• الرئيسية
  • الأخبار
  • التدخل بات احتلالًا.. روسيا وإيران يتقاسمان النفوذ والثروات في سوريا.. موسكو تعتمد لغتها بالمناهج الدراسية وطهران مشرفة على التعليم

التدخل بات احتلالًا.. روسيا وإيران يتقاسمان النفوذ والثروات في سوريا.. موسكو تعتمد لغتها بالمناهج الدراسية وطهران مشرفة على التعليم

  • 454

التدخل بات احتلالًا.. روسيا وإيران يتقاسمان النفوذ والثروات في سوريا 

موسكو وطهران تسيطران على الموانئ والمطارات وشركات الطاقة والقواعد العسكرية

روسيا تعتمد لغتها رسميًّا بالمناهج الدراسية.. وإيران تشرف على التعليم السوري

كتب-  عمرو حسن  

نظام سوري يعيش بلا عقل، يغيبُ عنه الإدراكُ، لا يفكر، لا يشعر، لا يرى، يقوده قاتلُ برتبة رئيس، همُّه الأوحد ألا يُنحّيه أحد عن هذا الكرسي الأكبر في قصر دمشق، ورغم  ما اقترفته يداه من جرائم وانتهاكات بحق شعب مستضعف لم ينل من خطاياه سوى ذاك الكرسي مجردًا من صلاحياته وسيادته؛ ليُمكن حلفاءه من التهام ثروات بلاده التي دمرها، وحكم ما بقي من شعبه، وتدمير مستقبل بلاد الشام.

التدخل الروسي الإيراني في سوريا تحول لاحتلال كامل، للموانئ والمعابر والمطارات السورية يسلب خيراتها فروسيا تسيطر على قاعدة حميميم الجوية، وميناء طرطوس بسفنه الحربية لعشرات السنوات مجانًا، وتخطط لبناء رصيف عائم لتعزيز مرافق إصلاح السفن في الميناء، بالإضافة إلى سيطرته على المطارات في مختلف المدن.

ووفقًا لـ "واشنطن بوست" يقوم كلا المحتلين بترويج لغته الفارسية أو الروسية للتدريس في المدارس السورية، كما وقّع كلاهما عقوداً لبناء مطاحن وسط نقص حاد في الخبز بسوريا، كما أن كلا البلدين يبنيان محطات طاقة وسط انهيار الاقتصاد السوري، ويستنزفان حقول النفط وتعدين الفوسفات.

ورغم هذا فقد استولت الشركات الروسية على النصيب الأكبر من ثروات السوريين بخمسة عقود نفطية، مقابل عقدًا لإيران، فيما أعلنت سوريا أنها تخطط لتأجير ميناء طرطوس لروسيا وتسليم محطة الحاويات في ميناء اللاذقية إلى إيران، والنظام وعد إيران في البداية بعقد لاستخراج الفوسفات لكنه غيّر اتجاهه ومنح هذا العقد في 2018 لشركة روسية، ومن المقرر أن تحصل هذه الشركة على 70% من عائدات الفوسفات المستخرج بسوريا على مدى 50 عامًا.

وسيطرت إيران على جزء من السوق السورية فيما يخص الإلكترونيات والأدوية، وافتتح الإيرانيون مجمعًا ترفيهيًا في دمشق في مارس الماضي، وأقامت إيران مراكز لنشر التشيع في شرق سوريا، كما تبني إيران مركزًا تجاريًا من 12 طابقًا في قلب العاصمة ستتمركز فيه 24 شركة إيرانية، وتغلبت روسيا على إيران في المدارس السورية وأدرجت اللغة الروسية كبديل للفرنسية كلغة ثانية للتعليم، وأقيمت أول امتحانات اللغة الروسية في المدارس الثانوية السورية العام الماضي، وتواصل إيران الضغط من أجل تعليم الفارسية رسميًا في المدارس السورية، وأدخلت اللغة في بعض المدارس التي ساهمت في إصلاحها أو بنائها، وبعض المدارس في محافظتي الرقة ودير الزور أضافت بالفعل صفوفًا باللغة الفارسية إلى مناهج المدارس الابتدائية والمتوسطة.

