فصرت غنيًا بلا درهم

سارة محمد أمين

  • 330

خُلق الإنسان لا يعلم الغيب، ولا يعرف ما سيحدث له في المستقبل؛ لحكمة لا يعلمها إلا الله، فلو علم الإنسان الغيب لعاش بين القلق والريبة مما سيحل به، والقدر ثابت لا يستطيع الإنسان تغييره ولا يعلمه أحد إلا الله.

الإيمان بالقضاء والقدر من أركان الإيمان، ومعنى ذلك أنه لن يكتمل إيمان الإنسان إلا بإيمانه بالقضاء والقدر، ويكون ذلك بالرضا التام بالقضاء والقدر دون أي شكل من أشكال السخط عليه.

ولن يَرِدَ يوم القيامة أرفع درجات من الراضين عن الله -عز وجل- و بقضائه، فذروة سنام الإيمان أربع خصال "الصبر للحكم، والرضا بالقدر، والإخلاص للتوكل، والاستسلام للرب -عز وجل-".

ويمكن للإنسان أن يبتهج بالقليل إذا تحلى بالرضا، الرضا شيء يجعلك تنظر للقليل والكثير بحد السواء، وأنها نِعم من الله يجب أن يُحمَد عليها، أما من لا يعرف الرضا قلبه ينظر لكل ما يحصل عليه أنه غير كافٍ ولو مُنح ما يعادل حجم الجبال، الرضا لا يعني العجز وإنما هو هدوء وسكينة، والرضا لا يعني أن تستسلم بل يعني أن تسعى وتحاول للحصول على الأفضل، لكن دون النظر إلى رزق الآخرين، فـ "الحر عبدٌ إذا طمع، والعبد حرٌ إذا قنع".

يقول الشافعي:

رأيت الرضا رأس الغنى - فصرت بأذياله متمسكًا

فلا ذا يراني على بابه -  ولا ذا يراني به منهمكًا

فصرت غنياً بلا درهم - أمر على الناس شبه الملك.