• الرئيسية
  • الأخبار
  • انتقال متعثر في ألمانيا بعد 16 عامًا من الاستقرار.. تصدر "الاشتراكي" وتراجع "المسيحي".. يخلط الأوراق ويغير المشهد

انتقال متعثر في ألمانيا بعد 16 عامًا من الاستقرار.. تصدر "الاشتراكي" وتراجع "المسيحي".. يخلط الأوراق ويغير المشهد

  • 54

انتقال متعثر في ألمانيا بعد 16 عامًا من الاستقرار

تصدر "الاشتراكي" وتراجع "المسيحي".. يخلط الأوراق ويغير المشهد

"أولاف شولتز" المرشح الأوفر حظًا لخلافة ميركل 

توقعات بتشكيل الحزب الاشتراكي حكومة ائتلافية بالشراكة مع الأحزاب الصغيرة

تقرير- محمد عبادي 

شهدت ألمانيا 16 عامًا من الاستقرار  السياسي برئاسة المستشارة أنجيلا ميركل، لكنّ لحظة التتويج النهائية وختام رحلة ميركل الطويلة يبدو أنها ستشهد حالة من النزاع والشد والجذب حول تشكيل الحكومة الجديدة، عقب تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم، بعد أن حلّ في الترتيب الثاني بنسبة إجمالية بلغت 24%، وتقدم الحزب الديموقراطي الاشتراكي بفارقة 1.6% من نسبة الأصوات، بعد حصوله على 26% من إجمالي الأصوات، لدرجة أن الأمر قد يستغرق شهورًا من المحادثات لتشكيل حكومة جديدة في لحظة حرجة بالنسبة لأوروبا.

هذه نتيجة قريبة جدًا لدرجة أنه لا يمكن لأحد حتى الآن تحديد من سيكون المستشار المقبل ولا كيف ستبدو الحكومة المقبلة، والشيء الوحيد الذي بدا واضحًا هو أن الأمر سيستغرق أسابيع إن لم يكن شهورًا من المساومة لتشكيل التحالف؛ مما يترك أكبر ديمقراطية في أوروبا معلقة في وقت تكافح فيه القارة الأوروبية للتعافي من الوباء، في حين تنتظر فرنسا -شريك ألمانيا في قلب أوروبا- انتخابات مثيرة للانقسام في الربيع المقبل.

ويسعى الحزب الاشتراكي الديمقراطي في برلين إلى قيادة المرحلة المقبلة في ألمانيا، وتنصيب أولاف شولتز مستشارًا للبلاد خلال الأربع سنوات المقبلة، وقد شغل شولتز منصب وزير المالية في حكومة ميركل، وقاد دفة الأمور بنجاح خلال أزمة "كورونا"؛ ما أكسبه شعبيّة وثقة لدى الناخب الألماني. 

نتيجة الانتخابات المتأرجحة تمنح نفوذًا كبيرًا للحزبين الصغيرين؛ فمن المؤكد أنهما سيكونان جزءًا من أي حكومة جديدة، وهما حزب "الخضر" وحزب "الديمقراطيون الأحرار".

وحصل حزب الخضر على المركز الثالث بـ 14,8% وتمثل هذه النسبة أعلى نسبة للخضر على الإطلاق في البوندستاغ؛ مما يجعله ثالث أكبر حزب في البرلمان؛ ويعني هذا أن الحزب سيكون على الأرجح صانع المستشار في الحكومة الائتلافية الألمانية المقبلة.

من جهتها، قالت أنكي هاسيل، الخبيرة السياسية الألمانية، إنّ التحدي الأكبر الذي يواجه حكومة ائتلافية تركز على المستقبل في إيجاد حلول وسط مستدامة بشأن القضايا الشائكة، يتمثل في الائتلاف ثلاثي الاتجاهات، منوهةً إلى أنه يجب تحديد المواقف السياسية الرئيسية قبل أن تتولى الحكومة مقاليد الأمور.

أما عبدالمسيح الشامي، أستاذ العلاقات الدولّيّة، فأكد أن شولتز صاحب الحظ الأوفر لخلافة ميركل، لافتًا إلى أنّ لاشيت ليست لديه الكاريزما المطلوبة لخلافة ميركل، مشددًا على أنّ ما جرى في الانتخابات من تقدم الحزب الاشتراكي وتراجع الحزب المسيحي يعكس مزاج الناخب الألماني الذي يريد أن يرى تغييرًا في الوجوه بعد هذه السنوات الطويلة من حكم ميركل.

وأضاف الخبير في العلاقات الدولية أن شولتز سيكون لديه خيار تشكيل حكومة ائتلافية من تجمع الأحزاب الصغيرة التي فازت في هذه الانتخابات بنسب صغيرة، لافتًا إلى أن النتائج المتقاربة جدًا ستعيدنا إلى أزمة الانتخابات السابقة ومعضلة تشكيل الحكومة.

وأشار الشامي إلى أنّ هناك خيارًا آخر مطروحًا في مسألة تشكيل الحكومة، وهو تحالف الحزبين الكبيرين وتقاسم السلطة عبر حكومة ائتلافية، مرجحًا في الوقت ذاته ذهاب الحزب الاشتراكي إلى الاتفاق مع الأحزاب الصغيرة لتشكيل الحكومة المقبلة، وتنفيذ سياسات جديدة. 

وتابع أنّ هناك العديد من القضايا التي تهم الرأي العام في ألمانيا وتؤثر في العملية الانتخابية، ومنها المداهمات التي استهدفت وزارتي العدل والمالية، مشيرًا إلى أنها ورقة كانت موجهة ضد شولتز كونه وزير المالية، وأن الشفافية في ألمانيا كبيرة جدًا، ولا يمكن أن يختبئ أي من السياسيين خلف أي سلطة أو محسوبيات؛ فالناخب يتأثر بالمسيرة الحقيقية للمرشحين والأحزاب.