يومٌ واحد لايكفي

فاطمة أغا

  • 790

شرع الله الأعياد فرحة المسلمين فكان العيدان الفطر والأضحى، فلم يضع لنا أعيادًا تجلب الحزن أو البكاء، وما بين  البدعة والابتداع ومقولة "بنحاول نفرحها" بدأ عيد الأم تقليداً للغرب، وقد جاء في الحديث "أنه من أحدث في أمرنا هذا فهو رد"، المقصود بأحدث أي ابتدع.

 كرم الله تعالى الأم فحقها مقدم على الأب بثلاث مرات، كما كرمت الشريعة الأم فلها إحسانها وبرها والعطاء إليها وطاعتها، كما ذكر في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟، قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أبوك) متفق عليه.

فالبر ليس يومًا ولا أسبوعًا ولا ساعات ولا دقيقة ولا بكلمات تكتب في رسالة نصية تتركها في بريدها الوارد، ولا بهدية تضعها بجوارها في صمت، البر عطاء وأفعال وابتسامات في وجهها، هو قولك الدائم لها على أي صنيع تصنعه "سلمت يداك"، هو دعاء لها في كل صلاة أن يحفظها، هو شكر للإله على وجودها، فالأم سند وحماية لو نظرت حولك لعرفت جيدًا ما معنى هذه الكلمة!، فيوم للأم هو بدعة لا أعتبره إلا تقليلًا مما تقوم به؟ هل يكفي يوم للتعبير عن رحلتها معك من حمل ورضاعة وسهر ومشقة ودراسة وتعب حتى أوصلتك إلى ما أنت فيه الآن، هل تكفي هدية عن كل ذلك؟