قصة خيالية بنظرة واقعية

  • 179
صورة أرشيفية

المشهد الأول:

مصطفى جالس في محله يكسب رزقه في أمان، مر عليه الحاج محمود ومعه أولاده يمشون قاصدين مكانٍ ما ..

مصطفى: على فين يا حاج محمود؟ انت إيه اللي منزلك تمشى وانت تعبان كده ؟ إيه يا أولاد واخدين أبوكم على فين؟ !

الحاج محمود: أنا نازل رايح صيدلية توفيق أجيب العلاج لأني مش قادر هموت خلاص ..

مصطفى: طيب يا حاج وأنت مش قادر وهتموت نازل ليه ! كان الأولاد يروحوا هما يجيبوه ؟

الحاج محمود: لا، لا، أنا لازم أجيب علاجي بنفسي .. وبعدين انت هتفضل واقف كده تتكلم كتير ! أنا مش جارك ؟ تعالى يلا معايا نشترى العلاج ولا هتفضل تتفرج علىَّ لحد ما أموت ؟

مصطفى: لا، طبعا يا حاج جاي معاك أهه ...

المشهد الثاني:

يغلق مصطفى محله معطلا عمله ويمضى مع الحاج محمود وأولاده، وفجأة يمضى الحاج محمود وأولاده في طريق مخالف لطريق صيدلية توفيق التي يقصدونها، والرجل يكاد يسقط من أيديهم ميتا، فيصرخ عليهم مصطفى: يا حاج محمود !

يا محمد ! يا سيد ! يا سعيد ! يا أولاد !!!

الحاج محمود: إيه فيه إيه ؟ وجعت دماغنا ! فيه إيه ؟

مصطفى: يا حاج أنت مش قلت إنك رايح صيدلية توفيق تجيب العلاج، وإنك مش قادر وهتموت من التعب !

الحاج محمود: أه قلت كده ورايح أهه أجيبه ! فيه إيه بقى ؟ وأنت واقف ليه مش بتمشى ليه معانا أنت مش قلت إنك جاي !

مصطفى: يا حاج دا مش طريق الصيدلية، الصيدلية من الطريق التاني، ولو فضلت ماشي طول عمرك مش هتوصل للصيدلية كده وهتموت قبل ما توصل !

الحاج محمود والأولاد:لا، لا، إحنا مش هنمشي غير في الطريق دا وهنوصل ! هتيجى معانا ولا هتقف تتفرج علينا ومش هتساعد جارك وتسيبه في ظروفه دي !

مصطفى: لا، أنا آسف يا حاج وآسف يا أولاد مش هقدر أكمل معاكم وأشارك في موت الحاج محمود أبدا، طريقكم غلط والرجل هيموت لو فضل ماشي فيه وعمره ما هيوصل للصيدلية !

الحاج محمود والأولاد: خلاص خليك أنت هنا واقف اتفرج وتخلى عنا في الظروف الصعبة دي !

المشهد الثالث:

يمضى الحاج محمود وأولاده في الطريق الخطأ ويعود مصطفى إلى محله ليفتح ويكمل عمله، وبعد قليل يسمع مصطفى صوتا عاليا من الطريق الذي صار فيه الأب وأولاده يصرخ الأولاد، فيجري مصطفى نحوهم ليرى ماذا حدث ...

مصطفى: خير يا أولاد حصل إيه !

وإذا بالحاج محمود واقعا على الأرض وقد مات ...

فيصيح الأولاد في وجه مصطفى: امشي يا خاين أنت السبب ! أنت اللي سبتنا في الوقت الصعب ! أنت اللي تسببت في موت أبونا ! خاين خاين خاين ...

مصطفى يمضى متعجبا: لا حولا ولا قوة إلا بالله، أنا السبب وانتم اللي مشيتم في الطريق الخطأ، وأنا نصحتكم بالطريق الصحيح وتوقعت موته لو ظل يمشى في الطريق الخطأ !

ويكمل مصطفى تساؤله: يعنى مين اللي تسبب في موت الرجل، اللي مشي بعيد عن الصيدلية ونزل الرجل اللي بموت ومش قادر يمشي؟! ولا اللي نصحهم يخلوه قاعد هو في البيت وينزلوا هما يشتروا العلاج ويمشوا في الطريق الصحيح؟!!!

وهكذا تنتهى القصة ...

نقطة .

من أول السطر