• الرئيسية
  • الأخبار
  • الموت يحاصر العراقيين في الشوارع.. حصيلة مفجعة لضحايا حريق مستشفى "ابن الخطيب" في بغداد

الموت يحاصر العراقيين في الشوارع.. حصيلة مفجعة لضحايا حريق مستشفى "ابن الخطيب" في بغداد

  • 217
رئيس وزراء العراق

الموت يحاصر العراقيين في الشوارع والمستشفيات

حصيلة مفجعة لضحايا حريق مستشفى "ابن الخطيب" في بغداد

غضب شعبي عارم ومطالبات بمحاسبة المسئولين.. والإهمال دمَّر قطاع الصحة 

تقرير– محمد عبادي

العراقيون على موعد مع الموت في شوارع العاصمة والمدن المُنتفضة أو في المستشفيات التي لجأوا إليها معتزلين جراء الإصابة بالوباء العضال "كورونا"، كانوا هذه المرة على موعد مع الموت حرقًا، وكأنّ العراقيين المصابون بكورونا في مستشفى ابن الخطيب بالعاصمة بغداد لم يكن يكفيهم الموت خنقًا من تداعيات الإصابة بـ "كوفيد 19" حتى ضربت عنابر الموت بالمستشفى أسطوانات الأكسجين، لتشتعل الطرقات من حولهم نارًا ثم يموتون حرقًا.

جاءت الحصيلة لضحايا الحريق الذي وقع في المستشفى الواقع جنوب شرق بغداد مؤلمة جدًا، إذ أكدت مصادر وزارة الداخلية العراقية، ما تناقلته وكالات الأنباء صباح الأحد 25 أبريل، عن ارتفاع عدد الضحايا، من الذين كانوا يرقدون بالمستشفى للعلاج إلى 82 شخصًا، في حين يصل عدد المصابين إلى العشرات (110 شخص).

وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت في وقت مبكر من الأحد 25 أبريل الحداد الوطني على أرواح الضحايا لمدة ثلاثة أيام، واعتبرت أن ما حدث يمثل مسًّا بالأمن القومي العراقي، غير أن خطابات وإجراءات مراسمية من هذا القبيل، بدت دون قيمة من وجهة نظر كثير من العراقيين، الذين رأوا أن الأمر يتعلق في أساسه بالفساد الحكومي، الذي أدى إلى تدهور العديد من القطاعات في البلاد.

من جهته قال حازم العبيدي، المحلل السياسي العراقي، إن ما جرى في البلاد كارثة، تستوجب استقالات جماعية لحكومة الكاظمي، ولا يتم الاكتفاء بوزير الصحة والإطاحة به، كفشل للمنظومة الحكومية كلها في البلاد، لافتًا أنّ ملابسات الحريق، تكشف عن الوضع المتردي في المستشفى الذي شهد الكارثة، الناجمة عن انفجار في أسطوانات الأكسجين، مضيفًا أن معظم الضحايا لقوا حتفهم لأنهم نقلوا أو حرموا من أجهزة التنفس الاصطناعي بينما اختنق آخرون بالدخان.

وكشف العبيدي عن ملابسات ما جرى عقب الحادثة المروّعة، قائلًا: إن رئيس الحكومة أجرى اتصالًا هاتفيًا بوزير الصحة، وقيادات في التيار الصدري، لكنّه لم يلق جوابًا، وتجاهل الجميع الرد على اتصالاته، فيما يعتبر استهانة بالكاظمي، وتجاهلًا لحجم الكارثة التي راح ضحيتها عشرات الضحايا، جراء الفساد الحكومي والإهمال المؤسسي في العراق.

وتابع الكاظمي أن هناك معلومات تشير إلى أن ما جرى كان صراعًا بين الميليشيات العراقية على غنائم وزارة الصحة، نتيجة للتلاعب في أسعار اللقاح، منوهًا أنّ اللقاح يسجل في الأوراق الرسميةّ بـ16 دولارًا ويذهب الفارق إلى جيوب المسئولين، في الوقت الذي يموت فيه الشعب العراقي خنقًا أو حرقًا.

عبّر الشباب العراقي عن غضبهم الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الفساد المستشري في البلاد منذ سنوات، واعتبروا أن مستشفى ابن الخطيب، هو حالة واحدة، ضمن حالات كثيرة لمستشفيات عراقية، في قطاع صحي متدهور، لا يملك الإمكانات المادية، كما لا يملك العنصر البشري على مدى العقود الماضية.

في الوقت الذي حمّل فيه قطاع من الشباب العراقي وزيرَ الصحة حسن التميمي، المسؤولية وطالبوا بمحاكمته عبر الهاشتاج "استقالة وزير الصحة"، الذي تصدر قائمة الهاشتاجات الأكثر انتشارًا في العراق على منصة تويتر، رأى جانب آخر من العراقيين، أن إقالة الوزير لن تكون حلًا لتردي القطاع الصحي في البلاد، وأن الأمر كله يتعلق بالفساد السياسي والحكومي في البلاد، الذي يجعل الكتل الحاكمة تحمي وزراءها، حتى لو أثبتوا عدم كفاءة في وقت يتم فيه التعيين حسب الانتماءات للكتل السياسية وليس وفقًا للقدرات.

وقد أوقف رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، وزيرَ الصحة حسن التميمي، عن العمل وأحاله للتحقيق، بعد اندلاع حريق دامٍ في مستشفى بالعاصمة بغداد، حسب بيان حكومي.

من جهتها قالت د. حنان عبداللطيف، الناشطة الحقوقية العراقية، إن الموت يحاصر العراقيين، في الشوارع والميادين وعلى الحدود والجبهات، وفي المستشفيات أيضًا، وهي المفارقة المُبكيّة، أن تكون المستشفى المكان الآمن لتخفيف آلام الناس، هو موطن الموت بهذه الطريقة البشعة التي جرت في مستشفى ابن الخطيب بالعاصمة بغداد.

وتابعت "عبداللطيف" أن القطاع الصحي في العراق مدمر من قَبل وباء كورونا، وهو ما جعل هذا الوباء يزيد من الأمر سوءًا، لافتة إلى أن القطاع الصحي هو واحد من أهم القطاعات الذي دفع ثمن السياسات الميليشياوية وارتهان البلاد للقرار الإيراني عبر الأحزاب الطائفية الحاكمة.

وأشارت عبداللطيف إلى أنّ قرار رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي بتوقيف وزير الصحة، لن يحل الأزمة ولن يرتقي بالقطاع الصحي، فالأمر أكبر من وزير الصحة، الأوضاع متعلقة بـ18 عامًا من الإهمال المتعمد والفساد المستشري في كل مكان بوزارة الصحة وغيرها من الوزارات، مطالبة بإجراءات حاسمة تعالج الخلل ولو بشكل مؤقت حتى لا يتكرر الحادث المروع مرة أخرى، ويذهب ضحاياه عراقيون أبرياء، مشددة على أن الميليشيات المتحكمة في القطاعات الرئيسة بالبلاد لن ترتدع إلا بالعقاب الفوري.