• الرئيسية
  • الأخبار
  • ميانمار.. الصين.. هولندا.. فرنسا.. "الفتح" ترصد أحوال أقلياتنا المسلمة في شهر رمضان

ميانمار.. الصين.. هولندا.. فرنسا.. "الفتح" ترصد أحوال أقلياتنا المسلمة في شهر رمضان

  • 429
مسلمي الإيجور

الفتح ترصد أحوال أقلياتنا المسلمة في شهر رمضان

أزمة الروهنجيا مستمرة.. وحريق مخيمات اللاجئين بات مرعبًا

الصين تحدد نسل مسلمي الإيجور ومعدلات المواليد في انخفاض حاد

متطرف هولندي يعتدي على الشعائر الإسلامية ويطالب يإيقاف شهر رمضان

فرنسيون يكتبون على جدران المساجد تهديدات للمسلمين وإساءة للنبي الكريم


تقرير – أحمد عبد القوي

انطلاقًا من المبدأ الذي علّمنا إياه القرآن الكريم {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، تحرص صحيفة "الفتح"، على رصد أحوال المسلمين المستضعفين في كل مكان، لا سيما التحديات التي تواجههم، في ظل تعتيم إعلامي عالمي، وسكوت المنظمات المدنية وغيرها.

وتَعتبر صحيفةُ "الفتح" قضايا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، نقطة جوهرية ومهمة، تأتي من صميم الدين، والولاء لله ولرسوله والمؤمنين، والبراءة من الشرك والمشركين، وأن الاهتمام بها جزء لا يتجزأ من الصحافة النظيفة الهادفة، التي تحرص على كشف الحقائق للجماهير.

مسلمو الروهنجيا.. صوم متواصل

أما عن مسلمي الروهنجيا، فما زالت الأزمة قائمة، وازدادت بظهور فيروس كورونا، فضلًا عن محاولات الترحيل الإجباري إلى جزيرة  باسان شار، وهي جزيرة وحلية نائية، غير مؤهلة للحياة.

يقول معروف خير الدين الأراكاني، الناشط الروهنجي المقيم بالمملكة العربية السعودية، إن رمضان يهلّ علينا للعام الخامس على التوالي، دون أي جديد في القضية التي باتت إحدى أخطر القضايا التي يتعرض فيها المسلمون لحرب إبادة مكتملة الأركان.

وأضاف الأراكاني لـ "الفتح" أن هناك تعتيمًا دوليًا لقتل القضية، بالرغم من وجود العديد من التطورات، أبرزها نقل مسلمي الروهنجيا بشكل قسري، من مدينة كوكس بازار الساحلية في بنجلاديش، إلى جزيرة باسان شار، هذه الجزيرة المعروفة أنها لا تصلح لأي حياة أو إقامة، ولم تقم الحكومة البنجالية بأي تعديلات فيها، فهي ما زالت مدينة وحلية، نائية، ليس بها أي مقومات للحياة.

وتابع: لا أعلم -والله- كيف يعيش مسلمو الروهنجيا الذين تم نقلهم بالقوة من مخيمات كوكس بازار إلى مخيمات باسان شار، وهم لا يملكون أقل الإمكانات التي يتم توفيرها للآدميين.

وأردف الناشط الروهنجي: "رغم ما يحدث لنا ولإخواني المهجّرين، إلا أنني أتعجب من إخواني المسلمين في كل مكان، ممن أكرمهم الله -سبحانه وتعالى- بمسكن، وإقامة، ومأوى، دون وجود من يزاحمهم فيها، ويطاردهم إلى خارجها، ولا يدركون مدى هذه النعمة، أو يحاولون الوقوف معنا ولو بالدعاء".

رمضان الأصعب على اللاجئين

وأشار خير الدين الأراكاني، أن الإنسان قد لا يستشعر النعمة، إلا بعد أن تسلب منه، وهذا ما رأيناه بالفعل رغم التضييق علينا ونحن داخل بلادنا، إلا أننا لم نستشعر البلاء الحقيقي إلا بعد فقد الهوية، والطرد من داخل بلادنا وبيوتنا، وقد أصبحنا لاجئين في الدول المختلفة، لا نملك حتى جواز سفر حقيقي، وإنما نتحرك بورقة من بنجلاديش هي في الحقيقة ورقة لا قيمة لها، يتم إيقافنا في أي مكان بسببها بالساعات، بل بالأيام أحيانًا.

