خاص.. لقتل الهوية السنَّية.. إيران تواصل شراء الأراضي والمنازل السورية

  • 108

لقتل الهوية السنَّية.. إيران تواصل شراء الأراضي والمنازل السورية

ميليشيات طهران تستولي على العقارات بالسرقة والشراء.. وتعد المرتزقة بالجنسية

تغيير أسماء الشوارع والميادين لأخرى شيعية بعد شراء معظمها

كتب- عمرو حسن 

لم تكتفِ إيران بقتل السوريين وتدمير بلادهم وسبل عيشهم فيها، فكل حلم سوري نحو مستقبل مشرق بأيدي رجالها وشبابها عصفت به طهران، خيالات الحرية والخلاص من بشار الأسد التي بدأت عام 2011 حولها نظام الروافض لبحر دامس الظلام غرق فيه الشعب السوري؛ الأمر لم ينتهِ عند مساندة بشار ووأد الثورة السورية؛ بل يسعى شيعة فارس القديمة لتغيير ديموغرافي كبير في سوريا على غرار ما فعلته إيران في العراق بعد الخروج الأمريكي منها.

منذ خروج المعارضة من المدن السورية وتوجهها إلى إدلب عبر اتفاق الفصائل مع روسيا، وكذلك بعد تهجير ملايين السوريين من المدن والقرى؛ هرعت إيران بميليشياتها لشراء منازل السوريين المهدمة منها والقائمة، وكذلك الأراضي، وتتم عمليات الشراء ولا زالت على نطاق واسع في كل المدن والقرى السورية، فإيران لا تهدف فقط لحصة لها في سوريا في المستقبل، ولكنها تسعى لتغيير التركيبة السكانية ولرفع أعداد الشيعة في سوريا مقارنة بأهل السنَّة؛ ما يُمهد لعراق ولبنان جديدة في أرض الشام، ويحدث هذا أمام العالم دون رادع، فالنظام السوري متوافق مع طهران ويدعمها ولا يعنيه بيوت مواطنيه وأراضيهم بعدما قتلهم وطردهم، والمجتمع الدولي لزم الصمت على قتل الأنفس السورية، فهل يغضب لبيع الحجارة والتراب؟ والشعب السوري لا حول له ولا قوة!

عمليات شراء موسعة 

عمليات شراء واسعة للعقارات السورية تقوم بها إيران في منطقة الزبداني سواء بالسهل أو الجبل على الشريط الحدودي بين سوريا ولبنان، عن طريق وسطاء وميليشيا حزب الله الإيرانية في لبنان، وكذلك في الغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق، وتصاعدت عمليات الاستحواذ العقاري الإيراني في مثلث دمشق - حمص - دير الزور وآخرها حلب. 

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ميليشيات طهران تشتري المنازل مدمرة بشكل شبه كامل، وتستولي على مساكن وعقارات من هم خارج البلاد عن طريق الوسطاء، وأصحاب المكاتب العقارية، مضيفًا أن الميليشيات الموالية لإيران تنشط في تملك الأراضي والعقارات التي تقع في المناطق الحدودية لإحكام السيطرة على الحركة والعبور وتسهيل عمليات التهريب، وأن الميليشيات الموالية لإيران تملكت أكثر من 750 قطعة أرض ومنزل وشقة في المنطقة المتاخمة بين سوريا ولبنان، موضحًا أن الميليشيات تستولي على المنازل الحدودية من دون وجه حق، وتجري عمليات شراء للعقارات في المدن الرئيسية.

وعود إيرانية بتجنيس المرتزقة

وصرح المرصد السوري أن إيران لديها أكثر من 60 ألفًا من المرتزقة من جنسيات غير سورية في المناطق التي تسيطر عليها، وأبرزهم ميليشيا فاطميون التي ينتمي إليها مقاتلون من الجنسية الأفغانية، وتعدهم طهران بتوطينهم في سوريا، كما تنشئ الميليشيات الموالية لها ولـ "حزب الله" معامل أو حتى مصانع للمخدرات، خاصة في المناطق الحدودية مع لبنان، وهذا بالرغم من حظر الدستور السوري من شراء الأجانب أي ممتلكات على الحدود.

شوارع وميادين سوريا بأسماء شيعية

وعدلت ميليشيات إيرانية أسماء بعض الشوارع في مدينة الميادين التابعة لمحافظة دير الزور السورية لأخرى باللغة الفارسية، حيث تغير اسم شارع يدعى "أنس بن مالك" إلى شارع "الخميني"، كما تحول اسم شارع يسمى "الجيش" ويعرف أيضا باسم "الحنيش" في وسط مدينة الميادين إلى شارع "الإمام العباس"، واسم شارع "أبو غروب" تغير إلى شارع "قاسم سليماني"، وتغير اسم شارع "قناة الري" المحاذي لمنطقة الكورنيش في مدينة الميادين بمحافظة دير الزور إلى شارع "فاطميون".

