الانتخابات البرلمانية العراقية تقترب.. والأحزاب الطائفية تستعد

  • 25

توقعات باستمرار هيمنة الموالين لإيران على المشهد السياسي

مقاطعة شبابية وعزوف شعبي متوقع

كشف مخططات مبكرة للتلاعب بالانتخابات

تقرير- محمد عبادي

تقترب الانتخابات البرلمانية العراقية المبكرة، المقررة في العاشر من الشهر المقبل، في وقت تسود فيه أجواء من التوتر وعدم الثقة وتتصاعد موجة احتمالات الانسحاب من السباق الانتخابي، وتزايد توقعات هيمنة الميليشيات الشيعية على الانتخابات العراقية. 

وحاولت الميليشيات الشيعية خلال الفترة الفائتة نشر مناخ من الترويع والتخويف، عبر ارتكاب الجرائم والاغتيالات خاصة لشباب الانتفاضة العراقية، وصوبت بنادق الغدر تجاه كل صوت يخالف توجهات ميليشيات الحشد الراغبة في الهيمنة على مخرجات العملية السياسية المقبلة 

ونتيجة لهذا الضغط أعلنت العديد من الكتل الشبابية انسحابها من المشاركة في هذه الانتخابات، كما أعلنت تيارات رئيس المقاطعة، منها التيار الصدري والحزب الشيوعي، وحزب جبهة الحوار الوطني والمنبر العراقي، ما يعزز حظوظ الأحزاب الشيعية التقليدية وقادة الميليشيات الموالية لإيران.


من جهته قال اللواء دكتور محمد عاصم شنشل، الخبير العسكري العراقي، إن المناخ العام في العراق حاليًا يضمن وصول الميليشيات إلى أغلبية في المجلس القادم، وهذا مخالف لهدف الانتخابات المبكرة في الأساس، التي جاءت بعد الضغوط الشعبية الكبيرة التي مارسها شباب الانتفاضة العراقية خلال عام من احتجاجاتهم التي دفعوا ثمنها مئات الأرواح وآلاف الإصابات.

وتابع شنشل أن الشعب العراقي ليست لديه ثفة في مخرجات العملية الانتخابية، خاصة مع مواصلة قادة الحشد الشعبي تهديد الشعب العراقي بالانتقام، وأنهم لن يخرجوا من المشهد العراقي إلّا بالدم كما جاءوا به، لافتًا إلى ضعف الأدوات السياسية لدى الكتل الشبابية التي اعتادت على ممارسة الفعل الثوري والاحتجاجي، مشددًا على امتلاك الأحزاب الطائفية والميليشيات لجميع الأدوات التي تمكنهم من الفوز في الانتخابات.

وأضاف شنشل أن حركة المقاطعة ستتوسع لتشمل الشعب العراقي، عقب مقاطعة قطاع واسع من الحركات والهيئات لهذه الانتخابات، متوقعًا أن تشهد هذه الانتخابات نسب مشاركة متدنية، لافتًا إلى استعداد الأحزاب الطائفيّة لشحن أتباعها عبر الترغيب والترهيب والمال السياسي إلى لجان الانتخابات لتجميل المشهد وإضفاء طابع الشرعية عليه.

 من جهته قال فهد ديباجي، المحلل السياسي السعودي، إنّ العراقيين ينتظرون نتائج الانتخابات العراقية المقبلة، بعد قمة بغداد ومحاولات العراق إعادة التموضع في الخارطة السياسية العالمية.

وشدد ديباجي على أنّ الانتخابات المقبلة يجب أن تستهدف ترسيخ الديمقراطية وليس الطائفية والحزبية والمناطقية وتمكين الميليشيات الولائية، لافتًا أنّ دعاية الانتخابات يجب أن تعتمد على إحداث التغيير، لكن التغيير المنشود والحقيقي لن يأتي من وجوه متكررة ومعروفة ومكشوفة، مع هيمنة الأحزاب الدينية والميليشيات المسلحة، التي تعيش على الفساد والثراء الفاحش وتخدم مصالحها الخاصة، وترسخ السرقة والقتل والخيانة والتدمير وانتشار الأمية والمخدرات والفقر، وتضحك على الشعب بتصريحات رنانة تحت زعم حمايته من الإرهاب.

وأشار المحلل السياسي السعودي إلى أنه في العراق يتم صرف الملايين على أجهزة ومعدات إلكترونية من أجل ضبط نزاهة الانتخابات المبكرة المقبلة، ورغم كل ذلك، تبقى بطاقة الاقتراع الخاصة بالناخب تحت رحمة التزوير والتلاعب، وربما السرقة كما حدث سابقا، فلا يكفي أن تكون الأجهزة نزيهة وذكية، بل يجب أن تكون النيّات كذلك أيضا، من هنا ظهرت مخاوف من التزوير واشتباك الأجنحة المسلحة للأحزاب، التي كشف عنها مكتب رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، عبر إحباط مخطط لتزوير الانتخابات من خلال شبكة يقودها مسؤولون.


وكان بيان للأجهزة الأمنية أوضح أنها تمكنت من تنفيذ عملية استباقية أحبطت مخططًا لتزوير الانتخابات عبر الضغط على عدد من موظفي المفوضية، ويهدف المخطط لإثارة الفوضى المعلوماتية والسياسية في العراق، من خلال شبكة من مواقع التواصل الإلكترونية.

وأشار بيان الحكومة العراقية إلى أن أحد تلك المواقع حاول الإيحاء بارتباطه بمكتب رئيس مجلس الوزراء، أو العاملين فيه، أو مستشاري رئيس مجلس الوزراء.

وواصل اللواء د. محمد عاصم شنشل، الخبير العسكري، تأكيده على أنّ هذه محاولة تم كشفها أو الإفصاح عنها، لكنّ هناك عشرات المحاولات للتلاعب بهذه الانتخابات سوف تمر، دون الكشف عنها، متوقعًا أن تمارس الميليشيات والأحزاب الطائفية دورًا كبيرًا في عمليات التزوير.