"كورونا" المتحور يحصد أرواح ملايين الهنود.. المسلمون هم الأكثر التزامًا بالإجراءات الاحترازية

  • 173

نقلا عن العدد الورقي

"كورونا" المتحور يحصد أرواح ملايين الهنود

بسبب الطقوس والتجمعات.. الإصابات في صفوف الهندوس قاتلة وتتزايد

المسلمون هم الأكثر التزامًا بالإجراءات الاحترازية والأقل في نسبة الإصابات

تقرير – أحمد عبد القوي

أكدت البيانات الرسمية لوزارة الصحة الهندية أن إصابات "كورونا" اليومية لامست نصف المليون، بجانب آلاف الموتى؛ مما يشير إلى تفاقم الأزمة وانهيار المنظومة الصحية بالكامل في جميع أنحاء البلاد.

وغرّد عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر "فيسبوك، وتويتر" بالعديد من الهاشتاجات الجديدة، التي تؤكد أن أعداد الإصابات والوفيات بـ "كورونا" أكبر بكثير من الأعداد المعلنة من الحكومة الهندية والحزب الشيوعي الحاكم، وأن حقيقة الأعداد قد تصل لعشرة أضعاف الأرقام الرسمية.

قال محمد الشافعي، الباحث الهندي بمرحلة الدكتوراه بجامعة الأزهر بالقاهرة: "لا بد أن يعلم القارئ الكريم أن مساحة الهند ضخمة، وعدد سكانها يصل للمليار ونصف مليار نسمة تقريبًا، بها مئات الديانات الوضعية".

وأوضح الشافعي لـ "الفتح" أن الهند لا تعترف إلا بـ 6 ديانات رسمية، وهي: الديانة الهندوسية وهي الديانة الحاكمة التي تمثل أكثر من 75% من الشعب الهندي، ثم الديانة الإسلامية وهي ثاني أكبر ديانة في الهند من جهة الترتيب حيث يعتنق الإسلام أكثر من 15% من الشعب الهندي، بما يزيد على 200 مليون نسمة تقريبًا، وهذه هي الأرقام المعلنة الرسمية من جهة الحكومة الهندية، بالرغم من أن أعداد المسلمين في الحقيقة هي أكبر من ذلك، وهذا معناه أن المسلمين في الهند في الحقيقة ليسوا أقلية وإنما هم عدد كبير جدًا.

وتابع: تأتي الديانة النصرانية في المنزلة الثالثة، وهي تمثل حوالي 2% تقريبًا من عدد السكان، ثم الديانة السيخية وهي تمثل حوالي 1.5% من عدد السكان، ثم الديانة البوذية وهي تمثل حوالي 0.7% من عدد السكان، ثم الديانة الجاينية التي تمثل حوالي 0.4% من عدد السكان.

وأكد الشافعي أن هذه هي الأرقام الرسمية المعلنة من الحكومة الهندية، بالإضافة لمئات الأديان التقليدية الأخرى، فهناك الملايين يعبدون الفأر، كما أن منهم من يعبد النار، ومنهم من يعبد المرأة، ومنهم من يعبد الحجارة وغير ذلك من ديانات وضعية.

وحول كارثة "كورونا" في الهند، قال: إنني عرضت هذه الإحصاءات الرسمية قبل أن أتحدث عن الجائحة، حتى يستوعب القارئ طبيعة ما يحدث، فقد أوضحت أن عدد الهندوس في الهند يصل إلى حوالي 75% تقريبًا من عدد السكان، أي ما يزيد على مليار شخص تقريبًا، حيث بدأت الجائحة في الهند بشكل طبيعي كغيرها من دول العالم، وأغلقت الحكومة المؤسسات، وقامت بتفعيل حظر كامل، وفرض إجراءات احترازية عالية، إلا أن ذلك أثر بقوة على اقتصاد الدولة، والهند دولة كبيرة وفقيرة لن تستطيع تحمل إغلاق البلاد طوال هذه الفترات.

