استشارة

محتارة في رمضان

فاطمة أحمدصابر

  • 3262

 


"من بين الخطط الرمضانية تهت لا أعرف كيف أبدأ، أريد ولا أستطيع فعل كل تلك الأشياء، أريد أن يكون رمضان مختلفًا في حياتي، أشعر فيه أن قلبي زاد تقوى وإيمانًا، فماذا أفعل؟".

غاليتي.. أهنئك بقدوم الشهر المبارك ونفحاته الربانية، وأحيي فيكِ حرصك على الاستفادة من رمضان، والسعي لأن يكون زادًا في طريقك إلى الله.

بدايةً: رمضان هو فرصة شحن إيماني في السنة وبالتالي فليست الخطة لرمضان فقط بل هي خطة للعام وفي رمضان فرصة الاجتماع على الطاعة ونفحات الجنة وتحفيز النفس.

من أفضل الاستراتيجيات الرمضانية في نظري أن أختار هدفًا قلبيًا أريد التعرف على الله من خلال أسمائه وصفاته.. أريد أن أعمق عبادة حب الله.. عبادة الصبر.. عبادة التوكل.

أبحث عن الأسباب العلمية المعينة على العبادة سماع محاضرة أو قراءة كتاب أو سؤال لعالم...

وما يعين من الأسباب العملية (التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض.. قراءة القرآن بالتدبر.. مداومة الذكر على كل حال.. استحضار نعم الله.. مجالس العلم)

مبدئيًا أحصر موقعي الحالي (بالفعل مواظبة على بعض النوافل أو ورد أو ذكر)، ثم أختار من العبادات ما أريد البدء فيه، والقدر المناسب لي، وأجتهد فيه وأختار له وقتًا معينًا حتى أثبت الفعل (إحسان صلاتي - تغيير طريقتي في قراءة القرآن بالتدبر لا الكم - حسن الخلق- الثبات على وِرد القرآن - المحافظة على السنن الرواتب - ترك معصية معينة والتوبة منها - تفعيل القرآن في حياتي (آية عملية يوميًا).

نصيحة في الاختيار لا تثقلي على نفسك في عبادات كثيرة مستجدة عليكِ ولا تستقلي من الخير خصوصًا في شهر مبارك ومضاعفات وأجور، خذي بقدر استطاعتك، والذي تستطيعين المداومة عليه في معظم أيامك، وتابعي عملًا عملًا، ابحثي عن فضائل العبادات واكتبيها ويمكن تعليقها لأعود إليها كلما شعرت بالفتور، ومن ثم تابعي نفسك يوميًا وانظري العوائق التي واجهتكِ وكوني مرنة في إيجاد حلول وتحفيز للنفس، استمري عليه فيما بعد رمضان وهذا لا يقل أهمية عن استثمار الشهر، خذي بقدر يناسب يومك الطبيعي فخير العمل أدومه وإن قل، وهو من أهم أسباب الثبات في عالم يعج بالفتن والمنكرات.

انظري العبادة التي يميل إليها قلبك فاستكثري منها فلعلها تكون بابك إلى فتوحات الرب وإلى الجنة في الآخرة.

وفي العشرة الأواخر تفرغ للعبادة والخلوة مع الله -عز وجل- وسباق المحبين وتحري ليلة القدر وما فيها من عظيم الأجر، أسأل الله أن يجدد الإيمان في قلوبنا وأن يجعلنا من عتقائه من النار ومن الفائزين.. اللهم بلغنا ليلة القدر وأجزل لنا فيها المثوبة والأجر إنك جواد واسع كريم..