بشار يقتل اللاجئين السوريين والنساء والأطفال لم يسلموا من بطشه

  • 13

بشار يقتل اللاجئين السوريين والنساء والأطفال لم يسلموا من بطشه

"العفو الدولية" عودتهم تعني الموت.. وخبراء: من قصف شعبه بالصواريخ لن يتورع عن قتلهم 

محللون: الأسد ينادي بعودة اللاجئين ليعاقبهم على الثورة وليحل الشيعة مكانهم 

كتب- عمرو حسن

لا زال اللاجئون السوريون يتعرضون لمزيد من الانتهاكات والتعذيب والاعتقال على يد ميليشيات النظام السوري، عدد كبير من اللاجئين السوريين ممن دفعتهم الأقدار نحو العودة إلى ديارهم اشتياقًا إلى أراضيهم وأوطانهم، وظنًا منهم أنه قد حان الوقت للعودة حتى يقضوا ما تبقى لهم من الحياة بين بقايا جدران منازلهم، إلا أن بشار الأسد وزبانيته لم يرتضوا تلك الأحلام، وعاقبوهم على عودتهم إلى سوريا أشد العقاب، ما بين قتل وتعذيب واعتقال حتى الأطفال والنساء لم يسلموا من بطش أيديهم وأسلحتهم.

ووثقت منظمة العفو الدولية معاناة عشرات اللاجئين الذين عادوا من عدة أماكن إلى سوريا لكثير من أنواع الانتهاكات على يد النظام، التي بدأت بالاعتقال والتعذيب الذي طال النساء والأطفال، وأكدت المنظمة أن سوريا ليست آمنة لعودة اللاجئين السوريين، واستنكرت فرض بعض الدول العودة القسرية إلى سوريا.

وشددت "العفو الدولية" على عدوان نظام بشار الأسد على أكثر من 66 لاجئًا سوريًا، عادوا إلى بلدهم منذ عام 2017 من عدة دول مثل لبنان وتركيا وألمانيا وفرنسا، كما يوجد أعداد من اللاجئين عادوا من مخيم الركبان على الحدود الأردنية وواجهوا ذات المصير، منهم 13 طفلًا تعرضوا للتعذيب، وأكثر من 17 حالة واجهت الإخفاء القسري، وقُتل 5 أشخاص، وأكدت إحدى السيدات تعرضها للاغتصاب، ونقلت قول أحد الضباط السوريين لها: "سوريا ليست فندقاً يمكنك أن تغادريه وتعودي إليه متى أردتِ".

وأشارت المنظمة الدولية إلى أن نظام الأسد وجَّه إلى اللاجئين السوريين تهمًا باطلة كالخيانة أو دعم الإرهاب، أو الحديث غير اللائق عن حاكمهم بشار الأسد، ونددت "العفو الدولية" بممارسات عدة دول بالضغط على اللاجئين من أجل العودة إلى سوريا، وطالبتهم بالتراجع عن قرار ترحيل اللاجئين، وحذرتهم من ممارسة تلك الضغوط عليهم.

قال تيسير محمد النجار، رئيس الهيئة العامة السورية للاجئين بمصر، إن اللاجئين السوريين العائدون من لبنان يتعرضون لانتهاكات وتعذيب واعتقال من "حزب الله" قبل أن يسلمهم إلى النظام السوري، وبعد عمليات التعذيب والتنكيل يسلمونهم سجناء إلى سوريا، أي أنهم سجناء ومعذبون منذ أن كانوا في لبنان، موضحًا أن في لبنان الأمر مختلف لسيطرة "حزب الله" الإيراني الذي يدفع باللاجئين رغمًا عنهم إلى بشار الأسد ليعاقبهم كيفما شاء.

وأكد النجار في تصريح "خاص" أن اللاجئين السوريين ممن عادوا من مخيم الركبان ولبنان تعرضوا للتعذيب والتنكيل بهم، وقليل ممن عادوا من أوروبا تعرضوا لتلك الانتهاكات، لافتًا إلى أن كثيرًا من اللاجئين السوريين لم يعودوا باختيارهم، ولكن الأغلبية الساحقة من اللاجئين السوريين عادوا إلى سوريا رغمًا عنهم، وخاصة من الذين كانوا في مخيم الركبان بالمنطقة الملاصقة للأردن، فلم يكن لديهم ماء ولا ظل ولا غذاء ولا أي شيء.