وفي ذلك السياق، قال عبد الرحمن ربوع، الخبير السياسي السوري، إن نزاع كلا المستعمرين في سوريا واضح للعيان لدرجة أن روسيا تستعين بالاحتلال الصهيوني لمواجهة التمدد الإيراني في سوريا، وأكبر المستفيدين من ضربات الاحتلال للقواعد العسكرية الإيرانية هم الروس، وأنَّه كلما زاد الوجود الإيراني في سوريا زاد الوجود الروسي أيضا، وهكذا العلاقة طردية في تغلغلهم داخل الأراضي السورية، والمواجهات الاستفزازية بينهما واضحة وجلية أمام السوريين.

وأكد ربوع في تصريح خاص أن التدخلين الروسي والإيراني لمساعدة بشار الأسد تحولا إلى احتلال كامل وصريح لسوريا، والمناطق التي يسيطر عليها بشار الأسد محتلة تمامًا من الإيرانيين والروس؛ فالميليشيات الروسية تسيطر على الساحل غرب سوريا، في حين تنتشر إيران شرق البلاد قرب الحدود مع العراق، كما أنهما يتقاسمان الوجود داخل دمشق وحلب سواء عسكريًا أو اقتصاديًا أو تجاريًا.

وأوضح أن المستعمرين الروسي والإيراني يسعيان بقوة لفرض لغتهما داخل المدارس السورية، ويتجلى ذلك عبر المركز الثقافي الروسي في دمشق وحلب واللاذقية، وتوجه حكومة بشار لإدخال اللغة الروسية كلغة ثالثة بعد العربية والفرنسية، وفي المقابل هناك تغلل إيراني واضح داخل المدارس والجامعات في كل المحافظات التي تسيطر عليها إيران، بالإضافة للمعاهد الابتدائية والثانوية التي تشرف عليها السفارة الإيرانية في سوريا مباشرة، وتتبع رسميًا وزارة التعليم الإيرانية وليست السورية.

ولفت المحلل السياسي السوري إلى أن كل ما هو مفيد ويمكن ترجمته اقتصاديًا واستراتيجيًا ولوجيستيًا فهو موضع صراع ونزاع بين روسيا وإيران داخل سوريا، وأن الصراع على أشده بخصوص الموانئ والمناطق الغنية بالثروات الباطنية مثل البترول والغاز والفوسفات، وشركات الطاقة الروسية والإيرانية تتصارع على انتزاع حقوق الملكية من بشار ونظامه، ويتبادلون تقديم الطلبات لنظام بشار للحصول على حقوق الانتفاع شبه المجانية، 

وفي ذلك السياق، قال عادل الحلواني، المحلل السياسي السوري، إن روسيا وإيران تستنزفان الثروات السورية، وأضحى كلاهما محتلًا يغتصب خيرات بلاد الشام، وإيران لم تكتفِ بالخط الملاحي والتغيير الديموغرافي وتشييع السوريين، بل تسيطر على بعض المطارات عن طريق "حزب الله" الذي يسيطر على مطار بيروت. 

وأكد المعارض السوري أن روسيا وجدت ضالتها في سوريا؛ مما يدعمها في تحدي واشنطن وتكوين نفوذ لموسكو في منطقة الشرق الأوسط، محذرًا من سيطرة روسيا على الموانئ والمطارات والسواحل السورية لعشرات السنين؛ وهو ما يعني استنزاف موارد سوريا والتحكم بسيادتها.

وقال تيسير النجار، الخبير والمحلل السياسي السوري، إن كلا المستعمرين ينفذان مشروعهما في سوريا؛ فالمشروع الإيراني هو الهلال الخصيب في الخليج والمنطقة العربية، أمام المشروع الروسي، وكلاهما يستنزفان مستقبل السوريين، مضيفًا أن وجود موسكو وطهران داخل المدن السورية استعمار وليس تدخلًا.

وأضاف أن روسيا وإيران يسعيان لوجود طويل الأمد في سوريا؛ للحفاظ على الموانئ والمطارات والنفط والغاز، ولن يدعا الأراضي حتى يتحكما بالكامل في الموانئ والمطارات وآبار النفط والغاز الطبيعي، وحتى في شكل ومضمون وسياسات الحكومة السورية المقبلة.