• الرئيسية
  • الأخبار
  • ابراهيم منصور لـ "الفتح": الشباب أملنا في حمل الراية والعمل لصالح الدين ورفعة البلاد

ابراهيم منصور لـ "الفتح": الشباب أملنا في حمل الراية والعمل لصالح الدين ورفعة البلاد

  • 81
الدكتور محمد إبراهيم منصور الأمين العام لحزب النور

منصور لـ"الفتح": الشباب أمل الأمة في حمل الراية والعمل الصالح

"منصور": الحرب شرسة لتغييب وعي الأمة.. والشباب أملنا في حمل الراية والعمل لصالح الدين ورفعة البلاد

لابد أن ننتبه لمخرجات الحضارة الغربية التي يراد لها أن تتسلل الى بيوتنا حتى لا يكون لنا تميزنا

كتب ـ مصطفي حجاج

أكد الدكتور محمد إبراهيم منصور الأمين العام لحزب النور إن الشباب أمل الأمة في حمل الراية والعمل لصالح هذا الدين ورفعة بلادهم، وتخفيف الهموم عن الناس من حولهم قدر الطاقة والاستطاعة، مشيرا إلي أن المعركة الحقيقية اليوم هي معركة الوعي الحضاري، فاذا أدركنا مفهوم الوعي الحضاري وأركانه وسمات وأصحاب من يحملون هذا الوعي، سندرك أين نضع أقدامنا؟ وكيف ستكون العودة إلى حضارتنا الحقيقية، التي سلبت بسبب ضعفنا وعدم تحملنا لمسئولياتها..؟

وأوضح "منصور" أن الركن الأول من أركان الوعي الحضاري الفخر بماضيك الحضاري المشرف العظيمٍ الذي  ساد الدنيا وأنارها يوم كانت أوروبا مظلمة مئات السنين، والحضارة الاسلامية تنير الدنيا وتنقذهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم والتوحيد، مشيراً إلي أن الحضارة الإسلامية ظلت قرون عديدة تحمل راية التقدم والرقي في العالم، ومن حقنا أن نتفخر بهذه الحضارة، ولا نتستجيب لمن يسعي لتغيب وعينا، وتشتيت ذهننا وانتمائنا  لماضينا.

وأضاف: أن الركن الثاني يكمن في الإدراك بأن تلك الحضارة قامت على حراسة الدين وسياسة الدنيا بالدين، والفهم الشامل للإسلام، الذي أرسى قواعده أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، فتقدمت وتطورت وصنعت التقدم، والتقدم العلمي الهائل الذي أحدثه علماء المسلمين في ظل هذه الحضارة، وتحت مظلة الدين وليس بعيداً عنه ولذلك قال الله تعالي: "وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم"، والدين الذي يكون معه التمكين الدين الكامل، مشيرا إلي أننا إذا أردنا عزاً وأردنا تمكيناً ورفعةً لهذه الحضارة وهذه الأمة، فيجب أن نلتزام بمعالم ديننا.

منصور: الإسلام منهج حياة.. 

وأشار إلي أن الحضارة الإسلامية قامت على الرحمة بالخلق، وقامت على من يحبها، ويرفع رايتها طواعيةً محباً، لا على يد من كرهها، فالإسلام منهج حياة، يظل الناس في بيعهم وشرائهم، وفي صحتهم ومرضهم، وفي أخذهم وعطائهم، وفي  فرحهم وحزنهم، وفي مصانعهم و متاجرهم ومدارسهم، وفي سياستهم واقتصادهم، وفي كل أحوالهم، ويظلهم فيأمرهم وينهاهم، وحين يستجيبون لهذه المظلة الرحيمة، يكون لهم القوة والغلبة والمنعة، والريادة والقيادة وإنارة الدنيا.

وأضاف منصور: معظم الحضارات التي نقرأ عنها، قامت على جماجم الخلق، والبطش بالناس واستعبادهم، بكل صور الاستعباد، فما تركوا صورة من صور الاستعباد إلا وأجبروا الناس أن يسلوكها، فهم يريدون أن يتخلي المسلمون عن دينهم ووعيهم، فيريدون للمسلمين في فرنسا أن يتخلوا عن تمايزهم الحضاري والثقافي، ويريدون لعامة المسلمين في العالم، أن يتخلوا عن عوامل تماسكهم وتماسك أسرهم، وتماسك  بلادهم، فيريدون أن يكمموا أفواه المسلمين، فلا يريدون لأحدٍ ان ينير الطريق الصحيح لهم.