قال الدكتور هاني سليمان، الباحث في الشأن الإيراني والمدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات، إن مرتكزات السياسة الإيرانية هي فكرة تصدير الثورة الإيرانية، والنظام ينطلق من مفهوم أيديولوجي قائم على فكرة الهوية وأطماع خارجية تعود لإرث الدولة الفارسية؛ مما يدفعها لمحاولة الهيمنة وبسط النفوذ عن طريق تصدير الثورة ما ساعدها على تحقيق عدة أهداف في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا في لبنان والعراق واليمن، إلا أن سوريا لها طبيعة خاصة وهدف استراتيجي بالغ الأهمية في المنطقة العربية والشرق الأوسط؛ ولذلك تم تجنيد وتشكيل العديد من الميليشيات في المدن السورية بخلاف القوات الإيرانية الموجودة من قبل.

وأكد الباحث في الشأن الإيراني في تصريح خاص لـ "الفتح" أن إيران تحاول خلق بؤرة جديدة لتصدير ثورتها بالتوازي مع العراق، كما أنها وجدت في سوريا بيئة خصبة بديلة للعراق لتحقيق عدة أهداف وموازنة القوى في مقابل واشنطن، مضيفًا أن أحد أهم أدوات السيطرة الإيرانية في سوريا هو التغيير الديموغرافي وتغيير الهوية والاستيلاء على ممتلكات أهل السنَّة، واستبدال الشعائر بغيرها شيعية، وأرجع هذا لخوف طهران من طول أمد الحرب وتغير المعطيات داخل سوريا.    

وأشار سليمان إلى أن إيران تحاول تطويق وتشكيل منطقة معزولة من الشيعة تستطيع من خلالها تشكيل بعد أمني ديموغرافي استراتيجي على الأرض؛ ليكون حائطَ صد لأي مقاومة سنَّية في المستقبل، مشددًا على أن اختيار المدن التي تم فيها شراء مئات العقارات والأراضي كان له هدف وليس عشوائيًا، وهذا الكيان سيكون قادرًا على بسط نفوذه في المستقبل على الدولة السورية.

وحذر الباحث في الشأن الإيراني من التغيير الديموغرافي، موضحًا أنَّه ليس خطرًا فقط على المكون السنَّي في سوريا والمنطقة، ولكنه أيضًا خطر شديد على الدولة السورية في المستقبل لأن الهيمنة الإيرانية ستؤثر وتضغط بشدة على النظام نفسه كما حدث في العراق، كتعيين الحكومة والوزراء الذي كان يتم من الداخل الإيراني، ولا يُستبعد النموذج اللبناني مما يحدث اليوم في سوريا، كما أن التغيير الديموغرافي سيخلق بيئة قادرة على انتزاع سوريا من بعدها العربي لبعد إيراني طائفي، ولفت إلى ضرورة استفاقة النظام السوري، كما نبه لضرورة الدور الروسي وأن تكون هناك محاولات تدفع لمجابهة طهران ووقف توحشها داخل سوريا. 

قال الدكتور أحمد فؤاد شميس، المحلل السياسي السوري، إن بشار الأسد أباح لإيران أن تعيث في سوريا فسادًا، فسعوا لتغيير عقيدة أهل الشام؛ ولذلك يشترون المنازل والعقارات في سوريا، ويحتلون البعض الآخر، وتسعى إيران لإحداث تغيير ديموغرافي على غرار ما فعلت في العراق ولبنان وما تفعل في اليمن، وتمتد بالهلال الشيعي في تلك الدول، وتحولها لمنطقة شيعية، وهذا ما تتمناه في سوريا أن تكون عراقًا ولبنانًا جديدتين.

وأكد شميس في تصريح خاص لـ "الفتح" أن التغيير الديموغرافي الذي تتبناه طهران منذ تدخلها في الشأن السوري بمباركة بشار الأسد يمثل خطرًا شديدًا على مستقبل الشعب السوري ووحدته، وعلى المكون السنَّي في بلاد الشام، موضحًا أنه بالرغم من عمليات الشراء الكبيرة التي تقوم بها إيران في سوريا، إلا أن الأعداد الحقيقية لعمليات الشراء أقل بكثير مما يشاع ويروج له، لافتًا إلى أن طهران نفسها تنشر الأكاذيب، وتنشر أخبارًا غير صحيحة عن أعداد مهولة من عمليات البيع لتوهم الداخل والخارج أنها تسيطر على سوريا وعلى شعبها.

وأوضح أحمد فؤاد أن الشعب السوري على يد واحدة يكرهون الشيعة وخاصة بعد أفعالهم في العقد الماضي، وجرائمهم في حق الشعب السوري، وأنه بالفعل سوريا فيها أكثر من 100 فصيل شيعي، وكل فصيل منهم به المئات داخل المدن السورية مدججة بالسلاح، وأنه لا سبيل للتخلص من الكابوس الإيراني في سوريا، إلا بمكافحة مخططات طهران، وهزيمة مخططات بشار الأسد وهزيمته بسلاح واحد، وهو الشعب السوري الواعي.