وأضاف أن اللاجئين السوريين يواجهون خطرًا كبيرًا بعودتهم إلى سوريا؛ فهم بين عدة خيارات إما القتل أو الاعتقال أو الانتهاكات والتعذيب، مشيرًا إلى أنه لم يكن هناك حل سياسي للأزمة السورية؛ فعودة اللاجئين خطر على حياتهم، مردفًا أن الأمم المتحدة ساعدت على هذا العدوان، ولم تقدم للاجئين المساعدات المطلوبة، مضيفًا أنهم عندما أرادوا مساعدتهم أرسلوهم عبر أتوبيسات إلى سوريا، وما كان من اللاجئين أن رفضوا ذلك وهدَّموا تلك الأتوبيسات وغادروها.

وفي ذات السياق، قال عبد الرحمن ربوع، إن تقرير منظمة العفو الدولية صحيح للغاية، وعشرات اللاجئين السوريين الذين أُجبروا على العودة إلى سوريا تعرضوا لكافة أنواع العدوان والتنكيل والانتهاك، بداية من القتل على يد ميليشيات النظام، والاعتقال والتعذيب وأحداث الاغتصاب المؤلمة، نهاية إلى الاختفاء القسري الذي واجه أغلب اللاجئين السوريين الذين عادوا رغمًا عنهم، ولا أحد يعلم عنهم شيئًا حتى اليوم، وتلك الجرائم تؤكد مخاوف اللاجئين السورين من العودة، التي حذرت منها المنظمات الدولية والدول الراعية للمفاوضات، كما أن هذا العدوان يشدد على أنه لا عودة للاجئين السوريين إلا عبر حل سياسي يضمن عودة آمنة للسوريين وحياة كريمة.

وأكد ربوع في تصريح "خاص" أن الأوضاع في سوريا غير آمنة ليس على اللاجئين فحسب، بل على السوريين في الداخل أيضًا، مضيفًا أن هناك مخاوف عديدة تهدد حياة العائدين، وأن بشار الأسد يسعى لعقاب اللاجئين والنيل منهم بالقتل والتعذيب، وأنه يجرم كل من خرج ضده، وأعد قضايا ومحاكمات لكل اللاجئين.

وأوضح أن بشار الأسد ينادي مع روسيا بعودة اللاجئين لكي يعاقبهم على ثورتهم ويقتلهم أو يعتقلهم ويذيقهم ألوان  الذل والهوان؛ لأنه يرى أنهم عارضوه وأوصلوه لتلك الحالة، وفي ذات الوقت يسعى لأن يحل الشيعة والإيرانيون محل السوريين داخل المدن السورية، مبينًا أنه بذلك يكون قد انتقم من اللاجئين السوريين، وغيَّر المدن السورية تغييرًا ديموغرافيًا.

وأضاف المعارض السوري أن بشار الأسد طالما وصف السوريين والمعارضين بالإرهابيين، وأنه يعتبر كل سوري من إدلب وحمص وريف دير الزرو ودرعا ودمشق وحلب وكل المدن السورية التي خرجت منها مظاهرات إرهابيين، لافتًا إلى أن بشار الذي قتل شعبه، وحاربهم بالطائرات وقصفهم بالبراميل المتفجرة، لن يتورع في قتل اللاجئين وتعذيبهم.

وتابع الخبير في الشأن السوري أن كل من عاد من اللاجئين السوريين قُتل أو اختفى، وأن طبيعة النظام قائمة على أساس تخويف المواطن وترهيبه، وأن الأجهزة الأمنية السورية كانت وظيفتها دائمًا الضغط والتشديد وقتل السوريين.

ولفت ربوع إلى أن هناك 10 ملايين لاجئ ونازح بسبب الحرب خوفًا من النظام لن يعودوا، والسوريون بالداخل يواجهون أزمة معيشية خانقة في مناطق النظام التي لا تسمح بالحياة، ولا يمكن تسوية الأوضاع السورية بوجود هذا النظام وضمان حياة السوريين، مشيرًا إلى أن الإعلام الروسي أكد مقتل أكبر جنرال ومستشار روسي في البادية السورية، بالإضافة لانتشار العصابات وميليشيات إيران داخل سوريا؛ ما يؤكد أن البلد غير آمنة.