خاص.. طهران تنهب نفط بغداد وبيروت.. (تقرير)

  • 70

طهران تنهب نفط بغداد وبيروت

إيران تبيع البترول للأسد مقابل تملك العقارات السورية وعقود الاستثمار طويلة الأجل

وميليشيا حزب الله تمول أنشطتها الإرهابية بأرباح مبيعات النفط اللبناني بسوريا

تقرير- عمرو حسن

باب أخر من الأبواب التي تدفعها إيران بالحيلة والمكر للسيطرة على الثروات السورية، وتملك العقارات، وتوريط نظام بشار الأسد باتفاقيات وتعاقدات استثمار طويلة الأجل لا حصر لها، تسلك طهران دروبًا عدة لتحقق مزيدًا من الأهداف عبر إمداد المدن السورية بشحنات لا تتوقف من الوقود والمحروقات العراقية واللبنانية، وكثير من المخزون النفطي الإيراني نتيجة العقوبات الأمريكية.

إيران تتحايل على العقوبات الأمريكية المفروضة عليها منذ العام الماضي 2020، على حظر تصدير النفط، وتبيع نفطها إلى نظام الأسد بمقابل مادي باهت، مقابل الكثير من عقود الاستثمار، وتملك المباني والعقارات السورية، والتمدد المذهبي الشيعي في بلاد السنَّة، بالإضافة إلى السيطرة على مصانع الطاقة والحبوب والمطاحن والفوسفات؛ وبالتالي تدعم إيران استراتيجيتها في سوريا، وتواصل خطة السيطرة على مستقبل سوريا.

وعلى الجانب الأخر يُصَدر الإيرانيين في العراق النفط للسوريين بأسعار مضاعفة عدة مرات، ويستغلون أزمات الشعب السوري، حيث دخل 39 صهريج محملة بالوقود إلى الأراضي السورية هذا الإسبوع قادمة من العراق، ودخلت عبر المعابر الخاضعة لسيطرة الميليشيات التابعة لإيران في الميادين والبوكمال بريف دير الزور، وهذا الأمر بتكرر كل أسبوع تقريبًا.

وبالرغم من أزمات الوقود المشتعلة في المدن اللبنانية ونقص المحروقات، يسرق "حزب الله" الميليشيا الإيرانية الحاكمة للبنان النفط ويبيعونه للسوريين بعشرات أضعاف الأسعار، عبر المعابر التي تسيطر عليها ميليشيات إيران

وفي ذلك السياق، قال عبد الرحمن ربوع، الخبير السياسي السوري، إنه مع تفاقم أزمة الوقود في سوريا منذ العام الماضي وحتى العام الحالي، نشطت العديد من الجهات المحلية والخارجية للاستفادة من أزمة نقص الوقود، وهم رجال أعمال وتجار مقربين وتابعين للمخابرات وأجهزة الأمن والحكومة السورية، وتجار ومهربين إيرانيين وعراقيين ولبنانيين، استغلوا حاجة الشعب السوري، وأزمة المحروقات ليبيعوا للسوريين النفط بأسعار مضاعفة.

وأشار ربوع في تصريح "خاص"، إلى أن مافيا النفط التابعة للميليشيات الإيرانية تجنى أموالا طائلة وغير مشروعة، وتتسبب تلك العمليات الغير مشروعة في استنزاف أموال السوريين، وبيع البترول بأضعاف سعره عشرات المرات، وتحقيق ثروات طائلة في ظل معاناة السوريين، مؤكدًا أن تلك العمليات الغير شرعية ينعكس أثرها على الغلاء الفاحش الذي تعيشه سوريا في أسعار كل شيء، وشلل تام في العملية الإنتاجية، والحياة المعيشية في مناطق سيطرة حكومة النظام.

وأوضح المعارض السوري كيف تتم عملية نقل النفط من إيران، وتهريبه من العراق ولبنان نحو الأراضي السورية، مشددًا على أن المهربين الإيرانيين يقومون عبر أليات معقدة، كشفتها وكالة "رويترز" منذ عدة سنوات عبر سفن بجنسيات مختلفة تنقل الوقود والبترول والنفط الخام عبر البحر من المدن الإيرانية والعراقية واللبنانية إلى المدن السورية بالتهرب من الرقابة على الملاحة الدولية.

ولفت الخبير السياسي السوري إلى أن ميليشيات إيران تنقل النفط من مكانها، وتتجه إلى أماكن قريبة من سوريا، وعند الوصول للحدود السورية، تغلق الميليشيات "الجي بي إس" الخاص بالسفن؛ لتنعدم الرقابة عليها، وتتجه للسواحل السورية وتفرغ الشحنات بسرعة وسرية تامة، وعندما تنتهي من نقل النفط تفتح "الجي بي إس" مرة أخرى بعدما تبتعد عن الحدود السورية.

وكشف المعارض السوري، أن صهاريج النفط تتجمع من العراق وتسافر إلى قرب الحدود السورية، وعند الموعد المحدد تدخل سريعًا إلى سوريا وتحديدًا بلدة البوكمال لأنها أقرب مكان لبلدة القائم العراقية، ويتم تخزين البترول في بلدة البوكمال السورية، ومن بلدة البوكمال يتم توزيع النفط وبيعه بأسعار فلكية، مضيفًا أن المحروقات اللبنانية يقوم "حزب الله" عبر موارده وسلعه وأنصاره، بنقل البترول من البقاع إلى دمشق بطرق غير مشروعة عبر المعابر التابعة للنظام السوري و"حزب الله".  

وفي نفس السياق، قال أسامة الهتيمي، الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الإيراني، إن إيران متسبب رئيسي عبر ميليشيات "حزب الله" في أزمة الوقود اللبنانية؛ لأن "حزب الله" اللبناني متورط في عملية الانهيار الاقتصادي التي تشهدها البلاد، وأنه وفقًا للتقارير الأمنية اللبنانية، فإن الحزب متسبب رئيس في إشعال أزمة الوقود، ومتورط في تهريب كميات كبيرة من البنزين والمازوت بطريقة غير شرعية عبر عشرات المعابر بين لبنان، وسوريا تتحكم فيهم ميليشياته.

وأكد الهتيمي في تصريح "خاص" سابق عن أزمة الوقود في لبنان، أن ميليشيات إيران في لبنان يبيعون النفط اللبناني المسروق للسوريين للاستفادة بفارق الأسعار، مضيفًا أن أسعار الوقود في سوريا أكبر بأضعا كثيرة عن الأسعار داخل لبنان، وأن ميليشيا "حزب الله" تمول أنشطتها العسكرية داخل لبنان وخارجها من مثل تلك الأموال الغير شرعية.

وأشار إلى أن "حزب الله" لا يُهرب النفط اللبناني فقط، ولكن يُهرب أغلب المواد الغذائية للمدن السورية بفارق أسعار خيالي، وبطرق غير شرعية، مشددًا على أن رئيس البنك المركزي اللبناني رياض سلامة، أكد خسارة لبنان أكثر من 4 مليار دولار من الأموال سنويًا نتيجة تهريب المواد إلى سوريا بطرق غير شرعية، بالرغم من أنها مدعومة من الحكومة اللبنانية.