• الرئيسية
  • الأخبار
  • قتل وتهجير المسلمين من ولاية أسام يذكرنا بتاريخ العدوان على السنَّة بالهند

قتل وتهجير المسلمين من ولاية أسام يذكرنا بتاريخ العدوان على السنَّة بالهند

  • 136
"#الهند_تقتل_المسلمين"

قتل وتهجير المسلمين من أسام يذكرنا بتاريخ العدوان على السنَّة بالهند

رئيس لجنة الفتوى بالأزهر: وصمة عار في جبين العالم.. ودعوات لمقاطعة المنتجات الهندية 

"#الهند_تقتل_المسلمين".. الهاشتاج الأكثر تداولًا على منصات التواصل الاجتماعي

كتب- عمرو حسن

الهند لها تاريخ حافل في الانتهاكات والعدوان على المسلمين السنَّة، ومنذ انفصال باكستان عن الهند عام 1947 والأحداث التي شهدت مقتل ملايين المسلمين الذين قتلتهم الحكومة الهندية وقتها، أو تركت الهندوس يمارسون فيهم التعذيب حتى الموت بأبشع الطرق تؤكد اضطهاد الحكومات الهندية المتتالية -وكذلك الجماعات الهندية المتطرفة- للمسلمين على مر العصور، كما أن السنوات التالية لانفصال باكستان عن الهند أفصحت عن عشرات من المؤامرات على أهل السنَّة، في العديد من المدن الهندية والكثير من أحداث التعذيب والتهجير للمدنيين، واستخدام كل مظاهر وأدوات العنف، والقتل الجماعي للمسلمين وهدم المساجد.

مقطع قتل الشاب المسلم أمام بيته

الحادثة الأخيرة التي مسَّت قلوب المسلمين وغيرهم حول العالم كانت كافية لتؤكد حجم كراهية وحقد الهنود على المسلمين؛ فالشرطة الهندية والمدنيون انهالوا على شاب مسلم ووالدته بالضرب المبرح، وأطلقوا عليه النيران لأنه يرفض التهجير من أرضه وبيته، ومن غير قصد وثَّق صحفي هندي كان يتبع الشرطة حادثة التعذيب، وسريعًا ما انتشرت الحادثة على الإنترنت، وكانت سببًا في انتشار دعوات المقاطعة عالميًا.

دعوات المقاطعة

تسببت حادثة تعذيب وقتل الشاب المسلم أمام بيته في تدشين حملة شعبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمقاطعة المنتجات الهندية بسبب النهج العدواني تجاه المسلمين وتهجيرهم من بيوتهم بغير وجه حق، ودون أي أسباب، إضافة إلى اعتمادهم التعذيب والقتل والعنف في تهجيرهم، كما أن  ما يقرب من 1000 عائلة من المسلمين خرجوا من ديارهم دون إرادتهم ومنهم عشرات المصابين؛ لتترك الحكومة الهندية مئات المسلمين المُهجرين في العراء على ضفاف نهر في موسم الأمطار دون أي مأوى أو مساعدات.

وتصدر هاشتاج "#مقاطعة_المنتجات_الهندية" قائمة الأكثر تداولًا على موقع "تويتر" في العديد من الدول، وندد المشاركون بالسياسة العنصرية للحكومة الهندية ضد المسلمين في ولاية أسام التي يوجد بها ما يقرب من 15 مليون مسلم، بنسبة تقترب من 40% من سكان الولاية، وساهم الهاشتاج في نشر مزيد من الفيديوهات لقتل الشرطة للمسلمين في ولايات هندية أخرى ضربًا بالرصاص من مسافات قريبة للغاية.

حقيقة تهجير مسلمي أسام

أسام هي إحدى ولايات الهند، تقع شمال شرق البلاد، ويوجد فيها نحو 15 مليون مسلم، يمثلون 40% من سكان أسام، هؤلاء السكان قَدِموا إليها تدريجيًا منذ عام 1971 بسبب الفيضانات في مواسم الأمطار في مقاطعات مختلفة في الهند، ولم يشفع لهم أنهم مكثوا لـ50 عامًا متتالية وكونوا عائلات وأحفادًا وباتت لهم جذور في أسام، حيث أعلنت الحكومة الهندية تدشين مشروعات اقتصادية للسكان الأصليين في أسام، وأن هذه المشروعات ستقام مكان بيوت المسلمين التي سيتم هدمها بعد تهجيرهم، وبعد تظلم المسلمين قانونيًا وجدوا أن الحكومة عزمت النية على تهجيرهم بأي شكل.

ورغم طلب العائلات أن يأخدوا فرصة من الزمن لجمع متعلقاتهم والبحث عن مكان آخر للانتقال إليه، فوجئ ما يقرب من 1000 أسرة هندية مسلمة بهجوم الشرطة عليهم صباح اليوم الثاني، وطالبوهم بإخلاء بيوتهم بالقوة في دولبور في سيباجار بمقاطعة آسام شمال شرق البلاد، وأظهرت صور وتسجيلات انتهاكات الشرطة مع المدنيين التي أدت إلى قتل مدنيَّين وإصابة العشرات، وخرجت مظاهرات في عدة مقاطعات وولايات هندية تندد بالعنف ضدد المسلمين، وأحرقت صور لحاكم آسام ورفعت لافتات كتبت عليها "حياة المسلمين مهمة"، ووصفت الحكومة الهندية بالنازية، وبدأت عمليات تهجير المسلمين في أسام منذ وصول عام 2016، واستطاعت الحكومة تهجير عشرات الآلاف من المسلمين من أسام، رغم مخالفة التهجير لقانون الهند الذي يعتبر أن المستخدم لأراضي الدولة بمعدل 1 فدان للسكن و7 فدان للزراعة، يعد استخدامه للأرض شرعيًا.