وأضح أن الركن الثالث هو إدراك الواقع الأليم الذي تمر به أمتنا وحضارتنا الآن، وندرك أن أعداء الإسلام يريدون لنا أن نستمر في هذه الغيبوبة الحضارية، الذى لا يرضاه عاقلٌ لأمته وحضارته، فهم يريدوننا أن نغيب عن فهم أسباب تخلفنا وعن فهم أسباب ضعفنا، وما آل اليه أمرنا، حتى لا نبحث عن المخرج الصحيح، فاذا ضللنا طريق الإدراك بواقعنا وأسباب ما حل بنا فإننا سنضل طريق الخروج، ولذلك الحرب شرسة لتغييب الوعي.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،  «توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»، فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن»، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت»

وأضاف الدكتور محمد إبراهيم منصور: الحرب شرسة بكل معاني الكلمة على شبابنا بالذات لتغييب وعيهم في قيمة ما يحملون من حضارة قادرةٌ على أن تستعيد نفسها في أسرع وقتٍ ممكن إذ أتيح لها ذلك، ولذلك فأعدائنا يعملون على الحيلولة بيننا وبين إدراك حالنا على الوجه الصحيح، وأن ندرك أسباب ما آل إليه أمرنا، واسباب الخروج مما حل بنا.

وأوضح أن الركن الرابع من أركان الوعي الحضاري اليقين الجازم الذي لا شك فيه بأن المستقبل لهذه الحضارة، وأنها ستعود مرة أخرى لما كانت عليه من الريادة والقيادة والإبهار والنفع للعالم كله، فهذه الحضارة بَشر بها القرآن وبَشر بها النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾.

وأوضح منصور أن أعداء الأمة لا يريدون للحضارة الإسلامية أن  تقوم لها قائمة، فهم يريدون أن يشغلوا الشباب بكل المشاغل إلا ما يتعلق بالدين وثقافتهم وهويتهم الإسلامية، ولكن أصحاب هذه الحضارة وأهلها والحاملين لها المحملين بهمومها وأعبائها سيكون لهم يوماً يمكنون فيه قال تعالي: "وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات، ليستخلفنهم في الارض كانوا استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضا لهم"، حدث ذلك مرات واستخلف من يحملون الراية، ولذلك كما حدث من قبل سيحدث مرة ثانية، وهذه الآية فيها إشارة مهمة، إلي أن الذين سيمكن لهم أصحاب الدين الكامل، وقد وعُدنا بذلك في القرآن والسنة.

وأشار منصور إلي الركن الخامس من أركان الوعي الحضاري يكمن في الإدراك بأن الانتقال من الواقع الأليم الى المستقبل المشرق، لن يكون طفرة أو بدون أسباب، بمعنى أنه سيأتي تدريجي، فلن نجد أن الناس كلها تغيرت مرة واحدة، فطبيعة حضارتنا أنها حضارة توفيق الله عزوجل أولاً، لكن مع الأخذ بالأسباب المستطاعة والاجتهاد فيها، للانتقال بحضارتنا وهويتنا وديننا وأمتنا إلى  بر الامان ، قال تعالي  "ان الله لا يغير مابقوم حتى يغيرو مابأنفسهم"، موضحاً أن الله عز وجل يريد أن يتخذ من هذه الأمة أولياء، ويريد أن يتخذ منهم شهداء وأصحاب صبر ومثابرة، وأصحاب اجتهاد وجد وعمل واداء وبلاء، وأن نستمر على العبودية لله عز وجل حتى الممات.

وأخيراً فإن الركن السادس من أركان الوعي الحضاري متعلق بكل مسلم نفسه،  فكلنا مخاطب بهذا الكلام ونحن أول هذه الأسباب، ولابد أن يقول كل واحد منا لنفسه أنا أول هذه الاسباب، فأمتنا تتكون من مجموعة شباب وأطفال ومجموعة شيوخ ونساء، فإما أن تحمل الراية وتعمل بها، وإما أن تكون غير ذلك، فاختر لنفسك طريقاً، وأسأل الله ان تكون أحد لبنات عودة الحضارة الإسلامية.

وعن سمات أصحاب الوعي الحضاري قال الدكتور محمد إبراهيم منصور إن السمة الأولي العلم والعمل والتربية والتزكية، فهذه الحضارة لا يحمل لوائها الجهلة، لا بمعالمها ولا حتى بعوامل التطور المستطاع من العلوم، والعلوم التجريبية وغيرها، مشيرا إلي أن العلم علمان، فرض عينٍ وفرض كفاية، ففرض العين ما لا تستقيم العقيدة والعبادة إلا به، ولا تستقيم المعاملات والخُلق والسلوك إلا به، ولا يستقيم العمل والفهم والمنهج والادراك إلا به، خاصةً في ظل الواقع الأليم الذي نحياه من تضارب الافهام والمناهج، وفرض الكفاية ما عدا ذلك من العلوم، وكذلك علوم الدنيا التجريبية، فلابد أن يكون هناك في كل فن من الفنون وعلم من العلوم، من يكون على هذا الثغر  ليكفي غيره من التطور العلمي والتقني.

