"الصحة" و "التعليم" تضعان خطة للتعايش الآمن مع "كورونا"

  • 17

"الصحة" و "التعليم" تضعان خطة للتعايش الآمن مع "كورونا"

رئيس قسم المناعة بـ"عين شمس" : لن تنحسر الإصابات إلا باتباع أساليب الوقاية وتناول اللقاحات

تقرير- مصطفى حجاج

تشهد الفترة الحالية تصاعدًا في معدل الإصابات بفيروس "كورونا"، وهذا ما أكدته البيانات اليومية لوزارة الصحة عن عدد الإصابات والوفيات، إلا أن الحديث عن ذروة الموجة الرابعة لم يأتِ حينه بعد، وهناك تخوفات من استمرار زيادة الأعداد خلال الفترة المقبلة خاصة مع دخول فصل الشتاء، وبدء العام الدراسي الجديد الذي تستعد له الحكومة متمثلة في وزاتي "الصحة" و "التعليم"، بخطة واضحة لإدارة العام الدراسي بشكل آمن.

وذلك في ظل خطة الدولة للتعايش مع الفيروس والحد من انتشاره، وبما يساهم في انتظام العملية التعليمية التي اعتمدت ركائزها على  عناصر العملية التعليمية من طلاب وعاملين بالمدارس، والفصول الدراسية والتجهيزات، بالإضافة إلى رفع الوعي الصحي لدى الطلاب والمعلمين بالإرشادات الوقائية الواجب اتباعها، ورصد الحالات المرضية بهدف منع انتقال العدوى والاكتشاف المبكر لها والاستجابة السريعة لها.

قال الدكتور أشرف عقبة، رئيس قسم المناعة بكلية طب جامعة عين شمس، إننا الآن بالخط الصاعد للمنحنى الرأسي الوبائي لجائحة "كورونا المستجد" "كوفيد 19"، موضحًا أن حالات الإصابة ما زالت في تزايد، متمنيًا أن يبدأ هذا الخط الصاعد في التسطيح للوصول للخط النازل للمنحنى؛ وبالتالي إمكانية وجود انحسار في أعداد الإصابات، وهذا لن يكون إلا باتباع أساليب الوقاية وتطبيق الإجراءات الاحترازية، والسعي للحصول على اللقاح.

وأوضح  عقبة أنه كلما زادت النسبة المئوية للأشخاص الحاصلين على لقاحات فيروس "كورونا" تقل معدلات الإصابات.

وحول التصريحات العديدة بخطورة الموجة الرابعة بسبب تحورات الفيروس وسرعة الانتشار، أكد أن التخوفات قائمة خاصة أننا ما زلنا في الخط الصاعد للمنحنى الوبائي، وكذلك دخول موسم الدراسة الجديد، مشيرًا إلى أنه حتى الآن لم نصل لذروة الموجة الرابعة.

وأشار رئيس قسم المناعة بطب "عين شمس" إلى أن وزارة الصحة والسكان تعمل على زيادة مراكز تطعيم المواطنين، بالإضافة لحملة "معنا نطمئن" لتسجيل بيانات المواطنين وتسهيل حصولهم على اللقاحات. مؤكدًا أن كل هذه الإجراءات تساعد كثيرًا على اتساع دائرة المحصنين ضد الفيروس، لافتًا إلى دور الإعلام المهم في إيصال المعلومات السليمة والصحيحة حول اللقاحات لتشجيعهم للحصول عليها.

وأكد عقبة أن اللجنة العلمية لمواجهة جائحة "كورونا" حدّثت البروتوكولات العلاجية للتصدي للجائحة بمعدل 5 تحديثات، وهذا ما يتم باستمرار، مضيفًا أنه من المقرر طرح تحديث سادس للبروتوكولات والإرشادات العلاجية لعلاج حالات الإصابة بالفيروس في غضون الـ 10 أيام المقبلة، على أن يتم فيها استخدام الأدوية حسب أحدث الأبحاث التي تم نشرها دوليًا، ويتم فعليًا الوثوق والتأكد من فاعليتها وتقديم أفضل الخدمات للمرضى.

وحول نتائج هذه التحديثات في علاج الحالات المصابة بالفيروس، ومدى إفادتها في تقليل عدد الحالات التي تحتاج إلى لعزل، والعلاج بالمنزل، والحد من تطور الحالات المتوسطة وخطيرة وتدهورها صحيًا- أكد أنه بالفعل أحدث فارقًا في نتائج الإصابات وارتفاع نسبة حالات الشفاء بعد اتباع الإرشادات العلاجية والبروتوكولات المحدثة بشكل سليم، لافتًا إلى أن المخالطين للمصابين يجب التزامهم بأساليب الوقاية وتناول لقاحات "كورونا".

