استهداف مشروع "الربط الكهربائي".. محاولات إيرانية لضرب الجهود العربية للتقارب مع العراق..(تقرير)

  • 113
رئيس وزراء العراق

استهداف مشروع "الربط الكهربائي"

محاولات إيرانية لضرب الجهود العربية للتقارب مع العراق

السفير الإيراني في العراقي يقود لوبيّ الهيمنة الإيرانية.. وبغداد أنفقت 80 مليارًا دون نتائج  

تقرير- محمد عبادي 

في خضم المحاولات الجارية للتقارب مع العراق، وضمه إلى محيطه العربي، خصمًا من النفوذ المُتجذّر في العراق، جاء مشروع الربط الكهربائي بين العراق والدول الخليجية.

لكنّ مصادر سياسية في بغداد، كشفت عن حراك يدور في الغرف المغلقة لمسئولين إيرانيين، من مقر السفارة الإيرانية في بغداد، لعرقلة هذا المشروع، لقطع الطريق على أي تعاون عربي عراقي.

وقد بلغ المشروع مراحل متقدمة، حيث أنجز العراق 81% من مستلزمات ومتعلقات هذا الربط، مع وجود مباحثات ومفاوضات مع هيئة الربط الخليجي لإنشاء خط بطول 300 كم، وسيكون بواقع 220 كم داخل الأراضي الكويتية و80 كم داخل الأراضي العراقية.

من جهته قال حازم العبيدي، المحلل السياسي العراقي، إنّ التدخل الإيراني في أزمة الطاقة وخاصة الكهرباء في العراق، ليس وليد اليوم لكنه رافق الاحتلال الأمريكي وما بعده في مراحل حكم الأحزاب الطائفية المتعاقبة، لافتًا إلى أن عشرات المليارات تم إنفاقها لإصلاح شبكات الكهرباء في البلاد، من دون نتيجة تُذكر بسبب الفساد المستشري داخل القطاعات والهيئات ذات الاختصاص، مشددًا على الدور الإيراني في عملية الإفساد المُتعمدة.

وأضاف العبيدي أن طهران لا تنفذ المشاريع الكبرى في العراق بسبب افتقادها للخبرات المطلوبة، وتستعمل الطرق البدائية، وهنا يأتي الدور العربي وعلى رأسه المملكة العربية السعودية، في محاولة لاقتحام مجال الطاقة، وإصلاح معضلة قطاع الكهرباء المُعقدة فيما عُرف بمشروع الربط الكهربائي.

وتابع العبيدي أن طهران على الفور حركت رجالها بقيادة إيرج مسجدي، السفير الإيراني في العراق، للتأثير على مجريات هذا المشروع عن طريق الدخول في تعاقدات جديدة بأسعار مخفضة، لافتًا إلى أن الرشاوى الإيرانية معروفة في الوسط العراقي، وضربت مشاريع كبرى في البلاد من أجل مصلحة الولي الفقيه في إيران وإهمال المصالح العراقية. مشددًا على أن زيارة ماجد حنتوش وزير الكهرباء إلى زيارة إيران بعد أيام من وصول وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى العاصمة بغداد.

وفي ذات السياق، أعلن السفير الإيراني في بغداد أيرج مسجدي، أن بلاده ستباشر حاليًا في إنشاء محطتين لتوليد الكهرباء في العراق.

ومثّل هذا الإعلان مفاجأة للأوساط المعنية، ومسؤولي ملف الطاقة في العراق، حيث لم يُعلن سابقاً عن بوادر دخول طهران، لإنشاء محطات توليد كهرباء داخل العراق.

وفي أول رد فعل عراقي، قال المتحدث باسم الوزارة أحمد موسى في تصريح صحفي، إن الوزارة لم تصدر أي تفصيل بشأن تصريح السفير الإيراني، و "أعتقد أننا سنوضح لاحقاً ذلك ببيان رسمي".

وفي هذا السياق يشير حازم العبيدي، إلى أنّ هذه طريقة معهودة في العراق منذ الاحتلال الأمريكي، وهو أن تُعلن الأطراف الخارجية القرار، ثم تخرج الوزارات المعنية في البلاد لتعقب على هذا القرار من دون خجل، وهو ما يعكس أزمة السيادة في بغداد، التي يتقاسمها الأمريكيون والإيرانيون منذ إسقاط النظام الوطنّي المركزي في عام 2003، وما أعقبه من تدمير للمؤسسات والهيئات واغتيال للكفاءات.

وشدد العبيدي على أنّ مسجدي هو من يحكم البلاد ويدير الوزارات، لافتًا إلى نفوذه الكبير الذي يستمده من قيادة الميليشيات العراقية، وتبعيتها الكاملة له، وللمرشد الإيراني في قم، وهو ما دفع الشباب العراقي للخروج في انتفاضة تشرين رافعين شعارات "نريد وطن" ساعين لانتزاع وطنهم وخيرات بلادهم من أيدي اللصوص والغزاة.

وأزمة الكهرباء في العراق مستمرة ومعقدة، وتتداخل فيها عوامل عدة، حيث فشلت الحكومات المتعاقبة، بعد نظام صدام حسين في إيجاد حلولٍ لانقطاعها لساعات طويلة يوميًا، ويقدر قيمة ما أنفقته الحكومات العراقية منذ 2003 أكثر من 80 مليار دولار على قطاع الكهرباء دون أي حلول ملموسة. 

ولدى العراق اتفاق مع إيران، لاستيراد الطاقة الكهربائية، بواقع 1200 ميجاوات عبر 4 خطوط؛ هي خط (خرمشهر - البصرة)، و(كرخة - العمارة)، و(كرمنشاه – ديالى)، و(سربيل زهاب – خانقين).