نادرون

من جمعتهم المحبة في الله

منى المسلماني

  • 1437

يمر في حياتنا الكثير من الأشخاص في أيام الدراسة بداية من الفصل الدراسي انتهاء بالجامعة، ثم سنوات العمل مع زملاء المهنة والوظيفة، يقابلك جيران الشارع والمنطقة بل والشقة التي بجانبك في نفس العمارة 

بل وحتى أوقات السفر والتنزه في الحدائق وأماكن التسوق والسوبرماركت 

قد ننشئ علاقة عابرة بين أشخاص، والآن مع طفرة التكنولوجيا الحديثة أصبحت وسائل التواصل تجعلنا كأننا نعيش كلنا داخل بيت صغير مهما بعدت المسافات بيننا، ما أدى لزيادة عدد الأشخاص الذين يقابلونك في حياتك وتتعرف عليهم.

لكن يظل كل البشر واقفون على حدود مسافة واحدة منك إلا أصناف معينة لا يستطيع الإنسان تجاههم إلا أن يقربهم من قلبه ويكسر حاجز المسافات بينه وبينهم. 

إنهم أولئك الأشخاص الذين يشعرون بآلامك وأحزانك وقت الشدة والأزمات، أولئك الذين يتفقدونك بل ويواسونك بالأفعال والكلمات، أولئك الذين يشعرونك بأنك منهم وهم منك، أن حياتك تخصهم قبلك، أولئك الذين يتركون ما في أيديهم ليتحدثوا معك، أولئك الذين يدعون لك بظهر الغيب، أولئك الذين لا يشعرون تجاهك بالحسد والغيرة والحقد والغل. 

أولئك الذين يحبون لك الخير كما أحبوه لأنفسهم، ويساعدونك في تحصيله وحيازته لنفسك، هم من يذللون لك العقبات وييسرون لك المهمات لنيل أعلى المقامات والدرجات، هم من يتعاملون مع ضعفك وعجزك ونقصك وفقرك وذنبك وتقصيرك على أنك بشر، ومن ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط! فيظلون بقربك وبجانبك ولا يبيعون ودك ولا ينسون إحسانك في لحظات إساءتك وتقصيرك تجاههم، بل يلتمسون لك العذر ولا يدعونك تحدثهم عن أعذارك أو تبرر لهم أن تقصيرك في حقوقهم غير متعمد.

أولئك الصفوة من البشر قليلون بل نادرون، لكن كلما اجتمعا اثنان حول رباط الحب في الله ولله ستجدهم وبكثرة، وكلما اجتمعا لمصلحة دنيوية أو أهواء شخصية حتما سيفترقون، فاللهم ارزقنا حبًا في الله خالصًا لوجهك الكريم.