يامن تزعم محبته!

محبة النبي في اتباعه

آية الشهاوي

  • 334

كانت محبته ﷺ حياةً تُعاش، ومنهجاً يُتبع، ولم تكن كلمات يُرددها اللسان.. لم تكن ابتداع أعمال، وإقامة موالد، وتأليف قصائد.. كانت اتباعًا، وسلوكاً وأفعالاً.

فعندما أحبه الأنصار بذلوا أرواحهم وأموالهم في سبيل الله، طاعةً وحباً لرسوله؛ فقال قائدهم يوم بدر: "يا رسول الله، هذه أموالنا بين يديك، خذ منها ما شئت ودع منها ما شئت، وما أخذته منها كان أحب إلينا مما تركته، لو استعرضت بنا البحر لخضناه معك ما تخلف منّا أحد".

ولما حاصره المشركون يوم أُحد سارع المسلمون، فأقاموا حوله سياجًا بأجسادهم وسلاحهم، فكان أبو طلحة دائماً بين يديه.. يرفع صدره لِيَقِي نبيهُ ﷺ من السِهام ويقول: "نحري دون نحرك يا رسول الله".

أما أُم عِمارة فكان أحب إليها من نفسها وولدها، لم ترهب هزيمة المسلمين وعتاد المشركين، نَسِيَت ضعفها كامرأة وانطلقت بقوة حبها وإيمانها بجوار النبي ﷺ، تتلقى عنه الضربات غير عابئة بما أصابها من جروح بلغت اثنى عشر جرحًا..!

حتى قال عنها رسول الله ﷺ: "ما التفتُ يوم أحد يميناً ولا شمالاً إلا وأراها تقاتل دوني"، لم تكتفي بنفسها، فعندما أُصيب ولدها ربطت جُرحه وقالت له: "اذهب فقاتل القوم"، فحقَّ قول نبيها "مَن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة".

 

ولما نعوا امرأة من بني دينار موت زوجها وأبيها بل وأخيها، ما نطقت إلا بسؤالها عن رسول الله ﷺ، فلم تهدأ حتى رأته وقالت: "كل مصيبة بعدك جَلَلْ -أي صغيرة".

وأنا وأنت أين دليل محبتنا، وماذا بذلنا..؟! هل اتبعنا، أم جادلنا وعن سنته وانحرفنا..؟! فالصادق في حب النبي ﷺ هو من أطاعه، واقتدى به، وآثر ما يُحبه الله ورسوله على هوى نفسه وماله وولده..