وأشار الباحث الهندي إلى أن الهندوس يقومون بطقوس الحج الخاصة بهم في هذا التوقيت تقريبا ابتداء من شهر فبراير الماضي، حيث بدأ عشرات الملايين من الهندوس بالتوجه إلى نهر الغانج لأداء حج كومبه ميلا، وهذه طقوس سنوية يقومون بها، في الوقت الذي تجاهلوا فيه تمامًا أي إجراءات احترازية، وفي الوقت الذي التزم فيه المسلمون بشكل كامل بجميع الاحترازات الوقائية اللازمة، ومنها غلق المساجد الذي فرضته الحكومة الهندية على المسلمين.

وتابع: استمرت طقوس الهندوس في مهرجان الحج الهندوسي، الذي تستمر احتفالاته الكفرية على مدار شهرين متتابعين، يخرج فيه الملايين من الهندوس بشكل يومي لاحتفال في نهر الغانج وما حوله؛ مما جعل الإصابات بالملايين كما نرى.

وأكد أن الهندوس لم يتوقفوا عند بداية الإصابات وتحذير الأطباء، بل أكملوا احتفالاتهم المليونية؛ مما أدى لتحور فيروس "كورونا" إلى نوع جديد مختلف ينتشر عبر الهواء بشكل أسرع، ويعيش على الأسطح لمدة أكبر بكثير، وتظهر له العديد من الأعراض الجديدة كالطفح الجلدي، وآلام أسفل الظهر، والمغص الشديد والإسهال الحاد.

وأكد الشافعي أن منظمة الصحة العالمية أطلقت على كورونا الهند "المتحور الهندي"، وأنه يمثل أزمة صحية عالمية كبيرة أسوأ من أزمة الطاعون؛ لأنه فيروس أكثر شراسة من "كوفيد 19" الذي يتم أخذ اللقاح له على مستوى العالم الآن.

وحول انهيار المنظومة الصحية، قال الشافعي: لقد اضطرت الحكومة للأسف إلى إخراج جميع المرضى من العيادات والمستشفيات، مثل مرضى السكر والقلب وغيره، وإعادتهم إلى منازلهم؛ لاستيعاب أكبر عدد ممكن من مرضى "كورونا"، وبالرغم من ذلك لم تتمكن المستشفيات من استيعاب كل هذه الأعداد، حيث انهارت المنظومة الصحية بالكامل، ونفدت جميع أسطوانات الأكسجين، ولم تعد هناك أي رعاية صحية لأي مريض.

وأردف: تعد الهند الآن وفقًا للبيانات الرسمية لمنظمة الصحة العالمية هي مركز الوباء من الدرجة الأولى على مستوى العالم، وذلك بعد انهيار المنظومة الصحية، وزيادة الأعداد لعشرات الملايين بهذا الشكل المتزايد. 

مشيرًا إلى أن الهندوس يقومون بحرق جثث الموتى، وذلك أدى لزيادة أوقات عمل المحارق، بل إلى انصهار المعدات من شدة الحرارة، وطول أوقات العمل.

وحول أحوال المسلمين في الهند، قال الباحث: من فضل الله على المسلمين أنهم أكثر الناس التزامًا بالإجراءات الاحترازية، بالرغم من أن شهر رمضان المبارك هو شهر الطاعة والعبادة، والتزاحم لأجل صلاة التراويح والتهجد وغيرها، إلا أننا التزمنا بشكل كامل بالإجراءات الوقائية.


وأردف: توجد عند المسلمين إصابات، ولكن -الحمد لله- لا تقارن على الإطلاق بإصابات الهندوس التي حدثت بسبب ممارساتهم الدينية الخاطئة، وتجمعاتهم بعشرات الملايين في أماكن واحدة. لافتًا إلى أن حزب بهارتيا جناتا التابع للمتطرف ناريندرا مودي خسر الانتخابات المحلية في ولاية البنغال الغربية، وهي التي يطلقون عليها ولاية "كورونا الشرسة"؛ لزيادة عدد الإصابات بها بشكل كبير جدًا، حيث يربو عدد سكانها على 90 مليون نسمة تقريبًا.