مرض نصرالله يطرح التساؤلات حول مستقبل خلافة ميليشيا الحزب في لبنان

  • 43
حسن نصرالله، زعيم ميليشيا حزب الله

مرض نصر الله يطرح التساؤلات حول مستقبل خلافة ميليشيا الحزب في لبنان 

تقرير- محمد عبادي 

لم يبعث خروج حسن نصرالله، زعيم ميليشيا حزب الله إلى العلن عبر قناة المنار التابعة له، الطمأنينة لدى مناصريه، بعد شائعات مرضه المزمن، ما فتح أبواب التكهنات حول من يخلفه على رأس الميليشيا الأقرب لإيران في المنطقة حال وفاته.

فقد خرج نصرالله في الـ 25 من مايو، وقد بدا عليه المرض، حيث كثر سعاله وتحدث بصوت خافت بشكل ملحوظ، ليس هو المعتاد له.

ورغم محاولات حزب الله من التكتم على أخبار صحته، ونفي كل التكهنات حول حقيقة مرضه، جاءت واقعة توزيع  أنصار الحزب من سكان الضاحية الجنوبية –عاصمة النفوذ للحزب-  الخبز والماء مجاناً بنية شفاء حسن نصرالله، كدلالة على تدهور الحالة الصحيّة له.

وتداولت وسائل التواصل فيديو ظهر فيه فتيان وشبان يوزعون ربطات خبز وعبوات مياه على بسطات في الشوارع، وظهرت على بسطة منها لافتة كرتونية كتبت عليها عبارة: "على حب السيدة الزهراء لشفاء السيد حسن"، وحملة التوزيع رافقتها أناشيد شيعية تبث من مكبرات صوت على البسطات.

من جهته قال فادي عكوم المحلل السياسي اللبناني إنّ ما يجري في الضاحية الجنوبية معقل نفوذ حزب الله، من حملات التبرع والدعوات لزعيم ميليشيا حزب الله، إنما تكشف مدى التوتر الحاصل بسبب مرضه، لافتًا أن الأمر في طهران بلا شك أكثر قلقًا على صحة الرجل الأول خارج إيران خدمة لمشروعها، والذي حوّل بيروت إلى محافظة إيرانية تدور في فلك الولي الفقيه، راهنًا مقدراتها ومستقبلها بأوامر المرشد الإيراني.

وشدد عكوم على أن خروج نصرالله العلني الأخير على قناة المنار، لم يُغلق ملف مرضه، أو الخوف على مستقبل الميليشيا ومن يمكن أن يحل محل نصرالله.

ويرى عكوم أن هناك أسماء بعينها يُعتقد أنها الأقرب إلى خلافة نصرالله، وهم بالتحديد: نعيم قاسم وهو نائب الأمين العام لحزب الله، والذي تربطه علاقة وثيقة مع نظام الولي الفقيه في طهران وواحد من المحسوبين على الحرس القديم في حزب الله، لافتًا أن نعيم قاسم سبق أن تخطاه نصر الله ووصل لقيادة الحزب رغم أن قاسم كان يتولى المنصب الذي يشغله حالياً.

وتابع المحلل السياسي اللبناني أن الشخصيّة الثانية المرشحة بقوة لخلافة نصرالله هو هاشم صفي الدين -رئيس المجلس التنفيذي- وابن عمة نصر الله، وهو على احتكاك مباشر مع المؤسسات الرسمية الإيرانية لكونه المسؤول التنفيذي للحزب والمتابع المباشر للملفات المؤسساتية، وهو محسوب على تيار الأمن في الحزب، وهو أكثر الناس شبهًا بحسن نصرالله خطابةً وشكلًا، لافتًا إلى إدراج الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية صفي الدين في عام 2017، على القائمة السوداء للإرهاب، على خلفية مسؤوليته عن عمليات لمصلحة الميليشيات في أنحاء الشرق الأوسط وتقديمه استشارات حول تنفيذ عمليات إرهابية.

أما الشخصية الثالثة فيرى عكوم أن ابن محافظة البقاع، ومستشار الشؤون العسكرية لحزب الله فؤاد شكر، هو المرشح الثالث لخلافة إرث حزب الله، منوهًا أن شكر يشغل عضوية المجلس الجهادي، وهو أعلى هيئة عسكرية بالحزب، وقد تولى قيادة قوات حزب الله في سوريا خلفًا للقيادي السابق مصطفى بدر الدين الذي قُتل في عام 2016.

وتابع المحلل السياسي اللبناني أن شكر موجود على قائمة العقوبات الأمريكية، وكذلك على قوائم الإرهاب في المملكة العربية السعودية، منذ عام 2015 بسبب تورطه في نشر الفوضى وعدم الاستقرار وشن هجمات إرهابية، كما وضعت وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2017 مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار للحصول على معلومات عن فؤاد شكر، سواء الإدلاء بمكانه أو معلومات تؤدي إلى اعتقاله أو إدانته.

وخلال الساعات الأخيرة عاد حسن نصرالله إلى الظهور بمناسبة الذكرى الـ30 لتأسيس قناة "المنار" ولفت بأن لبنان تعاني من أزمة محروقات وقد نضطر إلى استيراد النفط من إيران.