وأشار إلي أن العلم والعمل قرينان لا ينبغي أن يتفرقا أو يتشاكسا، ولابد أن  يساير أحدهما الآخر لبناء نفسيةٍ متزنةٍ رصينةٍ قادرةٍ على مواجهة الصعاب وحمل الراية وحمل الهم والهمة لصالح العمل لإحياء هذه الحضارة العظيمة، فالأصل أن الانسان إنما يتعلم ليعمل، وقد تعلم الصحابة العلم والعمل جميعاً، فكانوا يتعلمون الآيات القليلة ليحفظونها ويتدبرونها ويعملون بها ثم يأخذوا غيرها.

وأوضح منصور أن السمة الثانية لأصحاب الوعي الحضاري، الثقة بما عندهم وعدم الانهزام أمام أعدائهم، فأعدائهم كما قال الله عز وجل" يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون"، أما أهل الإسلام فإن إيمانهم وتعلقهم وفهمهم الإيمان والاسلام، أوسع وأشمل لأنهم يربطون الدنيا بالآخرة، وإذا ربطنا الدنيا بالاخرة قامت حضارة نقية، قادرة على المواجهة، ومتميزة بأبنائها وبعقائد ابنائها، وبفكرهم وفهمهم وقدراتهم وإدراكهم، وربطهم بين واقعهم ودنياهم وآخرتهم، فيعطون ولا ينتظرون النتيجة، قال تعالي: "انما نطعمكم لوجه الله، لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا".. وهؤلاء القوم اذا تظافرت جهودهم وتمكنوا من الأسباب فإن الحضارة التي يصنعونها ستظل شامخة عشرات بل مئات السنين.

وأشار إلي أن السمة الثالثة الثبات على المبادئ والقيم، فيجب أن نتمسك بقيمنا، ومبادئنا وأصولنا وثوابتنا، وأن نحمل رايتها، وإن أشير اليها بالاتهام، وإن اشير اليها بالتشويه، فهذا المنهج وهذه المبادئ والثوابت والقيم إنما هي جواهر نحملها في قلوبنا قبل ايدينا، نحملها على رؤوسنا، ويجب أن نكون ثابتون عليها وإن تركها الناس، وان تنكر لها الناس.

وأضاف: السمة الرابعة من سمات أصحاب الوعي الحضاري أنهم لا يستوحشون قلة السالكين، وإذا كانوا وحدهم سيكونون أمة، فمن سمات اصحاب هذا المنهج أنهم لا ييأسون، ولا يحبطون ويسيرون بهذا المنهج، وإن علا أهل الباطل، وإن علا صوت من يقلب الحقائق، ويدلس على الخلق، وإن علا صوت  من  لا يحسن، ويجهل وإن علا صوت من يمكر، لأنهم يعلمون أنهم يحملون منهج لا يهزم، أو يفنى أو يتلاشى، او يتخلص الناس منه بزعمهم، وأن بذلوا في ذلك ما بذلوا، فأصحاب الوعي الحضاري يعلمون أن  التدافع بين الصلاح والفساد والخير والشر والحق والباطل والكفر والايمان قائمٌ إلى أن تقوم الساعة.

وأوضح منصور أن السمه الخامسة من سمات أصحاب الوعي الحضاري أنهم أصحاب نفوس كبار رحماء بالخلق، وليسوا أصحاب نفوس انتقامية أو انهزامية، أو مصلحية، فيعفون عن من ظلمهم، ويبذلون الخير للناس، ويبذلون من أنفسهم للناس مهما كانت الظروف، ويعلمون أن البذل أحد أركان وجودهم في الحياة، وأنهم وجدو ليحسنو، ويكونوا محسنين إلى الخلق، وأما السمة السادسة أنهم في المجتمع كالنهر الجاري ينفع الناس جميعاً، ويرتوي منه الجميع، ويتجاوز أي عقابات تواجه ويبحث عن مسار لينطلق منه.

وفي النهاية طالب الدكتور محمد إبراهيم منصور كل مسلم، بأن ينتبه لمخرجات الحضارة الغربية التي يراد لها أن تتسلل إلى بيوتنا وإلى أهلنا وأولادنا والتي  يراد لها أن تفرض على عامة المسلمين حتى لا يكون لهم تميزهم وحتى لا يكون لهم انتمائهم وتمسكهم بدينهم، مشيرا إلي أن المعركة شرسة وشديدة وعلينا أن نتواجد مع الناس، وأن نحمل سمات الوعي الحضاري حملاً صحيحاً، وأن نسير به بين الناس، والا نترك نفعاً لهذه الامة إلا وفعلناه، ولا نستحقر من المعروف شيئاً، فلعل كلمةً نقولها، او اشارةً نشيرها، او كتاباً أو هديةً نهديها، تحدث امراً ما كنا نتوقعه، وما كنا نظن أن يكون.