وحول أحوال مسلمي الروهنجيا في شهر رمضان، قال الناشط الروهنجي: إن رمضان هذا العام هو الأصعب على الإطلاق بالنسبة لمسلمي الروهنجيا المهجرين، وذلك نظرًا لضعف الأطعمة الواردة، وإيقاف حركة الطائرات الدولية بسبب فيروس كورونا، مما أدى لإيقاف حملات المساعدات التي كانت تأتي بشكل مستمر، وبالتالي اعتماد اللاجئين على ما تقدمه حكومة بنجلاديش والدول الداعمة لها.

وأوضح أن مسلمي الروهنجيا يصومون مثل كل عام، صومًا متصلًا، وقد تمر الأيام دون طعام أو شراب، حيث يعتمد الناس على مياه المستنقعات والأمطار، في الوقت الذي يتنافس فيه الكثير من المسلمين في بعض الأقطار على أنواع اللحوم، التي لا يراها مسلمو الروهنجيا بالشهور، وإن رأوها في مثلجة قادمة من أقصى البلاد، ولا يعلم الناس مصدرها، أو أنها مذبوحة على الطريقة الشرعية أم لا.

وأشار الباحث الروهنجي إلى أن اللاجئين يعيشون معاناة كبيرة، من أبرزها الحريق الذي تعرضت له مخيمات اللاجئين، قبل شهر رمضان، ولم يتمكنوا حتى من الفرار، بسبب الأسوار الشائكة التي تفرضها عليهم الحكومة البنجالية، مع حراسة مشددة.

مسلمو الإيجور.. وجريمة الإبادة

وعند مسلمي الإيجور، بإقليم تركستان الشرقية -المسمى بـ "شينغيانج"، وذلك وفقًا لتسمية الصين الحديث، عقب التغيير الديموغرافي الجديد- تزداد المأساة، فحرب الإبادة مستمرة في أقبح صورها.

العديد من مظاهر العنف، تقوم بها الحكومة الشيوعية الصينية، تجاه الأقلية المسلمة، وتزداد عنفًا في الشهر الكريم، شهر رمضان، الذي يعد أحد أعظم الشهور مكانة عند المسلمين، ويمارس المسلمون فيه العديد من الشعائر والعبادات التي فرضها الله -سبحانه وتعالى-، وسنّها النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-.

يقول الدكتور عقيل بك جاتييف، عضو مجلس الشئون الإسلامية بقرغيزستان، يزداد عنف الحكومة في الصين تجاه مسلمي الإيجور في شهر رمضان، حيث يتم إجبار المسلمين بالقوة المفرطة، على الإفطار في نهار رمضان.

وأضاف جاتييف لـ "الفتح"، أن الحكومة تفرض على المسلمين أيضًا، مشاهدة التلفزيون الرسمي للدولة، وتقوم بالإشراف على هذه الأعمال، ومراقبتها، حيث قامت بتركيب كاميرات مراقبة في جميع شوارع وطرقات تركستان الشرقية.

وتابع: بالرغم من غلق المساجد في تركستان، إلا أن الحكومة قامت بتركيب كاميرات مراقبة داخل المساجد وحولها، لرصد أي صلاة، أو تجمعات داخل المساجد لصلاة الجمعة أو التراويح أو غير ذلك.

وأشار عضو الشئون الإسلامية، إلى أن هناك حرب إبادة واضحة، تظهر جليًا من محاولة "العقم"، التي يتم فرضها على مسلمي الإيجور، حيث نشر مكتب الإحصاء الوطني الصيني، بيانًا رسميًا حول أعداد المواليد، التي يتضح معدل انخفاضها بشكل خطير جدًا.

معدلات المواليد

ولفت جاتيف إلى أن البيان ذكر أن معدل المواليد في شينجيانج العام الماضي 8.14 مواليد لكل 1000 شخص فقط، وأن هذا يزيد قليلًا عن نصف رقم عام 2017، عندما كان معدل المواليد 15.88 ولادة لكل 1000 شخص، وأن معدل النمو السكاني الطبيعي في شينجيانغ، الذي يمثل الوفيات والمواليد، بشكل أكثر حدة خلال نفس الفترة، من 11.4 لكل 1000 في عام 2017 إلى 3.69 لكل 1000 في عام 2019. وهذا انخفاض بأكثر من 67٪.

