التجارة الرابحة

إخلاص النية في الأعمال المنزلية

آمال عبدالله

  • 483

أهدي إليك يا حبيبة القلب هدية لن تقدر بثمن، تظن أغلب النساء أن جميع أعمالها في بيتها هو روتين يومي لابد منه ويجب عليها فعله على أكمل وجه، وكأنها مجبرة عليه وربما اعترضت، بعضهن تقول: ما الذي يجبرني على فعل هذه الأعمال يوميًا؟ نقول لها: أختي الحبيبة إن كل ما تقوم به جميع النساء من أعمال في بيتها لابد له من نية، ففي تجديد النية مع كل عمل تقومين به في بيتك عليه أجر كبير من الله عز وجل.

ففي الحديث الشريف قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه"، والنية هنا محلها القلب ولا يتلفظ بها.

تعالوا نجدد النية لله -عز وجل- في جميع أعمالنا وأحوالنا، فنحن معشر النساء لدينا أعمال كثيرة نافعة وشاقة في أغلب الأحيان، وظلت روتينًا لابد له من حياتنا اليومية تقوم به أغلب النساء بالأخص المتزوجات فعليهن أعباء كثيرة، أولها وأهمها هي طاعة الله -عز وجل- والمحافظة على الصلوات والسنن والأذكار والورد من القرآن.

ثانيًا طاعة الزوج والمحافظة على أداء الحقوق والوجبات على أكمل وجه يرضي الله -عز وجل- فالجري هنا وهناك حتى تنجزي كافة أعمالك المنزلية من تنظيف وترتيب الغرف وتجهيز الطعام والغسيل وكي الملابس كلها أعمال شاقة وواجبة عليك أن تفعليها، ولكن هل عملتِ أختي الحبيبة أن كل عمل تقومين به لابد له من نية قبلها حتى تؤجري وتثابي عليها، قبل البدء في أي عمل تقومين به جددي النية أنها لله، ثم ابدئي عملك حين تعلمين وتربين أولادك على القول الحسن والمحافظة على الصلاة وحسن الخلق وحفظ القرآن؛ احتسبي ذلك عند الله أنك تربين جيلًا مسلمًا، خُلق ليكون في خدمة الإسلام والمسلمين، وليكمل مسيرتك مع أصدقائه ومعارفه فينتفع به من حوله، حتى وإن ضل الطريق يومًا فسيعود إلى رشده بمشيئة الله لأن نبتته طيبة، ولأنك احتسبتِ الأجر في التربية.

وحين تجهزين لزوجك جميع احتياجاته من الطعام والشراب والاهتمام بمظهره الخارجي والداخلي والاعتناء به حين يمرض ووجودك بجانبه صابرة محتسبة حتى يتعافى بأمر الله يكون من حُسن العشرة، احتسبي طاعة الزوج كما تعلمتِ من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ابن عمرَ رضي اللَّهُ عنهما عن النَّبي ﷺ قال: {كُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مسئولٌ عنْ رعِيَّتِهِ، والأَمِيرُ رَاعٍ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أَهْلِ بَيْتِهِ، والمرْأَةُ راعِيةٌ عَلَى بيْتِ زَوْجِها وولَدِهِ، فَكُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مسئولٌ عنْ رعِيَّتِهِ}.

حين تفكرين في حمل جديد احتسبي على الله الذرية الصالحة، التي تنفعك دنيا وآخرة، وتكون في خدمة الإسلام والمسلمين، حين تتزينين وتتعطرين وترتدين ملابس أنيقة حسنة المظهر احتسبي حسن التبعل للزوج.

أختي الحبيبة لن تضيع أعمالك سدى حين تحتسبينها عند الله بنفس راضية، أعاننا الله وإياكـِ وتقبل الله منك صالح الأعمال.