• الرئيسية
  • الأخبار
  • أوائل الثانوية الأزهرية لـ "الفتح": لولا توفيق الله ما كنا..وبركة القرآن الفيصل في تحقيق أي نجاح

أوائل الثانوية الأزهرية لـ "الفتح": لولا توفيق الله ما كنا..وبركة القرآن الفيصل في تحقيق أي نجاح

  • 10

أوائل الثانوية الأزهرية لـ "الفتح": لولا توفيق الله ما كنا

عبد العزيز: علاقة الفرد بالله وبركة القرآن الفيصل في تحقيق أي نجاح

عبد الفتاح: الواقع يكذب المدعين أن مناهجنا معقدة.. وهوايتي القراءة والشعر

تقرير – محمد علاء الدين

"لولا توفيق الله ما كنا" كانت هذه الكلمة المشتركة التي أجمع عليها أوائل الثانوية العامة الأزهرية، وهي كلمة السر في مشوار الثانوية الأزهرية الطويل.

في البداية، قال محمد محمد حسن، الأول مكرر علمي على مستوى الجمهورية، إن نجاحه في اجتياز الثانوية الأزهرية يعود إلى والديه بعد المولى -عز وجل-، مؤكدًا أنهما أهم عامل مؤثر في نجاحه.

وأوضح "حسن" في تصريحات خاصة لـ "الفتح"، أنه بدأ مذاكرته تدريجيًا إلى أن وصل إلى أصعب فترة ما قبل الامتحانات؛ فقد شعر بالتعب والملل إلا أن إرادته كانت أكبر من أي عائق.

ولفت إلى أن الثانوية مشوار طويل لكنه ليس صعبًا، وكل مجتهد سيجني ثمرة اجتهاده، داعيًا جميع  الطلاب إلى التخلي عن أي مؤثرات خارجية وخاصة الضغوط النفسية.

من جانبه، قال محمد تامر المرزوقي، الأول مكرر علمي على مستوى الجمهورية، إن المجموع الذي حصل عليه يعود إلى سبب واحد فقط وهو توفيق المولى -عز وجل- وليس باجتهاد منه، مشيرًا إلى أن المعارك التي خاضها المسلمون في قديم الزمان وانتصروا فيها رغم أن أعداد أعدائهم تفوق عشرات المرات، لم تكن لبراعة القائد ولا لقوة الجنود وإنما بسبب توفيق الله -عز وجل- لهم.

وأكد المرزوقي في تصريحات خاصة لـ "الفتح"، أنه توكل على المولى -عز وجل- آخذًا بالأسباب، موضحًا أن استحضار المعلومات التي ذاكرها طوال العام خلال الامتحان إنما هي من توفيق المولى -سبحانه وتعالى- له.

وعن ساعات المذاكرة التي كان يقضيها، قال: "مذاكرتي كانت عادية مثل أي طالب، تزيد في أحيان وتقل في أوقات أخرى؛ مذاكرتي كانت طبيعية مثل أي طالب".

أما أحمد بلال عبد العزيز، العاشر علمي على مستوى الجمهورية، أكد أن بركة القرآن وعلاقة الفرد بالله الفيصل في تحقيق أي نجاح.

وقال عبد العزيز في تصريحات خاصة لـ "الفتح": "كنت أبدأ يومي بالمواظبة على أداء صلاة الفجر ثم أقرأ وردي من القرآن الكريم وأبدأ مذاكرتي، ولو في دروس خلال اليوم كنت أحضرها ثم أعود لأنهي مذاكرتي".

وأوضح العاشر علمي على مستوى الجمهورية أنه يكفي بالعلم شرفًا أن يدعيه من ليس بأهله، وكفى بالجهل عارًا أن يتبرأ منه من هو فيه، لافتًا إلى أنه يرغب في دخول كلية الطب، وإن لم يوفق يسعى لدخول كلية علوم القرآن الكريم.

وفي هذا الشأن، أرجعت أريج عبد الفتاح أحمد، الثاني أدبي على مستوى الجمهورية، سبب تفوقها إلى حفظها القرآن الكريم في وقت مبكر، قالت: "حفظت القرآن الكريم منذ أن كان عمري أربع سنوات بتوفيق من الله -عز وجل-، وواظبت على الاجتهاد حتى حصلت على مراكز متعددة الأولى في الصف السادس الابتدائي، والأولى في الصف السادس الإعدادي على المعهد، حتى أكرمني الله بالحصول على المركز الثاني في الثانوية الأزهرية". 

وعن سؤالها أن المناهج الأزهرية صعبة، قالت: "الواقع يكذب المدعين أن مناهجنا معقدة؛ بل ولله الحمد كنا نمارس حياتنا وهواياتنا بشكل طبيعي".

وقالت أمامة وسام محمد، الرابع أدبي على مستوى الجمهورية: "الحمد لله على مدار ثلاث سنوات كنت الأولى على المعهد، وقد أكرمني الله بحفظ كتاب الله منذ عام، ومواظبتي على قراءة القرآن بشكل يومي أكسبتني البركة وكان نتاجها هذا العام أن تصدرت قائمة العشر الأوائل على مستوى الجمهورية".

وعن المواهب التي تتقنها "وسام"، أوضحت أنها تعشق القراءة وخاصة شعر المتنبي وغيره، مؤكدة أنها حرصت هذا العام على حضور معرض الكتاب الدولي.

واتفقت مروة سعيد محمد، السادسة أدبي على مستوى الجمهورية، مع أمامة في أن القرآن الكريم كان السبب الرئيس في تصدرها قائمة الأوائل؛ فقد قالت: "ختمت القرآن في الصف الثالث الإعدادي، وقد كان له أثر كبير في حياتي وتنظيمها، وقد أنعم الله -عز وجل- بعد مجهود جبار بالتفوق في الثانوية الأزهرية".

ولم تقف قائمة الشرف عند أوائل القسم الأدبي والعلمي، فذوو الاحتياجات الخاصة، كان لهم نصيب وافر، ومن بين هؤلاء التقت "الفتح" الطالبة علياء ياسر أنور، الحاصلة على المركز الثاني "مكفوفين".

وعن نجاحها، قالت "ياسر" إنها كانت تطمع في الحصول على المركز الأول إرضاءً لوالديها، مؤكدة أن الإعاقة تتمثل في إعاقة الإرادة، أما فقدان البصر فلم يكن يومًا عائقًا أمام تحقيق آمالها". 

وشددت على ضرورة إرضاء الوالدين فهم سر التفوق بعد إرضاء المولى -عز وجل-، لافتة إلى أنها تطمح في دخول كلية الدراسات الإسلامية قسم شريعة وقانون، وأن تكون معيدة بقسم الشريعة".

ومن المواقف التي توقفت عندها حينما نسبت الطالبة  حديثًا بالخطأ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- تدخل أحد الحاضرين مسرعًا بالتصحيح لها أنه أحد أبيات شعر المتنبي، وليس حديثًا؛ فاكتشفت أنه أحد أقاربها ومعلمها، فقالت: "أعتذر لك شيخي اختلط علي الأمر"، وعقب انتهاء الحوار طلبت مني حذف تلك الفقرة، فتدخل والدها مسرعًا لا تحذف تلك الفقرة، أخطأت فصححنا لها، وحق أن ينشر الموضوع كاملًا.

استوقفتني تلك التربية رغم العوائق الكبيرة أمام الوالد –فاقد البصر– والفتاة التي تحدت إعاقتها لتتصدر قائمة الأوائل؛ هذا الموقف وغيره كفيل أن يعيد تفكير الآباء والمربين نحو التعليم الأزهري.