بعد وقف إطلاق النار.. "الشحات": نشجع أي ردود إيجابية تدعم القضية الفلسطينية من الدول الإسلامية

  • 212
م. عبد المنعم الشحات متحدث الدعوة السلفية

المهندس عبد المنعم الشحات:

ندعم إحداث نكاية في العدو بأي وسيلة.. والفلسطينيون درع واقٍ للأمة كلها في هذه الأوقات 

إذا صارت لليهود دولة حقيقية مع الدعم الغربي سيمثلون خطراً بالغًا على العالم الإسلامي ككل

يجب أن نشجع أي ردود إيجابية تتعاطف مع القضية الفلسطينية من الدول الإسلامية

خاص- الفتح 

أكد المهندس عبد المنعم الشحات أن استنكار البعض إطلاق المقاومة الفلسطينية الصواريخ على إسرائيل بحجة أنه تذعير للعدو على إراقة دماء المسلمين اعتقاد خاطئ، فجميع الانتفاضات السابقة والحالية كانت إسرائيل هي البادئة بها، فلا يُتصور أن يكون العدو الذي هو الطرف الأقوى مُستفزا ويُطلب من الطرف المستضعف ألا يقاومه بحجة عدم إذعاره، مشيراً إلى أن اليهود مستفزون بطبعهم، فهم ليسوا كالاحتلال الإنجليزي لمصر ولا الحملة الفرنسية على مصر، فالاحتلال كان يأتي بجنود تحتل البلد، ويريدون أن تظل تزرع حتى يأخذ زرعها، وتصنع حتى يأخذ صناعتها، فهم يريدون أهلها موجودين يديرون أنشطتها، ويأتون بالقوة العسكرية ليهيمون على هذه الأنشطة لصالحها، ويكون معهم المثقفون، الذين يقومون بعملية التغريب، ولكن اليهود ليسوا كذلك فهم يريدون أرضاً فارغة، فمشروعهم قائم على أرض خالية بلا شعب من أجل أن يقيموا دولتهم الدينية، فهم يريدون أن يقيموا دولة دينية بكل معانيها، الجنسية فيها هي الدين والدين هو الجنسية، ويقومون بين الحين والآخر بعمل استكشاف للأمة  الإسلامية هل لديها استعداد للدفاع عن المسجد الأقصى وحتى متى يدافعون عنه، وهل هم تاركوه  للفلسطينيين فقط، أما ما زالت الأمة موجودة، ومن أجل ذلك مهم جداً أن نشجع أي ردود إيجابية تتعاطف مع القضية من الدول الإسلامية بالذات الدول الإسلامية الكبرى مثل مصر، ولابد أن نشجع هذا بشكل كبير جداً، فالأجواء الموجودة الآن أفضل أجواء وُجدت بعد أجواء العاشر من رمضان، من جهة شعور الشعب المصري على مستوياته المختلفة، الشعبية والقيادية بمسئولية تجاه هذه القضية، وهذا أمر لابد أن نستثمرة وأن نثني عليه، والذي لا يفرح به لابد أن يتهم دوافعه، وليسأل نفسه هل تحب الطاعة من كل الناس، أم من ناس بأعينهم، وهذه القضية بعض الاتجاهات الإسلامية المعاصرة لديها أزمة كبرى في هذه المسألة، في أنها إذا عادت أحداً لا تحب منه الطاعة، وهذا خطر عظيم جداً قد يكون كثير مما نعانيه ناجماً من هذا الخطأ.