وشدد على أن الانخفاض في معدل المواليد في إقليم تركستان الشرقية المسمى بـ "شينجيانج"، أصبح خطيرًا للغاية، لا سيما أنه مُرتب ومقصود، جيث ذكر بيان مكتب الإحصاء الوطني مثالًا في محافظة خوتان، التي يشكل الإيجور فيها ما يزيد عن 97٪ من السكان، كان معدل المواليد 8.58 لكل 1000 شخص في عام 2018، قبل عام 2017، كان أكثر من 20 مولودًا لكل 1000 شخص.

وأردف، هذا يشير بشكل واضح جدًا، إلى أن هناك إبادة متعمدة من الجانب الصيني، لمسلمي الإيجور للقضاء عليهم بالكُلية، وليس فقط التغيير الديموغرافي، وطمس الهوية الإسلامية عندهم.

وبيّن أن الواضح من خطة الصين الحالية أنها قلقة للغاية بسبب نمو معدل المواليد لدى أقلية الإيجور خلال الأعوام الماضية، مما دفعهم لوضع آلية لإصابة المسلمين بالعقم، واعتقال الشباب منهم لفترة طويلة، لتقليل التواصل بين الرجال والنساء.

وأكد جاتييف، أن الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، أصدرتا بيانًا حول فرض عقوبات على الصين بسبب الإبادة الجماعية التي يقوم بها الحزب الشيوعي، لمسلمي الإيجور، مضيفًا: أنا أعلم أن أمريكا تستخدم العقوبات الاقتصادية وفقًا لمصالحها وليس لصالح الشعب الإيجوري، إلا أنني تعجبت من حالة السكوت العربية والإسلامية، إزاء ما يحدث لمسلمي تركستان.

وأشار إلى أن أعداد المعتقلين في معسكرات التثقيف الإجباري، ما زالت في تزايد مستمر، فضلًا عن عدم الإفراج عن جميع الشباب، وتشغيلهم في حقول القطن بأعمال شاقة.

واختتم جاتييف: "أرجو من جميع المسلمين، أن يتخلوا عن موقفهم الضبابي تجاه مسلمي الإيجور، وأن يحتسبوا نصرة القضية لوجه الله، لا سيما وأن مسلمي الايجور يتعرضون لحرب إبادة مكتملة الأركان".

تطرف هولندي

بالتزامن مع الاعتداءات المتتالية على الأقليات المسلمة في شرق آسيا، لا سيما في ميانمار، وبنجلاديش، والصين، وسيرلانكا، وفيتنام، ظهرت سلسلة من الاعتداءات في أوروبا من أبرزها الاعتداء على مساجد فرنسا، وكذا العديد من التصريحات المتطرفة في هولندا.

وفي تصريحات حديثة للسياسي الهولندي المتطرف جيرت فيلدرز، كشف عن عدائه للإسلام من جديد، مطالبًا في تغريدة له، إيقاف الإسلام، وإيقاف شهر رمضان الكريم.

من جانبه استنكر الدكتور مرزوق أولاد عبد الله، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة أمستردام الهولندية ونائب رئيس الجامعة الإسلامية الأوروبية، تصريح السياسي الهولندي المعروف جيرت فيلدرز، حول شهر رمضان الكريم. 

وقال أولاد عبد الله لـ "الفتح"، هذه التصريحات ليست الأولى من نوعها لفيلدرز، حيث اعتاد على المتاجرة بالأصوات الانتخابية، من خلال التعدي السافر على المسلمين وشعائرهم في كل مرة.

وأوضح، أن فيلدرز هو سياسي هولندي، يرأس حزبًا قوميًا متطرفًا، يعد ثاني أكبر الأحزاب تحت قبة البرلمان في هولندا، وقد وُلد لأسرة كاثوليكية، إلا أنه ألحد في السنوات العشر الأخيرة، وأصبح مناهضًا للأديان كافة، إلا أنه يتاجر بعداء الإسلام.

وحول تعامل الحكومة الهولندية مع تصريحاته المثيرة للجدل، قال أولاد عبد الله، الحكومة متواطئة، فقد تم رفع العديد من القضايا تجاهه، آخرها بسبب تصريحاته المسيئة للجنسية المغربية، والشعب المغربي العربي، وتم اتهامه بالتمييز ضد العرقيات الدينية من المحكمة، إلا أنه في النهاية خرج من القضية دون أي أحكام حقيقية، كما توفر الحكومة له حراسة مشددة.