من جانبه، أكد الدكتور أحمد رشوان، مسئول ملف "كورونا" بمديرية الشئون الصحية بالفيوم، أن هناك تحديثات مهمة جدًا للأطباء في بروتوكول وزارة الصحة الجديد، أولها وأهمها اعتماد monoclonal antibodies كعلاج مهم للحالات البسيطة والمتوسطة التي لا تحتاج لأوكسجين، مشيرًا إلى أن تناولها يمنع  تدهور الحالة، وبالفعل  أثبتت الدراسات العالمية فاعليتها، ويُمنح هذا الدواء للحالات من كبار السن فوق ٦٠ سنة، وأصحاب الأمراض المزمنة.

وأوضح "رشوان" في تصريح خاص أن وزارة الصحة وفرت هذه الجرعة غالية الثمن، موضحًا أن هذا الدواء يؤخذ خلال ساعتين، ويستطيع المريض الذهاب لمنزله، لافتًا إلى أن مديرية الصحة بالفيوم شكلت لجنة علمية لفحص الحالات، مطالبًا الأطباء بتوجيه الحالات المرضية لمستشفى الصدر أو الحميات أو التأمين الصحي بعد فحصه والوقوف على احتياجه للعلاج أم لا، مؤكدًا أن نتائج هذا الدواء في الفيوم جيدة.

وأشار إلى أنه تم اعتماد عقار "كولشيسين" في الحالات المتوسطة فما فوق، بمعدل جرعة مرتين يوميًا ٥. مجم لمدة شهر، مع مراعاة الضوابط الخاصة به، مضيفًا أنه لم يعد هناك داعٍ لأخذ مضادات التجلط  anticoagulants في الحالات البسيطة، خاصة للحالات التي دون أعراض،  على أن يتم إعطاء مضادات التجلط للحالات المتوسطة والخطيرة فقط بجرعة وقائية prophylactic فقط ما لم يكن هناك سبب آخر لأخذ الجرعة العلاجية .

ولفت إلى أنه تم توفير علاجات تعطى للمخالطين للحالات المصابة بفيروس "كورونا" تمنع الإصابة، منها prophylaxis، موضحًا أن  هذا العلاج من أنواع العلاجات الجديدة الحالية monoclonal antibodies  التي توفرها وزارة الصحة حاليًا للحالات البسيطة لمنع تطورها.

على صعيد آخر، كشفت إحدى الدراسات الخاصة بالموجة الثالثة لفيروس "كورونا" التي أجراها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عن أن الموجة الثالثة للفيروس هي الأخطر؛ فقد بلغ متوسط عدد الوفيات اليومي 46 حالة وفاة مقارنة بحوالي 7 حالات وفاة خلال الموجة الأولى، بينما بلغ في المتوسط اليومي في الموجة الثانية 42 حالة وفاة.

وأوضحت الدراسة أن النوع ليس له تأثير على الإصابة بـ "كورونا" في مصر؛ حيث تتقارب أعداد المصابين لكل من إصابات الذكور والإناث في الموجتين الأولى والثانية، مشيرًا إلى أن الموجة الثالثة شهدت اختلافًا كبيرًا في نسبة إصابات النوع؛ فقد قلت نسبة إصابة الذكور لتصل إلى 47.3 % في حين أن نسبة إصابة الإناث كانت 2.7 %.

وأشارت الدراسة إلى  أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين احتمال الوفاة والتقدم في العمر؛ فقد بلغت نسبة الوفيات بين مرضى فيروس "كورونا" في الفئة العمرية 46 سنة فأكثر 93.2 % من إجمالي الوفيات.

وأوضحت الدراسة أن مصر تحتل المرتبة الـ65 على مستوى العالم في عدد الإصابات بفيروس "كورونا"، والمرتبة 34 في عدد الوفيات بالفيروس عالميًا، والمرتبة الـ4 على دول إفريقيا والـ 10 بالنسبة للدول العربية في عدد الإصابات بالفيروس، والمرتبة الثانية في عدد الوفيات على مستوى الدول العربية والإفريقية.

جدير بالذكر أن مجلس الوزراء  وافق على تخفيض قيمة المصروفات الإدارية التي يتم تحصيلها من المسافرين الراغبين في إجراء تحليل PCR COVID19 وفقاً للمتغيرات في أسعار الكواشف الخاصة بإجراء تلك التحاليل، وعناصر تكاليف التشغيل؛ لتقديم الخدمة في الوقت المحدد، وكذلك استحداث خدمات مختلفة. 

ونص القرار على أن يكون التحليل للمصريين بقيمة 900 جنيه بدلاً من 1200 جنيه، ولغير المصريين بقيمة 1200 جنيه بدلاً من 1600 جنيه، مع استحداث خدمة إصدار التحليل خلال ساعتين بقيمة 1600 جنيه للمصريين، و1800 جنيه لغير المصريين، كما يتم إجراء التحليل بالمطارات وفقًا لمتغيرات الوضع الوبائي بقيمة 1000 جنيه.