• الرئيسية
  • الأخبار
  • درعا تسطر تاريخًا من النضال والمقاومة.. محللون: أظهرت ضعف النظام.. والاتفاق الروسي كشف ما يحدث على أرض الواقع

درعا تسطر تاريخًا من النضال والمقاومة.. محللون: أظهرت ضعف النظام.. والاتفاق الروسي كشف ما يحدث على أرض الواقع

  • 74

درعا تسطر تاريخًا من النضال والمقاومة 

محللون: أظهرت ضعف النظام.. والاتفاق الروسي كشف ما يحدث على أرض الواقع

كتب- عمرو حسن

لطالما صمدت درعا -المدينة السورية التي تقع في جنوب غرب سوريا وتمتد حتى حدود الأردن- في وجه عدوان بشار الأسد وعائلته، ورفضوا حكم آل الأسد للبلاد، وكانت المدينة الباسلة مهد الثورة السورية، وتَحمّل أهلها بطش نظام بشار الأسد والقصف والصواريخ والبراميل المتفجرة.

ورغم ما آلت إليه الأوضاع من انهيار أحلام الثورة، والتخلص من بشار وحاشيته، بل والمعاناة التي بات يعيشها السوريون في الداخل والخارج، وتحكم النظام السوري الآن في المدينة، إلا أن أهل درعا وشبابها لا زالوا يسطرون نماذج مشرفة للمقاومة السورية، فهم أول من احتجوا ورفضوا تماثيل حافظ الأسد في ميادين درعا، وشهدت المدينة تظاهرات حاشدة، واليوم يكتب أهالي درعا والمقاومة بداخلها؛ تاريخًا مشرفًا يشهد بشجاعتهم وقوة بأسهم ونجاحهم في صد ميليشيات بشار وأعوانه الفرس.

بداية القصة

منذ تدخل روسيا وإيران في المشهد السوري تحول الواقع الذي كان قريبًا من سقوط بشار الأسد ونظامه، ونجاة الثوار والشعب السوري على الظلم والظلام، إلى قوة لنظام بشار وقمع الثورة وقتل السوريين، وطرد المزيد منهم للخارج، هنا بدأت روسيا بقوتها العسكرية والسياسية في إسقاط المعارضة والثوار تدريجيًا عبر الاتفاقيات والتهجير نحو محافظات الشمال السوري وعلى رأسها إدلب، ولما جاء دور درعا والمحافظات المجاورة لها، خرجت بعض قوى المعارضة السورية نحو الشمال، وبقى البعض الآخر وارتضى العيش في بيته تحت حكم الأسد، وكان الاتفاق ألا تدخل قوات بشار الأسد وميليشيات إيران إلى قرى درعا القديمة أو ما تسمى "درعا البلد"، وأن من يدخل إلى درعا، أو يكون مسئولًا عن الأمن هم أهل درعا المؤيدون والمتعاونون مع الجانب الروسي، وبالطبع لم يكن هذا الاتفاق يرضي بشار أو حلفاءه الإيرانيين، إلا أنهم لم ولن يستطيعوا معارضة روسيا التي كانت تدير الاتفاقيات مع المعارضة والمجتمع الدولي.

رفض درعا المشاركة في الانتخابات

رفضت درعا المشاركة في انتخابات نظام بشار الأخيرة، بل ومنعت دخول صناديق الاقتراع للمدينة، ولم تكن وحدها التي أقدمت على ذلك، فهناك 9 محافظات من أصل 14 محافظة رفضوا الانتخابات ورفضوا دخول الصناديق، إلا أن درعا لها ماضٍ يكرهه النظام السوري ومعاونيه ، كما أن درعا هي مهد الثورة، وهي أيضًا المحافظة الأضعف من حيث العدد وقوة السلاح بها؛ لهذا ارتأى النظام أنه حان التخلص من أهل درعا ؛ ومن هنا جاءت بداية القصف والحصار.

من يحاصر درعا؟

تحاصر درعا الفرقة الرابعة في ميليشيات بشار الأسد، التي يقودها ماهر الأسد المعروف بولائه لإيران ومعارضته لروسيا، كما تشارك في الحصار فصائل محلية مسلحة مدعومة من إيران وهي التي تهيمن على جنوب سوريا الآن.

موقف بشار

لا موقف لبشار الأسد؛ فهو في قضية درعا مشاهد كبقية سكان العالم، حتى أنه لا يستطيع أن يدلي برأي، فولاؤه كأخيه لإيران، ولكنه لن يقدم على إغضاب روسيا لأنه لا يتحمله؛ وبالتالي فهو صامت ولن يمنع حصار درعا، كما أنه لن يجاهر بعداء موسكو.

موقف روسيا

موسكو هي التي عقدت الاتفاق مع أهل درعا، كما أن أبناء المدينة متعانون بشكل ما معهم؛ وبالتالي فروسيا ترفض حصار درعا، كما أنها لم تتدخل لإنقاذهم، وتترك الأمر كما هو لأن انتصار ماهر الأسد وميليشيات العلويين على أهل درعا يعني أمرين الأول التخلص من كل المعارضة؛ وبالتالي اقتراب الاعتراف الدولي ببشار الأسد، والثاني خلو درعا من أي معوقات لعودة العلاقات السورية الأردنية، ودرعا هي المحافظة الأقرب للأردن التي يقع فيها المعبر الذي يربط سوريا بالأردن؛ مما قد يساعد في اعتراف أردني بنظام الأسد.

وفي ذلك السياق، قال تيسير النجار، رئيس الهيئة العامة لشؤون اللاجئين السوريين في مصر، إن منع درعا لدخول صناديق الاقتراع للمدينة كان تحديًا أظهر ضعف النظام، وكسر شوكته؛ مما جعله سببًا رئيسيا لانتقام النظام، ومحاولة التخلص من أهل درعا، إلا أن شجاعة ومقاومة درعا أثبتت موقفًا مغايرًا، مضيفًا أن الاتفاق الروسي مع درعا بمنع دخول النظام للمدينة كان حلقة أخرى نحو إظهار السلطة غير الحقيقية للنظام.

وأكد النجار، في تصريح "خاص"، أن محافظات درعا والقنيطرة والسويداء رفضوا دخول صناديق الاقتراع، إلا أن النظام رأى أن درعا هي المنطقة الأضعف "العدد والتسليح"، لافتًا إلى أن أهل درعا كانوا متضامنين ومتحدين في مواجهة ماهر الأسد وميليشيات الفرقة الرابعة السورية، وأسروا العشرات منهم ومن الإيرانيين، وكذلك قتلوا 28 علويًا.

وأشار إلى أن ماهر الأسد وميليشيات طهران يحاولون تخريب اتفاق روسيا مع أهل درعا والمحافظات، إلا أن بسالة شباب درعا تحول دون ذلك،  مشددًا على أن أهل الدرعا الذين يقرب عددهم 55 ألف سوري يرفضون تسليم أهالي درعا الـ15 الذين قتلوا ميليشيات إيران دفاعًا عن أنفسهم وعن أهاليهم ومنازلهم، حتى لو نتج عن ذلك تهجير كل أهل درعا للشمال السوري.

وأوضح المعارض السوري أن حصار إدلب والهجوم عليها يتم بكل أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة عدا الطيران، وأن المقاومة في درعا لا تتبع أحدًا وكلهم سوريون، مؤكدًا أن بشار الأسد لا سلطة له بين الطرفين، وأنه يؤيد إيران لكن لا يستطيع أن يخسر دعم روسيا، مختتمًا تصريحه أن كل الأحرار الشرفاء يدافعون عن درعا.