واختتم بقوله: فيلدرز مثال للتطرف الغربي الموجود بقوة داخل الدولة الأوروبية، فقد تعهد فيلدرز بالصوت والصورة، في تصريح متلفز، أن يغلق جميع مساجد المسلمين، وأن يمنع هجرة المغاربة وجميع المسلمين من الجنسيات الأخرى إلى هولندا، في حالة فوزه بمنصب رئيس الوزراء، ومع ذلك لم يحاكم بهذه التصريحات، وبالتالي استطاع أن يتبجح بهذه التصريحات الجديدة، للتطاول على شعيرة من شعائر المسلمين، وشهر كريم أنزل الله فيه القرآن الكريم.

وتساءل أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة أمستردام الهولندية، أين هي الحريات التي يتحدثون عنها؟، ثم نرى من أبنائنا في الدول العربية والإسلامية من هو منبهر بهذه البلاد، وهو في الحقيقة لم ير ما نراه نحن هنا بأعيننا، فالحديث عن الحريات هو حديث فقط، لكنه غير مطبق على الإطلاق، مضيفًا: أنا ولدت هنا في هولندا، وأعيش فيها منذ ولادتي، وجنسيتي هولندية، وأعمل أستاذًا جامعيًا، ومع ذلك يتم التعامل معي في جميع المؤسسات الرسمية على كوني مواطنًا من الدرجة الثانية، فأنا وإن استمتعت ببعض الامتيازات إلا أنني من المستحيل أن أعيش مثل الهولندي الأصل، المسيحي الديانة.

فرنسا.. وتدنيس المساجد

وفي ظل مسلسل الإساءة للمسلمين إعلاميًا، وميدانيًا، تطاول عدد من المتطرفين في فرنسا، على عدد من المساجد، حيث كتبوا عليها عبارة مسيئة للإسلام، وللنبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

وظهرت على جدران المساجد، وبشكل أكبر على جدريات المركز الثقافي الإسلامي الرئيسي في باريس، وفي مدينة رين شمال فرنسا، قبل اليوم الأول من شهر رمضان، وبينما يستعد المسلمون بالمساجد لصلاة التراويح، كتابات مسيئة بهاشتاج موحد بعنوان "فرنسا كاثوليكية"، وكتابات أخرى مسيئة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

واستنكر المجلس الإقليمي للمسلمين بفرنسا، هذا الاعتداء الصارخ على دور العبادة، في ظل صمت إعلامي دولي مروع، حول هذه الجريمة، التي حدثت في بداية شهر كريم، ينشغل فيه المسلمون بالعبادة.

وفي نفس الصدد يقول الدكتور زين العابدين كامل، الأكاديمي المتخصص في التاريخ الإسلامي، إن التاريخ يشهد بمدى العداوة الفرنسية للإسلام والمسلمين، رغم ما يتغنون به من الحريات الزائفة، وهكذا في فرنسا تتحوّل المبادئ إلى شعارات، وهكذا تتحول الحرية إلى تمثال يعبدونه متى شاءوا ويكفرون به متى شاءوا.

وأضاف كامل: هكذا نرى فرنسا دومًا تعمل على تشجيع المنظمات العنصرية التي تعادي وتسيئ للإسلام والمسلمين، وكذلك لرسول الإسلام عليه الصلاة والسلام، ثم هي لا تجرم من يسيئ للإسلام، ولا تعاقبه، سواء بالرسوم الكاريكاتورية أو المقالات أو البرامج والأفلام التلفزيونية، ونرى في المقابل تجريم كل من يسيئ لليهود واتهامه بمعاداة السامية ونحو ذلك.


وأشار إلى أن الحكومة الفرنسية قامت بتجريم النقاب في الساحات والميادين والأماكن العامة والأماكن الحكومية، إما بالغرامة أو بالسجن، ثم صدر سابقًا قانون منع الحجاب من المدارس والجامعات والهيئات المختلفة، وكذا قانون حظر الصلاة في الشوارع والساحات العامة وأمام المساجد، وقانون عدم منح الإقامة أو تجديدها إلا بعد عمل اختبار للمهاجر يتم فيه التأكد من إجادته اللغة الفرنسية واحترام التقاليد الفرنسية وعدم التمسك بالأصول الإسلامية وتغليبها على القواعد الفرنسية.

وتابع: هنا أقول: يا من تدعون حمل راية الحرية، لقد سقطت أقنعة الحرية والتعددية الثقافية والتعددية الدينية وسقطت كذلك كل دعوات التفاهم والتحاور والحرية؛ ليظهر للعالم  الوجه الفرنسي الحقيقي، ألا فلتصمت ألسنة الحرية، إنه العداء الفرنسي التاريخي للإسلام والمسلمين.

