بطاقة 10 آلاف فرد يوميًا.. افتتاح أكبر مركز للتطعيم بلقاح "كورونا" في أرض المعارض

  • 198

بطاقة 10 آلاف فرد يوميًا

افتتاح أكبر مركز للتطعيم بلقاح "كورونا" في أرض المعارض

كتب- مصطفى حجاج 

تتصارع كافة دول العالم في الحصول على لقاحات فيروس "كورونا" لتطعيم مواطنيها على الأقل لتجنب المضاعفات الخطيرة حال الإصابة بالفيروس، واللقاحات المطروحة جميعها آمنة بدرجة كبيرة لكنها لا تمنع الإصابة بالفيروس، لكن مع اتباع الإجراءات الاحترازية، والحفاظ على التباعد المكاني، واتباع نظام صحي جيد، يمكن للشخص تجنب الإصابة أو على الأقل تكون بسيطة أو متوسطة.

وفي هذا الصدد تتخذ الحكومة المصرية خطوات جادة للتوسع في تطعيم المواطنين اللقاحات المتوفرة حاليًا، فضلًا عن اللقاحات التي تم التعاقد عليها، ومن المنتظر وصول كميات كبيرة منها قريبًا، مثل لقاح "جونسون آند جونسون" الأمريكي، و "سبوتنيك" الروسي، بالإضافة للقاح "إسترازينيكا" و "سينوفاك" الموجودين بالفعل ويتم استخدامهما في عملية التلقيح.

وجاءت خطوة الحكومة بتجهيز مركز لتطعيم اللقاحات بأرض المعارض بمدينة نصر، دليلًا على جهود الدولة الرامية للوصول لمعدل كبير في تحصين المواطنين والتصدي لهذا الوباء بكل قوة، حيث يعمل المركز بطاقة استيعابية 10 آلاف شخص في اليوم الواحد، حيث يتم تطعيم 100 شخص في المرة الواحدة في وقت واحد. 

من جانبه، ثمن الدكتور محمد عز العرب، المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، هذه الخطوة، معتبرها مهمة جداً، موضحًا أنه طالب بإتاحة اللقاحات لأكبر عدد ممكن من المواطنين، حيث إنه  بالرغم من بدء التطعيم في  مصر في 24 يناير الماضي، بما يعني أنها فترة طويلة لكن عدد من تم تطعيمهم متواضع جدًا، مؤكداً أن المغرب بدأت بعد مصر بـ4 أيام، إلا أن معدل التطعيمات وصل لـ9 ملايين نسمة؛ وهذا يعني أننا نسير بوتيرة بطيئة، وسوف نستغرق شهورًا طويلة وسنين للوصول للمعدل المطلوب بتطعيم حوالي 70% من المواطنين حتى نصل للمناعة المجتمعية "مناعة القطيع".

وأشار عز العرب في تصريح خاص لـ "الفتح" إلى أن هناك دولًا تصل في اليوم الواحد لتطعيم 200 ألف مواطن، موضحًا أن هذه الدول ظروفها قريبة من مصر، مشيرًا إلى أن أمريكا تصل التطعيمات فيها يوميًا لـ 2.8 مليون نسمة يوميًا.

وأكد أن العالم كله تصل التطعيمات فيه يوميًا إلى 20 مليون نسمه، وأن تطعيم 200 ألف في اليوم الواحد يوصلنا لمليون خلال 5 أيام، وهذا قدر معقول، وأن ذلك يتطلب على عدة جوانب منها إتاحة التطعيمات، واستقدام تكنولوجيا التصنيع والبدء بالتصنيع للقاحات محليًا.

وتابع عز العرب أن تدشين مركز كبير للتطعيمات يمثل خطوة على الطريق الصحيح للوصول لتطعيم 100 ألف كمرحلة أولى حقيقية، مع البدء في حملة تطعيم بشكل موسع، وشاملة لكل الفئات، وشامل جميع المقيمين على أرض مصر، سواء المواطنين أو الوافدين اللاجئين وغيرهم، الذين يصل تعدادهم حوالي 6 ملايين نسمة.

ولفت إلى ضرورة تدريب الكوادر الطبية والتمريض على التطعيم، والاستفادة من البنية التحتية بوجود الوحدات الصحية والمستشفيات المركزية، وكذلك استغلال مراكز الشباب بالقرى والنجوع، في عملية التطعيم؛ ما يعني استغلال كافة الإمكانيات المتاحة.

 وطالب كافة الوزارات والمجتمع المدني بالمشاركة في هذا التطعيم، مشيدًا بتجربة محافظ الفيوم الدكتور أحمد الأنصاري، بتخصيص مراكز الشباب والمدارس بالمحافظة للمشاركة في عملية تسجيل المواطنين لحجز اللقاح، وكذلك البدء في تطعيم عمال النظافة والمتعاملين مع الجمهور بشكل مباشر من الموظفين، مشيرًا إلى أن  هذا الإجراء تفكير خارج الصندوق ويجب تعميم هذه التجربة والاستفادة منها، مطالبًا بتطعيم عمال التوصيل المنزلي، وقارئي العدادات ومحصلي الفواتير؛ لخطورة تعرضهم للمواطنين فمن الممكن حملهم للفيروس ونقل العدوى للمواطنين المترددين على منازلهم.

وأردف أن عملية التطعيم ليست صعبة، فهي تحتاج فقط لمدخل بيانات وطبيب؛ ما يعني أن الإجراء سهل وكافة البيانات تكون موضحة، مؤكدًا أننا لدينا أكثر من 600 مستشفى و6 آلاف مركز رعاية صحية أولية، وهو ما يمثل نقطة وصل بين القرى والنجوع، مشددًا على ضرورة الإتاحة وتدشين حملة قومية للتطعيم  على غرار حملة 100 مليون صحة، وضرورة توفير رسالة إعلامية مطمئنة وداعمة لعملية التطعيم والرد على المشككين، والاستعانة برجال الدين وأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب للترويج لهذه الحملة، مع ضرورة أن تكون منظمة، ومعروف الخطة الزمنية الخاصة بها، وتوفير بيان يومي بمن تم تطعيمه، لافتًا إلى أن أزمة "كورونا" ممتدة ولن تنتهي في شهر أو اثنين، وهناك سلالات متحورة، وربما نحتاج لجرعة ثالثة .