وأضاف الشحات أن اليهود يقومون بين الحين والآخر بإزالة أحياء وبناء مستوطنات ويتحرشون بالمسجد الأقصي، فلو مر الأمر بهدوء سيأخذون الذي يلية والذي يليه، وبالتالي فهناك فرق بين أن يكون عندي عدو كامن وفي حالة كمون حقيقي وأنا ضعيف فأقول لا أذعره، لكن اليهود ليسوا في حالة كمون، فاليهود لديهم مشروع واضح جداً، ولديهم خوف من النمو السكاني لعرب 48 فضلاً عن الواقعين في الأراضي الأخرى سواء التي احتلت في 67 أو غزة والضفة وهم بالتالي لن يسكتوا، وكما يتكلم العلماء إذا داهم العدو بلداً ولم تكن لدينا قدرة على المواجهة متى يجوز أن نستسلم ومتى لا يجوز، لو أن القضية أننا إذا استسلمنا استمر في أخذ مزيد من الأرض وقتل مزيدا من الناس فلا يجوز الاستسلام، ويجب الثبات إلى أن يشاء الله، وما يحدث في فلسطين الآن نعامله نفس المعاملة، فالضرر الذي يأتي بعد الضرب سيحدث بصورة أو بأخرى سواء باحتلال المسجد أو بطرد الناس من منازلهم ونحو ذلك، فالضرر الذي يحدث بعد الرد على اليهود إذا وضع أمام مصلحة المسجد الأقصى وأمام مصلحة الحفاظ على الأرض وأمام مصلحة الأمة الإسلامية ككل، لأن اليهود إذا صارت لهم دولة تنطبق عليها معايير الدولة إضافة إلى الدعم الغربي، فهم يمثلون خطراً على العالم الإسلامي ككل، مشيراً إلى أن أقل شيء للدولة الحقيقية من وجهة نظرهم أن يأخذوا حدود فلسطين كاملة حتى تكون من البحر إلى النهر على الأقل وتكون حدوداً طبيعية لإسرائيل، فضلاً عن أنهم سيهدمون المسجد الأقصى ويبنون الهيكل إلى غير ذلك، وبالتالي الفلسطينيون درع للأمة كلها في إيقاف هذا الشر، فالإسرائيليون يرون أنهم إذا لم يستطيعوا القضاء على الفلسطينيين بجوارهم فدولتهم معرضة للانهيار.

وأشار إلى أن الانتفاضة الفلسطينية مرت بعدة مراحل انتفاضات الحجارة ومرحلة العمليات التي يسميها البعض استشهادية والبعض يسميها انتحارية ثم المرحلة الثالثة مرحلة تصنيع الصواريخ التي بدأت بصاروخ مداه 1.5 كيلومتر، كان يضرب من أطراف غزة حتى يصيب أول بلد في خارج أطراف غزة، وكل فترة يتم تطويره إلى ما نراه الآن الصواريخ الموجودة بفضل الله تبارك وتعالى قاربت أن تكون صواريخ حربية كاملة، أو على الأقل تكفي لتغطية مساحة المعركة، وكلما زاد الردع كلما انقطع الطريق بينهم وبين أن يكملوا مخططهم.


وأوضح عبد المنعم الشحات أن انتفاضة الحجارة أجبرت إسرائيل على عمل اتفاقيات أوسلو، ومركز بيت المقدس للدراسات التوثيقة نشر كلاما كثيرا أن أول صاروخ الذي كان مداه كيلومترا ونصف الكيلو متر، كان هناك كم كبير من الانزعاج الغربي من أن المواجهة في فلسطين أخذت منعطفاً جديداً، وأن الهجرة لإسرائيل ستقل، وأن الرغبة في سكن المستوطنات القريبة من غزة ستقل أيضا لأنه كان وقتها لا يصل إلا للمستوطنات القريبة من غزة.


وأشار إلى أن  إيلام العدو بكل الوسائل الممكنة مع ما يُلقي الله -عز وجل- في قلوبهم من رعب ويبارك الله عز وجل في الجهود القليلة حتى ولو كانت مع نقص في هذه القوة المادية ونقص في الأعمال، ونقص في معاني الإيمان ولكن من رحمة الله تبارك وتعالى، ومن فضله أنه يبارك فيها. مضيفاً أننا ندعم إحداث النكاية في العدو بأي وسيلة يراها أهل الأرض أن فيها نكاية.

وأضاف: لاحظنا أن البعض يحدث لديه لبس من أننا قد ننكر أحياناً أفعال كتلك التي نثني عليها الآن من المقاومة الفلسطينية سواء من فصائل المقاومة ذاتها مشيراً إلى أن الصور الأخرى التي تحدث في بلاد العالم الإسلامي أو حتى في بقاع أخرى غير البقاع المحتلة تكون فيها محاذير كثيرة جداً وليس مجرد الموازنة بين المصالح والمفاسد، فيكون فيها مثلا اعتداء على معصومي الدماء، سواء مسلمين، فالمسلم معصوم الدم بإسلامه، أو ممن لهم عهد أو ذمة أو أمان من المشركين فهو معصوم الدم، فتكون بها مفاسد كثيرة، فبعض صور عمليات الدهس التي من الممكن أن تحدث أو أي مواجهات أو نحو ذلك في مواطن أخرى تكون فساداً عريضاً في الأرض نتيجة أنها تترتب عليها إراقة دماء معصومة أو حتى يترتب عليها تزعير لبعض الأعداء على المسلمين ويكون الأعداء في حالة كمون وسكون، وإذا كان المظلوم أو صاحب الحق مهما كان هذا الحق من جهة العقيدة أو حتى جهة المعايير الدنيوية فممكن يكون الإنسان مظلوماً وضعيفاً، وظالمه في حالة سكون وكمون، فيكون المعيار الشرعي حينها ألا يذعرهم، طالما أنه لا يستطيع أن يقاوم. 