واختتم كامل، بتوجيه رسالة إلى مسلمي فرنسا: يقول الله سبحانه وتعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، مضيفًا: "اعلموا أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن بعد العسر يسرًا".

كشمير تنزف

ومع بداية شهر رمضان الكريم، وانشغال الناس بعبادتهم، أو بأجواء الاحتفال بالشهر الفضيل، ينسى الكثير من المسلمين، قضية المسلمين المحاصرين في كشمير، والذين ما زالت معاناتهم مستمرة، في ظل اعتداءات هندوسية مستمرة.

يقول حبيب الرحمن بن رفيق الإٍسلام، الباحث البنجالي المتخصص في شئون الأقليات المسلمة، إن قضية كشمير هي قضية أمة محاصرة منذ سنوات، نسيها العالم، وقد تم نهب خيراتها على مرأى ومسمع من العالم كله.

وأضاف رفيق الإسلام لـ "الفتح"، أن الحكومة الهندية قتلت 5 من المسلمين، في اعتداء جديد قبل رمضان بيومين، في محاولة لتكميم الأفواه، وبث حالة من الرعب داخل الأوساط في المجتمع الكشميري.

وتابع، أن القتل للمسلمين الجدد، حدث بسبب محاولة القوات الهندوسية للدخول لقريتين بمنطقة شوبيان وبيجبارا جنوب كشمير، وهي منطقة غنية بالثروات الطبيعية والخيرات، فحاول الأهالي منع القنوات الهندية المسلحة، فقاموا بإطلاق النار الحي لتخويف المواطنين، مما أدى لمصرع خمسة أشخاص على الأقل.

وأردف: "إننا نعيش حياتنا الطبيعية رغم جائحة كورونا، لكن إخواننا من مسلمي كشمير، يعيشون حصارًا أرهقهم، وحولهم إلى غرباء داخل أوطانهم، وقد سرقت خيرات بلادهم، وقام بطمس هويتهم الإسلامية، وتغير ديموغرافية إقليم كشمير، وتضييع معالمه".

واختتم: عدد مسلمي كشمير يربو عن العشرة ملايين مسلم تقريبًا، حُرموا من جميع حقوقهم، في وقت سكتت فيه جميع المنظمات العالمية عن نصرتهم، أو حتى ذكر قضيتهم.

فيتنام.. والهيمنة البوذية

وأما مسلمو فيتنام، فهي أقلية تسكن في منطقة نائية، غير مؤهلة للإقامة، حيث يبلغ عددهم 50 ألفًا تقريبًا، يعيشون وسط 100 مليون من البوذية والهندوس، وتشديد أمني وعسكري على كل ما يمت للإسلام بصلة.

يقول الشافعي عبد الكريم، رئيس الجمعية الإسلامية بفيتنام، إن الحكومة في فيتنام تفرض على المسلمين حصارًا شديدًا جدًا، فليس من حقنا الحصول على أي وظائف داخل الدولة، بينما يتم فرض إقامتنا داخل قرية نائية تابعة لمقاطعة هوتشي منه.

وأضاف عبد الكريم لـ "الفتح"، أن المسلمين في فيتنام يعتمدون في كل حياتهم على بحيرة صغيرة، فهم يشربون منها، ويصطادون منها بعض الأسماك لطعامهم وشرابهم، كما يقومون من خلالها بقضاء حاجتهم، لأن بيوتهم من أكواخ طينية، غير مؤهلة لقضاء الحاجة.

وتابع: هذه الإمكانات الضعيفة للغاية، أدت لظهور الأوبئة والأمراض، فضلا عن وجود الضعف الثقافي الشديد، وقلة العلم، فعدد المتعلمين المسلمين في فيتنام، قليل جدًا، ومنحة الأزهر الشريف في مصر لا تقبل إلا شخصًا واحدًا كل عام، وذلك لأن الحكومة الفيتنامية ترفض زيادة العدد عن واحد.

وحول أجواء رمضان، قال عبد الكريم: رغم ضعف الإمكانات، وانتشار الأوبئة، لا سيما جائحة كورونا، نظمنا عددًا من المصليات لصلاة التراويح، كما نظم المسلمون عددًا من مقارئ القرآن الكريم داخل المساجد، مشيرًا إلى أن هناك بعض رجال الأعمال العرب، يسافرون إلى فيتنام، ويقومون بالمشاركة في هذه الأعمال الدعوية أحيانًا.