شعبان.. لا تغفل عنه

عرض الأعمال والمغفرة

سلمى منصور

  • 203
أرشيفية

تهللت الوجوه وانفرجت الأسارير فرحة بقدوم الأشهر الحرم لكن قلة هم من تيقظ فكرهم وشحذت هممهم؛ لنيل فضائلها، وها نحن بين يدي شهر شعبان، شهر رفع الصحائف، شهر كان رسولنا يصوم أكثره، فقد سأل أسامة بن زيد -رضي الله عنه- الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن كثرة صيامه في شهر شعبان، فأجاب الرسول -عليه الصلاة والسلام- قائلًا: (ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ وهو شهرٌ يُرفعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ فأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ).

فليبصر كل ذي بصيرة كيف ينقذ صحيفته ويعوض ما فاته بشتى العبادات والقربات، وحري به أن يمتثل بقائده الأعظم ويحذو حذوه صلى الله عليه وسلم.

شهر قيل عن ليلة النصف منه أن فيها غفرانًا لذنوب الخلق إلا مشاحن أو مشرك، قال النبي صلى الله عليه سلم: (يطَّلِعُ اللهُ إلى خَلقِه في ليلةِ النِّصفِ مِن شعبانَ فيغفِرُ لجميعِ خَلْقِه إلَّا لِمُشركٍ أو مُشاحِنٍ) فجدير بكل ذي لب أن يترفع عن الترهات لينال الفضائل والمكرُمات فتلك هي الفروق البشرية التي تجعل من السيد سيدًا ومن العبد عبدًا، السيد يستمد سيادته من معالي الأمور، والعبد تزيد خساسته سفاسفها.

هو الشهر الذي يسبق رمضان فهو الفرصة الأخيرة لمن أراد أن يجني ثمار التقوى والعمل الصالح في رمضان، فالبذرة تحتاج الوقت والسقيا لتنضج، فيا من لم تبذر في رجب فسارع وبادر بالبذر والسقيا في شعبان.

وختامًا فكل فطن يعي أن التخلية قبل التحلية فخل عنك الذنوب والمعاصي بالتوبة النصوح، وحلي بالعبادة والطاعات، وليكن شعارك البذل بإخلاص لربك ومتابعة لسنة نبيك، فلا للبدع والمحدثات فالسنة ملؤها القربات.