استشارات أسرية

فاطمة أحمد صابر

  • 408

الاستشارة:   

"أنا فتاة في السنة الثالثة في الجامعة، كلما مر عام وانتهى أقول سأحقق في هذا العام كذا وكذا، ثم أغفل وينتهي، ولا أحقق شيئًا؛ مما يصيبني بالإحباط، كيف أكتب خطة متوازنة وأستطيع متابعتها وأفرح بنتيجتها؟".

الإجابة:

غاليتي وفقك الله لكل خير، وأُثْنِي على حرصك على الاستفادة من وقتك وتحقيق إنجازات متوازنة في حياتك.

بداية اكتبي أدوارك في الحياة بمعنى: أمة لله، طالبة، مهتمة بالخياطة، ابنة، أخت، صديقة، إنسانة.. واكتبي غايتك في كل دور: طموحك منه.. ثم اكتبي هدف العام في هذا الدور، وانتبهي أن تجعلي كل أدوارك مرتبطة بالدور الأكبر وهو كونك أمة لله عز وجل؛ فمثلًا إنهاء السنة الثالثة في الجامعة بتقدير ممتاز.. وفي دور إنسانة التخلص من صفة الكسل واكتساب عادة الحماس والإنجاز.. وهكذا...

ثم قسّمي العام لمواسم الدراسة والإجازة أو على حسب الشهور ومهام كل شهر.

ومن ثم أوزع مهام الشهر على الأسبوع، ففي هذا الأسبوع مذاكرة مادة الفقه باب كذا وكذا وحل 3 امتحانات، الحرص على الاستيقاظ اليومي في الساعة كذا (وحبذا بدأتِ بعمل محفز لا عمل يثقل عليكِ)

ثم إدارة وقتك حسب اليوم؛ ابدأي بكتابة المواعيد الثابتة الصلاة والمحاضرات والعمل أو وقت دورة ثم ضعي مهامك الأخرى في أوقات مناسبة.. لا تملأي اليوم تمامًا بل ركزي على مهام رئيسية وتحلي بالمرونة فيها واستعيني كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة" وقت البكور وما بعد قيلولة ونوم الظهر وبعض الليل.

ركزي على أولوياتك في العام وليكن أول ثلاثة أهداف وليكن لهم الأولوية في يومك.. لا يعني هذا تجاهل الباقي ولكن ألّا تهتمي بالمكملات عن الأساسيات.

من المهم في كتابة الخطة والأهداف أن تكون لها معيار محدد ووقت لإنهائها، وهذا ما يساعدك في تقييمها آخر العام لتشعري بنجاحك.

فمثلا هدف الاهتمام بالقراءة يصعب قياسه بينما هدف قراءة 30 كتابًا في العام بمعدل من 2 إلى 3 كتب في الشهر هو هدف واضح ويمكن توزيعه وتقييمه.

الخطة تحتاج لمجهود وذهن صافٍ ووقت تقتطعينه لها لكنها توفر لك أوقاتًا كثيرة فيما بعد، وكلما نجحتِ في التخطيط كلما كنتِ أقرب إلى النجاح، ولا بأس إن ظهر لك عيب بالخطة بعد المُضي فيها عدِّلي بما يناسب وقتك لكن لا تستسهلي التعديل حتى لا تفسد خطتك.

استعيني بالله أولا ثم عليكِ بكمال التوكل على الله في إنجازها ييسر لك الطريق ويتقبل عملك بفضله ومنه وكرمه.. اللهم اجعل أعمارنا زادًا إلى حُسن المصير إليك وعتادًا إلى يُمن القدوم عليك.. إنه تعالى بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل.