• الرئيسية
  • الأخبار
  • إمام وخطيب الجامع الكبير بموسكو لـ"الفتح": معدلات انتشار الإسلام كبيرة جدًا.. وهو أكثر الأديان توغلًا في العالم

إمام وخطيب الجامع الكبير بموسكو لـ"الفتح": معدلات انتشار الإسلام كبيرة جدًا.. وهو أكثر الأديان توغلًا في العالم

  • 31


إمام وخطيب الجامع الكبير بموسكو لـ"الفتح":

معدلات انتشار الإسلام كبيرة جدًا.. وهو أكثر الأديان توغلًا في العالم

الإلحاد دمّر روسيا.. و"داعش وبوكو حرام" جماعتان إرهابيتان شوهتا صورة الإسلام

حوار – أحمد عبد القوي

قال الدكتور زين الدينوف بن رستم جان، إمام وخطيب الجامع الكبير في موسكو، إن الدعوة الإسلامية في روسيا تنتشر بقوة رغم وجود الإلحاد الذي دمر روسيا –على حد قوله-.

وأضاف خطيب الجامع الكبير، أن الإسلاموفوبيا والجماعات التكفيرية من أبرز التحديات التي تعيق الدعوة الإسلامية في دول أوروبا، ويستخدمها الإعلام الغربي.. وإلى نص الحوار:


- في البداية نريد أن نتعرف بك؟

أنا اسمي زين الدينوف بن رستم جان،  تخرجت في كلية التربية، قسم اللغة العربية، بجامعة الأزهر بالقاهرة، ثم درست الفقه وأصول الفقه، بمرحلة الدراسات العليا والماجستير، وقد تعلمنا الكثير من الأزهر الشريف، ونعمل على توصيل رسالة الدعوة الإسلامية إلى المسلمين في روسيا.

- ما هو عملك؟

أنا إمام وخطيب جامع موسكو.

- وهل موسكو بها جامع واحد؟

لا، موسكو بها 3 مساجد صغيرة، ومسجد واحد جامع كبير، يصلي بالمسجد 13 ألف فرد، يمتليء بالمصلين، يعمل به 4 أئمة اثنان منهم من خريجي جامعة الأزهر الشريف، وآخران من خريجي الجامعة الإسلامية بالمملكة العربية السعودية.

- حدثنا عن أحوال الدعوة الإسلامية في روسيا؟

الدعوة الإسلامية في روسيا وجميع بلاد أوروبا قوية جدًا رغم وجود العديد من التحديات؛ وهذا أمر طبيعي لأن انتشار الإسلام وانتصاره وعد من الله سبحانه وتعالى، قال الله عز وجل: "إن الدين عند الله الإسلام"، وقال سبحانه وتعالى: "وكان حقًا علينا نصر المؤمنين"، فالإسلام هو أكثر الأديان انتشارا، وأسرعها انتشارا بدون وجه للمقارنة بينه وبين أي أديان أخرى، حيث أنه دين الفطرة التي خلق الله سبحانه وتعالى الناس عليها، قال النبي صلى الله عليه وسلم، كما في الحديث الشريف الذي رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه قال: قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ما مِن مَوْلُودٍ إلَّا يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ، فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ، كما تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِن جَدْعَاءَ"، ثُمَّ يقولُ أبو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}.

فالإسلام دين الفطرة التي تخاطب العقول والقلوب؛ ولذلك أعداد من يأتون إلينا في الجامع الكبير لإعلان إسلامهم حتى الآن تتزايد يوما بعد يوم من جميع الديانات، من اليهود والنصارى، بل ومن الملاحدة أيضا؛ ولذلك أنا أنصح الجميع ألا يقلق أحد من المستقبل القريب للإسلام والمسلمين؛ لأن الإسلام سينتصر بنا أو بغيرنا، ولكن لا بد أن يعمل الجميع لنصرة الإسلام والمسلمين.

كما أنصح البلاد العربية والإسلامية بنشر الدعوة الإسلامية في العالم عن طريق الإنترنت؛ لأن الأزهر الشريف مؤسسة عريقة، لكن من المستحيل أن يستوعب الأزهر جميع أبناء المسلمين في العالم، لا سيما في ظل أجواء فيروس "كورونا" الذي كان سببا في توقف الرحلات العالمية، وحركة التنقلات، بالإضافة إلى انهيار الاقتصاد الذي يؤثر بالسلب على أحوال الجميع من المسلمين وغير المسلمين. 

- ماذا عن روسيا والأوضاع الدينية بها، وهل مسموح للمسلمين بإقامة شعائر دينهم؟

الإسلام هو أبرز الأديان في روسيا؛ لأن روسيا ينتشر فيها الإلحاد كما هو معلوم، بل إن الملاحدة دمروا روسيا، وضيعوا الشباب، فأصبحت معدلات الانتحار في ارتفاع مستمر، وكذلك نسب إدمان المخدرات أصبحت كبيرة جدا لأن الدين في الحقيقة صمام أمان للفرد، والوازع الديني له أثر كبير على الشخص وحفاظه على حياته.

أما عن إقامة شعائرنا الإسلامية، فهي الحمد لله مسموح بها؛ وهذا لا يعني أننا لا نواجه أي مضايقات، لا. نواجه بعض المضايقات، لكن بالصبر والعمل تذوب هذه التحديات بإذن الله.

- ما هي أبرز هذه المعوقات؟

المعوقات كثيرة، لكن هناك تطرف شيوعي موجود داخل روسيا وبقوة، وهذا له أثره في وسائل الإعلام الرسمية والغير رسمية، بل له أثره أيضا على الحكومات، كذلك من المعوقات أيضًا ظاهرة الإسلاموفوبيا، التي تتنامي بشكل واضح في روسيا وغيرها من بلاد أوروبا، كما أن من أبرز هذه المعوقات الجماعات المتطرفة مثل "داعش، وبوكو حرام" وغيرهما من الجماعات التكفيرية التي تنشر صورة سيئة عن الإسلام والمسلمين، وللأسف يكون لأفعالهم الإجرامية أكبر الأثر في بلاد أوروبا، حيث تستخدمها وسائل الإعلام الأوروبية للمتاجرة بها.

- هل روسيا تعترف بشهادة جامعة الأزهر الشريف؟

لا، لا تعترف روسيا بالشهادة الأزهرية، ولا غيرها من الجامعات في مصر، لا بد من تقديم طلب للمعادلة واعتماد الشهادة، إن كانت تتوافق مع المناهج الروسية فيتم اعتمادها.

أما دور الأزهر عندنا فهو دور عظيم، فأنا أحد أبناء الأزهر، والحمد لله جعلني الله سببا في إيصال الدعوة الإسلامية في موسكو وأنحائها، وقد شاركت في مؤتمرات في إندونيسيا وغيرها من دول في بلاد شرق آسيا، ورأيت ملايين من الطلاب الذين تخرجوا من جامعة الأزهر الشريف.

- كيف ترى دور مصر؟

نحن دائما ما ننظر إلى مصر، كونها قلب العالم الإسلامي، فنتعلم منها، ومن تاريخها الكبير في خدمة الإسلام والمسلمين، ومن علمائها، ونسافر من بلادنا لطلب العلم فيها، وهي محفوظة بإذن الله سبحانه وتعالى.