياء.. فاللهم بك يا الله استعنَّا فأدركنا وأعنَّا.