من جديد.. ماكرون يثير الجدل بتصريحاته تجاه "الجزائر"

  • 24

من جديد.. ماكرون يثير الجدل بتصريحاته تجاه "الجزائر"

متخصصون: الرئيس الفرنسي فشل اقتصاديًا.. ويغازل اليمين المتطرف للحصول على أصوات انتخابية

تقرير – أحمد عبد القوي

ردود أفعال قوية من الجانب الجزائري، للرد على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي اعتاد إثارة الجدل بتصريحاته المتكررة، والممتلئة بالانتقاص من الشأن الإسلامي والعربي، وآخرها الانتقاص من الجزائر وتاريخها الكبير.

استدعت الجزائر سفيرها من باريس، متهمة فرنسا بالتدخل غير المقبول في شؤونها، لا سيما بعد تصريحات الرئيس الفرنسي الأخيرة، التي وصفتها الجزائر بأنها "تصريحات غير مسؤولة"، حيث أدلى ماكرون بعدة تصريحات لصحيفة "لوموند الفرنسية"، انتقد فيها النظام السياسي للجزائر، ثم امتد تطاوله لينال من تاريخ الجزائر، وحضارتها، متسائلًا: هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟.

وأثار تشكيك ماكرون في تاريخ الجزائر ووجودها، قبل الاستعمار الفرنسي للبلاد عام 1830م، ردود أفعال قوية من الجانب الجزائري، أبرزها ما ذكرناه عن سحب السفير الجزائري في فرنسا، بالإضافة لبيان رسمي من الخارجية الجزائرية، تؤكد فيه أن سحب السفير جاء على خلفية التصريحات غير المفندة لعديدمن المصادر الفرنسية والمنسوبة للرئيس الفرنسي، وأن الجزائر ترفض رفضًا قاطعًا أي تدخل في شؤونها الداخلية.

واستنكر مجلس الأمة الجزائري، في بيان رسمي، تصريحات ماكرون الأخيرة، واصفًا إياها بالتدخل في شئون الجزائر بشكل واضح، ومضيفًا: "أن فرنسا عليها أن تعلم أن الجزائر بلد شهداء زعماء، وأنها هي أرض العزّة والمكانة والشهامة لم تنبعث من العدم، وأنّ الجزائريات والجزائريين ليسوا بحاجة لشهادات هؤلاء ولا لغيرهم حينما يتعلق الأمر بتاريخ بلدهم العريق والضارب في أعماق التاريخ، وأن هذه التصريحات خيبة أمل فرنسية ليست بفعل السياسة الجديدة القائمة على مقومات النّدّية فحسب، بل وأيضاً بشأن تبدّد آمالها من توجيه البوصلة وتثبيت موطئ قدم لها خدمة لمصالحها.

وغرد الآلاف من الجزائريين بشكل خاص، والعرب بشكل عام، للرد على تطاول الرئيس الفرنسي، على الجزائر وتاريخها وشعبها، في الوقت الذي ظهرت تصريحات جديدة، من الرئيس الفرنسي، لتهدئة الأوضاع بين فرنسا والجزائر.

وفي نفس الصدد يقول الدكتور رمزي بوراوي، المحلل السياسي الجزائري، إن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لم تكن الأولى من نوعها تجاه الجزائر وشعبها.

وأضاف بوراوي لـ "الفتح" أن التاريخ يشهد أن فرنسا هذه هي التي سرقت الجزائر، وهي التي سرقت البنية التحتية والبترول من الجزائر، بعد احتلالها عشرات السنين.

وتابع: تصريحات الرئيس الفرنسي وقراراته الأخيرة بشأن تقليل التأشيرات لدول المغرب العربي الثلاث "المغرب وتونس والجزائر"، تأتي ضمن سعي ماكرون لمغازلة أحزاب اليمين المسيحي في فرنسا، وذلك لشراء أصوات الناخبين.

وأوضح المحلل السياسي أن هذه المغازلة نشرت حولها صحيفة الجارديان البريطانية تقريرًا مطوّلًا، أكدت فيه أن قرار تقييد التأشيرات، بين فرنسا ودول المغرب العربي، وكذا تصريحات ماكرون الأخيرة التي انتقص فيها الجزائر، هي لاستقطاب الناخبين في الانتخابات المقبلة، لا سيما وأن هذه التصريحات والقرارات جاءت بالقرب من الانتخابات الفرنسية.

وأكد بو راوي أن ماكرون يعيش أزمة سياسية داخل فرنسا، وذلك منذ أن وقع في تصريحات معادية للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، حدث خلال هذه الفترة فشل اقتصادي ذريع للدولة، تعاني منه حتى هذه اللحظة، مما دفع ماكرون للمتاجرة، ومغازلة جماهير الناخبين، واللعب على مشاعرهم بفترات الاستعمار، والمتاجرة بقضايا اللاجئين، وكذا المهاجرين إلى فرنسا.