اجتماع فيينا.. حجر ثقيل يُلقى في مياه الاتفاق النووي الراكدة.. (تقرير)

  • 296


اجتماع فيينا.. حجر ثقيل يُلقى في مياه الاتفاق النووي الراكدة

55كيلو جرام يورانيوم مخصب .. ومحللون: إدارة بايدن تترقب الانتخابات الرئاسية في طهران

تقرير- محمد عبادي 

أعلنت واشنطن أنّها مستعدّة لإعادة النظر بقسم من العقوبات المفروضة على إيران إذا ما التزمت الأخيرة بنص اتفاق 2015، وذلك عشية انطلاق محادثات في فيينا، في أول تقدم ملحوظ على هذا الصعيد. بعد تصريحات متعاقبة من الإدارة الأمريكية تدور في فلك التفاوض وطاولة  الحوار.

واجتمع وزراء خارجية دول الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي مع إيران، في فيينا الثلاثاء الماضي، لمحاولة إنقاذ الاتفاق النووي الذي تم التوصّل إليه في العاصمة النمساوية  2015 بين إيران ومجموعة 5+1 وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، بالإضافة إلى ألمانيا التي باتت تسمّى مجموعة 4+1 بعد انسحاب واشنطن في 2018، بهدف تمهيد الطريق أمام الولايات المتحدة للعودة إلى اتفاق 2015 وتحفيز إيران على الامتثال له مرة أخرى.

وأعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي،  الاربعاء الماضي، أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20٪ بلغ 55 كجم، لافتًا إلى أن جزء مهم من هذا القانون كان بشأن التخصيب بنسبة 20٪ بمعدل سنوي 120 كجم ، وعلى الفور بدأت الإجراءات اللازمة وعملية التخصيب.

من جانبه، قال علي ربيعي، المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، في تصريحات إعلامية: "لسنا متفائلين ولا متشائمين بشأن نتيجة هذا الاجتماع الآن، لكننا على ثقة من أننا على المسار الصحيح. وإذا أثبتت أمريكا أن لديها الإرادة والجدية والصدق، فقد يكون ذلك مؤشرًا إيجابيًا لمستقبل أفضل لهذا الاتفاق وتطبيقه بالكامل في نهاية المطاف".

وقال حسن راضي، مدير المركز الأحوازي للدراسات، إن ما يجري في فيينا أمر متوقع منذ لحظة وصول الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، الذي جاء بسياسات تخالف سلفه ترامب فيما يتعلق بالملف الإيراني. مؤكدًا رغم الخلاف بين الإدارتين في طريقة التعامل مع إيران، مشددًا على أن إدارة بايدن تترقب الانتخابات الرئاسية في  إيران خلال هذا الصيف، وكذلك لن تمضي قدمًا في أي اتفاق دون وضع تخوفات حلفائها في الحسبان.

بدوره، قال وجدان عبدالرحمن، الباحث في الشأن الإيراني، إن اجتماع فيينا يعبر عن رغبة الوسطاء الذين يُلحون على محاولات تقريب وجهات النظر، والدفع بالإدارة الديمقراطية إلى تحريك المياه الراكدة، وهو استغلال واضح لإعلانات إدارة بايدن المتكررة أنّها عازمة على العودة إلى الاتفاق النووي شريطة الالتزام الكامل ببنود الاتفاق الموقع عام 2015 والتراجع عن الانتهاكات كافة، سواء على مستوى برنامجها النووي وتسريع وتيرة العمل عليه من معدات وأجهزة طرد ونسب تخصيب وغيرها من البنود، أو على مستوى برنامجها الصاروخي وملف الوكلاء والميليشيات التي تنشر الإرهاب في المنطقة.

وتابع الباحث في الشأن الإيراني أن إيران قبل أن تطمح إلى حصد المكاسب ورفع العقوبات عليها أن تجيب عن أسئلة عدة، وأن تقدم إجابات لهذه التساؤلات ماذا ستفعل إيران ببرنامجها الصاروخي؟ الذي يتسع مداه ليشمل دولًا جديدة، فضلًا عن دول المنطقة التي يهددون على الدوام بضربها بهذه الصواريخ. هل هناك حل لمعضلة الميليشيات التي تتحرك في الإقليم؟ والتي تسعى جاهدة لتنفيذ الأجندة الإيرانية الرامية إلى نشر الفوضى في المنطقة.

وشدد عبد الرحمن على أدوات إيران لنشر الإرهاب في الخارج، كمجموعات الاغتيال والاختطاف، معرجًا على ملف حقوق الإنسان الذي يشهد انتهاكات مروعة من الإعدامات المتزايدة، وتعذيب السجناء، وقمع المحتجين وقتلهم بالرصاص الحيّ، واختطاف الصحفيين والنساء، وحملات تكميم الأفواه الموسعة. متسائلاً: عن موقف الجانب الأوروبي من كل هذه الانتهاكات، بصفته دافعًا في الوقت الحالي لعودة واشنطن إلى الاتفاق النووي.