• الرئيسية
  • الأخبار
  • نتائج كارثية.. سنوات طويلة تفصل العراقيين عن لحظة الاحتلال الأمريكي لبلادهم

نتائج كارثية.. سنوات طويلة تفصل العراقيين عن لحظة الاحتلال الأمريكي لبلادهم

  • 88

نتائج كارثية 

سنوات طويلة تفصل العراقيين عن لحظة الاحتلال الأمريكي لبلادهم

تعاون إيراني - أمريكي لإسقاط بغداد وإضعافها

الحراك الشعبي الشبابي في العراق يرفض واقع ما بعد الاحتلال

تقرير- محمد عبادي 

في التاسع من أبريل للعام 2003 سقطت بغداد، واستولت الميليشيات الشيعية على الحكم في العراق، على ظهر الدبابة الأمريكية، فتبدلت الأحوال من عراق موحد، له نظام حكم مركزي، إلى عراق متشظٍ، كل ميليشيا تملك السلاح تحكم ما تحت يدها.

وخلال السنوات الطويلة من حكم الميليشيات، تراجع العراق على كل الأصعدة، فالبلاد تقبع في الصف الأخير في الصحة، والتعليم، والاقتصاد.

من جهته قال حازم العبيدي، المحلل السياسي العراقي: قبل الاحتلال كانت هناك دولة ومؤسسات مهما اتفقنا أو اختلفنا معها، أما اليوم فالعراق عبارة عن جزر منعزلة ومتشظية، لا دولة ولامؤسسات، لا مركزية ولا حكم، أصبحت بغداد دولة ميليشيات وطوائف بلا منازع، مَن يملك السلاح يملك الحكم، ويملك القرار، الميليشيات والأكراد، والسنّة وحدهم من يدفعون الثمن، إضافة إلى الاقتصاد المنهار وبرك الفساد التي يعوم عليها العراق.

وتابع العبيدي أن العراق الذي يعوم على بحيرات من النفط، يعوم كذلك على برك من الفساد، فالأحوال في العراق وصلت إلى درجة لا يمكن تحملها، فهناك من يملك الملايين وهناك من لا يجد قوت يومه، الملايين هُربت للخارج والعراق ليست به ميزانية، والخوف أن يأتي الجمهوريون الذين أغاروا على العراق في عهد بوش الابن ليتستروا على هذا الفساد.


وأضاف العبيدي أن السطلة الحاكمة في العراق بعد 18 عامًا من الاحتلال تعقد الاتفاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية نيابة عن إيران، لافتًا أنّ الحقيقة التي لا تخفى على أحد أن أمريكا هي من سلمت العراق لإيران على طبق من فضة، مضيفًا أن إيران ما كانت تحلم بالهيمنة على بلاد الرافدين، منوهًا أن التنسيق الأمريكي الإيراني لم يكن خفيًا، فكان التنسيق أثناء الاحتلال، وقبل الاحتلال، لكنه كان بشكل غير مباشر وتم بوسطاء عن طريق الأكراد والقيادي الكردي جلال كالباني والأحزاب الشيعية كحزب الدعوة الحاكم، فالمخابرات الإيرانية فبركت تقارير استخبارية مزيفة تزعم امتلاك العراق أسلحة دمار شامل ستهدد أمريكا وإسرائيل، وكذلك اياد علاوي وأحمد الجلبي اللذين أقنعا الأمريكان أن الشيعة سيرحبون بقوى الشر الأمريكية على أنها قوات تحرير.

وشدد العبيدي على أن نتائج الاحتلالين على بلاد الرافدين كارثية،  فقد حُلت جميع مرافق الدولة بوزاراتها ومؤسساتها وعلى رأسها المؤسسات الأمنية بما فيها الجيش والمخابرات، وتحللت كل مفاصل الدولة، ثم انتقلنا إلى مرحلة تمكين الشيعة عبر الحكومات الشيعية بداية من علاوي ثم إبراهيم الجعفري، ثم لعبت إيران على الوتر الطائفي، وفجّرت مرقدي محمد الهادي والحسن العسكري واتهمت السنة، واشتعلت الطائفية التي أحرقت العراق، واحتل جيش المهدي الجيش التابع للقيادي الشيعي لمقتدى الصدر سامراء، ومن بعدها تم تمكين رجل إيران القوي نور المالكي، الذي حكم لسنوات تفشت فيها كل أشكال الطائفية والفساد والرشودة والانحلال، ومن المحطات المهمة العام 2011 الذي شهد إعلان أوباما سحب القوات الأمريكية من العراق بعد أن تسلمت إيران مقاليد الحكم بكافة مفاصله في بلاد الرافدين عن طريق المرتزقة والميليشيات.


ولم ينس العبيدي في معرض حديثه عن الاحتلال وتداعياته على العراق طوال هذه السنوات الفلوجة الأبية التي قاومت الاحتلال، أما قوات الحرب الأمريكية إلى شن حربين متتاليتين على المدينة، استخدمت فيها الأسلحة المحرمة دولية، ومنذ ذلك الحين حتى بعد الانسحاب الأمريكي وتسلم العملاء مقاليد الحكم، وهم يواصلون تدمير الفلوجة وحصارها وقصفها.


وتابع العبيدي أن الشهور الأخيرة تشهد حراكًا شعبيًا كبيرًا رافضًا لمخرجات الحكم الطائفي، ليست في مناطق السنّة وحدهم، في المحافظات الشيعية في الوسط والجنوب، التي ترفض بشكل قاطع الهيمنة الإيرانية على البلاد، واختطافها للقرار السياسي والعسكري والاقتصادي، تحت رعاية الاحتلال الأمريكي الذي خرج من البلاد نظريًّا وبقى واقعيّا متحكمًا في مجريات العملية السياسية والعسكرية بالتشارك مع إيران.