وأما اليتيم فلا تقهر

  • 167

كانت أمنية حياتي ومازالت أن أكفل يتيما .. لا أن أكفله ببضع جنيهات أرسلها له في بداية كل شهر مغلفة ببضع وريقات عارية من أي إحساس ..
أردت أن أكفله في بيتي ,, أكفله حبا وحنانا وتربية وإهتمام ...

شاهدت فيديو اليوم أدمع قلبي قبل عيني ... فيديو لمدير #دار_مكة للأيتام ينهال ضربا على الأطفال الصغار لمجرد أنهم أداروا جهاز التلفاز اللعين .. تجمعوا في ركن من أركان الغرفة كل ينتظر دوره في الضرب ,, لم يكتف بأنهم حرموا من أمان الأب وحنان الأم بل أراد أن يزيد من معاناتهم ويذيقهم الإهانة ويسلب منهم ابسط حقوقهم في هذه السن الصغيرة وهي اللعب وارتكاب الأخطاء البسيطة !!

نعم أنا أزعم أن ارتكاب الأخطاء من حقوق الأطفال ... إذا لم يخطئ وهو طفل فمتى يخطئ ؟؟!! كيف يتعلم الصواب من الخطأ إذا لم يجرب بنفسه ويخطئ مرات فننبهه ونفهمه بلطف ورفق ويصيب مرة فنجازيه ونثيبه

ولهذا تجاوز الله تعالى عن أخطاء الصغار فلا يحاسبهم عليها فهم لا يأثمون عند الخطأ وتكراره مرات ,,, فالصبر عليهم ضرورة تربوية ومجتمعية
ألا يستشعر هذا أن الله وضع بين يديه أمانه فضيعها بقسوته هذه عليهم ؟!!

تعاهدوا دور الأيتام بالزيارة ... ليس المقصود أن تراهم ويرونك فقط .. بل المقصود أن تغمرهم عطفا وحنانا ... أن تربت على تلك القلوب المجروحة .. أن تشاركهم أحلامهم وطموحاتهم .. أن تتعاهدهم بالرعاية دوما ... فأحب الأعمال عند الله أدومها و إن قل .. حتى إن لم تجد معك من المال مايكفي لشراء بعض الألعاب لهم أو الملابس الجديدة فابتسامتك من القلب تخترق قلوبهم تكفي ,, جلوسك معهم وأنسهم بك يكفي ,,, شعورهم أنك خصصت من وقتك وقتا لهم يكفي ..لا تتراجع عن عمل خير بسبب قلة الموارد .. فأنت تتعامل مع الروح فيهم لا البدن فقط .

مشكلة الفيديو أنها أظهرت الحقيقة التي نعرفها جميعا عن معظم ملاجئ الأيتام ,, أظهرت أمامنا إهمال دولة وقسوة مجتمع ,,, أظهرت لنا كم أصبحنا بعيدين عن هدي النبي في المعاملة والوصايا .. برغم أن الدولة قديما خصصت يوم في السنة وأسمته " يوم اليتيم " إلا أنني كنت ومازلت ضد فكرة تخصيص يوم في السنة لليتيم نراه فيه ونزوره .. نهدي إليه بعض الألعاب والإبتسامات المتكلفة ونتصور معه من أجل " الشو الإعلامي " .. وأنساه العام بأسره !!

نحن أصحاب دين عظيم وصانا باليتامى في القرآن والسنة النبوية الشريفة ... بل رفع منزلة كافل اليتيم ليكون رفيق رسول الله في أعلى الجنان
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلًا " .
بعد رؤيتي لهذا الفيديو لا أجد أن سؤال " لماذا أطفال الشوارع في إزدياد ؟ " أصبح منطقيا!!
اللهم اغفر لنا تقصيرنا