رغم "كورونا" والتغير المناخي.. الحاصلات الزراعية تحقق رقمًا قياسيًا

  • 30

كتب- عمرو إبراهيم 

حققت الصادرات الزراعية صعودًا ملحوظًا خلال الفترة الماضية بالتزامن مع تفشي فيروس "كورونا"، وما فرضه من حالة غلق جزئي أو كلي لبعض الدول، سبق ذلك أن توسعت الحكومة في المشروعات القومية  في مجال الزراعة وفتح أسواق جديدة، وتوزعت صادرات المحاصيل الزراعية ما بين محاصيل طازجة ومجمّدة أو مصنّعة.

وحسب معلومات مجلس الوزراء، زاد إنتاج الخضروات خلال العام المنصرم 2020 بنسبة 88.9% بقيمة 25.5 مليون طن، محققة الاكتفاء الذاتي، كما زاد إنتاج الفاكهة بنسبة 42.7% عام 2020، وقفز إنتاج المحاصيل السكرية 20%، وزاد إنتاج 4.2% مسجلاً 24.8 مليون طن عام 2020، تلته البقوليات بنسبة 2%.

ورغم نتائج جائحة "كورونا" التي ضربت العالم إلا أن "جيش مصر الأخضر" واصل العمل في المزارع والحقول، وهو ما يثبت مرونة وقوة القطاع، مدونًا رقمًا صعبًا في حجم الصادرات الزراعية التي سجلت 4.5 ملايين طن، استطاعت النفاذ إلى جميع أسواق العالم منذ مطلع العام الجاري وحتى 18 أغسطس المنقضي.  

من جانبه، أشار السيد القصير، وزير الزراعة، إلى أن الصادرات الزراعية بلغت نحو350 منتجًا متنوعًا لـ 150 دولة حول العالم، بزيادة 14% مقارنةً بالعام الماضي، موضحًا أن مصر احتلت مركزًا متقدمًا للغاية في تصدير الموالح على مستوى العالم.

ورغم ذلك توجد صعوبات وتحديات تواجه قطاع الإنتاج الزراعي، من أهمها التغير المناخي، ونقص المياه؛ وهو ما يستلزم أن نكون أكثر وعيًا وتحسبًا للنتائج التي من الممكن أن تحدث جراء ذلك، وفي مقدمتها نقص الإنتاج وارتفاع الأسعار، فضلاً عن الأعراض الأخرى التي قد تصيب النباتات أو المحاصيل أو حتى أشجار الفاكهة. 

قال سعيد شعبان، تاجر فاكهة، إن أسعار الفاكهة ارتفعت هذا العام مقارنة بالعام الماضي خاصة لمحصول المانجو، حيث تراوح السعر ما بين 20-60 جنيهًا للكيلو حسب النوع والصنف ودرجة الجودة، فأصناف العويس تختلف عن سعر الفص والسكري والإسمعلاوي، مرجعًا ذلك إلى انتشار العفن الهبابي في مزارع المانجو.

بينما لفت عبد الله زين الدين، الخبير الزراعي وعميد كلية الزراعة الأسبق بالإسكندرية، إلى أن تقلبات درجة حرارة الجو تسببت في انخفاض بعض محاصيل الفاكهة من بينها المانجو والموز؛ وهو ما أثر بطبيعته على العوامل الاقتصادية، مطالبًا أن تكون الزراعة على مسافات واسعة، وتقليل الارتفاعات بين الأشجار فضلاً عن الاعتدال في الري.

وأرجع المهندس طارق زكي، وكيل مديرية الزراعة بمحافظة الإسكندرية، سبب ارتفاع أسعار المانجو إلى العفن الهبابي الذي أصاب قطاعًا عريضًا من المزارع، متأثرًا بالعوامل الجوية وعرّض الثمار والأفرع والأغصان للاحتراق.

وأضاف زكي أن المديرية عملت على زيادة مقاومة الأشجار للعوامل البيئية، وذلك من خلال تحسين الجودة، وزيادة النمو، وتنشيط الاستثمار الزراعي.

وأوضح زكي أنه تم إنشاء مشروع يضم أكثر من 50 فدانًا، سيتم من خلاله تجربة درجة الحرارة، وانتشار الفطريات، ومعدل التسميد والرش، وقياس ذلك على أصناف ستتم دراستها تمهيدًا للاستفادة منها وتجربتها على نطاق أوسع لتقليل عوامل الاحترار أو التغير المناخي.

وكشف رائف تمراز، وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب السابق، أن قطاع الصادرات الزراعية حقق بالفعل طفرة من العائدات، بعد علاج متبقيات أو أمراض فطرية أو بكتيرية في الثمار أو الخضروات المصدرة للخارج؛ ما يعني أنها قد تكون أحد الروافد المهمة للاقتصاد القومي، التي قد تغنينا عن الاقتراض الخارجي.

ولفت إلى أن الاهتمام بعمليات ما بعد الحصاد أو الجني من عمليات الفرز والغسيل، أو التجفيف والتعبئة، أعطى القيمة المضافة للصادرات الزراعية.

بينما أرجع عبدالحميد الدمرداش، رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، الزيادة في الصادرات الزراعية خلال العامين الأخيرين إلى انضمام أسواق جديدة وصلت 30 سوقًا، حول العالم رغم تفشي وانتشار أزمة كورونا، فضلاً على أن عامل التكويد الخاص بالحاصلات ساعد في تحقيق شروط الاتحاد الأوروبي وأسواق آسيا بشأن متبقيات المبيدات، وهو ما أسهم في زيادة الصادرات بصورة ملحوظة.