وتابع الشحات: أحيانا نجد أن بعض فصائل المقاومة عندها بعض انحرافات عقدية، أو بعض اجتهادات لا نوافقها عليها، أو بعض مواءمات مع اتجاهات بدعية، فننكر عليها هذا ولكن القاعدة الشرعية ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، والقاعدة الشرعية أن المؤمن يجتمع فيه ولاء وبراء، يُحب لطاعته ويكره لمعصيته، لدرجة أننا قلنا في 2006 أن حزب الله نفسه مع أنه هو الجماعة البدعية ذاتها، في مواجهته مع إسرائيل نتمنى انتصاره رغم أن حتى مواجهته مع إسرائيل فيها نوع من حجب المقاومة الفلسطينية في الجنوب اللبناني عن أنها تهدد شمال إسرائيل، لكن في النهاية نقول مسلم أمام كافر، فمعيار الولاء والبراء لابد أن يتجه تجاه المسلم حتى وإن كان مبتدعاً.


وأضاف: هناك قضية أخرى وهي أن بعض فصائل المقاومة ممكن أحياناً تدعو لشيء أقرب للاحتفالات، أو الأمور الرمزية، فنجد الناس العاديين الذين لا يملكون سلاحاً، ولا هم متدربون، ولا يوجد عندهم أي تكتيك يخرجون بصدور عارية، لمواجهة مثلاً خط الحدود أو البوابات التي يضعها العدو بين البلاد التي بها الفلسطينيون وبين البلاد التي يحتلها احتلالاً كاملاً فهذا هو الذي من الممكن أن نتحدث عنه، معايير المصلحة والمفسدة مشيرًا إلى أن المسائل لا تأخذ كلها نفس الحكم ولابد في البداية أن نتبين المسألة موضوع البحث ونتبين حكمها الشرعي ابتداء، ثم إذا كانت جائزة أو غير جائزة، هناك صور من التي تحدثنا عنها، هي ممنوعة شرعاً ابتداء، فهذه الأمور محسوم فيها، وإما تكون مطلوبة شرعاً ولكن يحتاج الأمر إلى النظر في مآلاتها من المصالح والمفاسد أو نحو ذلك.

وعن حكم العمليات الفدائية قال عبد المنعم الشحات إن أصل الحكم الشرعي فيها يحتاج إلى نظر، فبعض العلماء المعاصرين مثل الشيخ ابن باز قال إنها لا تجوز، وبعض العلماء المعاصرين مثل الشيخ الألباني له فتوتان في المسألة والأخيرة منهما أنها تجوز، ومعظم المعاصرين يقولون بجوازها، وأنه مع أن الصورة تشبه الانتحار لكن تختلف عنه أن المنتحر جاحد لنعمة حياته التي من الله بها عليه لكن هنا الأمر مختلف تماماً لأنه لم يتوصل إلى الجهاد إلأ بهذه الطريقة، في أشياء تشبه إلى حد كبير أو دليل مباشر في المسألة أو على الأقل يعتضد بالحاجة إلى فعل هذا، قصة غلام الأخدود، قصة البراء بن مالك رضي الله عنه في حديقة الموت، ففي النهاية الراجح الجواز، مشدداً على أن هذا الكلام نقوله في قتال المسلمين لليهود، ولا يجوز لأحد، أن يسحبها على شخص سيقتل مسلمين أو يقتل كفارا معصومين، فهو ابتداءً يحرم لأنه يريق دماء محرمة، لكن عندما أتحدث عن يهود معتدين محاربين يستحقون الحرب وهذه هي الوسيلة الموجودة عنده فالراجح في هذه المسألة الجواز.