تاريخ من الانتهاكات 

لم تكن أزمة المسلمين في حكومة هندية بعينها أو حزب واحد؛ فكل الحكومات التي تعاقبت على سدة حكم الهند، بالإضافة للجماعات المتطرفة، شكلوا تحالفًا ضد المسلمين، وتنوعت معاناة أهل السنَّة ما بين التعذيب والقتل والتهجير دون أسباب، كما أن المرتكب في حقهم جرائم والذين يتعرضون لظلم أو قمع أو تعذيب أو قتل في الهند أكثر من 90% منهم مسلمون من السنَّة، وهذه بخلاف ملايين القتلى في عام انفصال باكستان عن الهند وما تبعه من أحداث تعذيب وقتل ممنهج للمسلمين على مدار سنوات، بالإضافة لحوادث قتل جماعي وتهجير للمسلمين في عدة ولايات هندية على يد الهندوس والحكومة كما يحدث في أسام اليوم.

في ذلك السياق، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الخلافات العرقية غير مقبولة، ويجب وقف الاعتداءات على المسلمين في الهند ودول الشرق، مضيفًا أن الخلافات العرقية والانفصال بين الهند وباكستان والأحداث التي تلتها من تعذيب وقتل وتهجير للمسلمين لم تشفع لهم عند الهندوس؛ ليعلموا أن المسلمين في الهند مكون أساسي وله نفس الحقوق التي تحصل عليها الأقليات الأخرى بالرغم من أن المسلمين أكثرية بعد الهندوس؛ فالإحصاءات الرسمية تؤكد أنهم تخطوا الـ200 مليون، وغير الرسمية تشير إلى ارتفاع أعداد المسلمين في الهند لأكثر من 300 مليون مسلم.

واستنكر بيومي في تصريح "خاص" الاعتداءات غير المبررة من الجهات الحكومية والفصائل السياسية كالهندوس على المسلمين، وندد بتقديم الجهات الرسمية وغير الرسمية في الهند النزعة العرقية على الوطنية في سياستهم وممارستهم السياسية والاجتماعية، كما طالب بضرورة حث السلطات الهندية على تقويم النظام الشرطي لديها، وأن يتم التعامل مع كافة المواطنين في الهند بنفس العدل والشفافية وتطبيق النظام والقواعد على الجميع.

وأكد أن ما يحدث للمسلمين في الهند شيء مؤسف للغاية، ومن الضروري أن يكون للمجتمع الدولي دور بارز في الوصول لحلول جذرية حول الخلافات والنزاعات العرقية التي تنال من المدنيين وخاصة المسلمين، مشيرًا إلى أن الهند لا تخشى من حقوق الإنسان، وتعتمد على أنها دولة ممتدة المساحة، والأزمات العرقية لا تظهر للمجتمع العالمي، ولكن الحوادث التي تظهر بين الحين والآخر تؤكد أن الهند عليها أن تعالج تطرف الهندوس وتحمي المسلمين من هذه النزاعات.

وشدد الدبلوماسي السابق على أهمية تدخل الدبلوماسية الإسلامية والعربية عبر سفرائها، كما ينبغي تدخل جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لإيقاف الانتهاكات غير المقبولة بحق المسلمين، لافتًا إلى أن العنف يولد مزيدًا من العنف، وأنه لا يوجد خيار أمام الهند سوى حل هذه الأزمة عبر السلم وتطبيق العدالة والقانون.

وقال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن ما يحدث للمسلمين من تعذيب واعتداءات وانتهاكات للمسلمين في الهند قضية تاريخية لها شواهد على الاضطهاد والحقد ضد المسلمين السنَّة، مؤكدًا أن قتل وتعذيب المسلمين في الهند لن يتوقف ما لم يوجد موقف عربي إسلامي ضد الهند من منظمة المؤتمر الإسلامي والدول الإسلامية.

وأشار غباشي في تصريح "خاص"، إلى أن أسام الولاية الأكثر اضطهادًا للمسلمين في الهند بسبب وجود حزب باراتيا جاناتا الأكثر دموية في تاريخ الهند السياسي، ونوه على وجود خطة هندية لنزع الجنسية من 2 مليون مسلم في أسام، وأن تاريخ التعذيب والاعتداءات بدأ منذ أن تركت بريطانيا الهند، وقررت تقسيم المسلمين بين الهند وباكستان.

وأكد أن الهند لديها عقدة تاريخية من الفتوحات الإسلامية للهند، وأن اضطهاد المسلمين جزء من السياسة العامة للهند، وظهر ذلك في عدة مناسبات وأحداث أظهرت تعمد إيذاء المسلمين، مثل هدم المسجد التاريخي في أسام عام 1992 بحجة أنه بُني فوق معبد في مدينة أيوديا شمال الهند.

وحذر نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية من مخططات الهند للتخلص من الزيادة المكثفة لأعداد السكان المسلمين في كشمير وأسام وجاموا؛ لأن نسبة المسلمين في تلك الولايات تصل لـ60%، وأن الحزب الهندوسي المتطرف يعامل الأقليات غير المسلمة الموجودة في الهند أفضل ما يعامل المسلمين؛ والسبب هو تحرك المجتمع الدولي لتأييد وإنقاذ غير المسلمين، والمجتمع الدولي المسلم لا يفعل ذلك لمساندة الأقليات المسلمين عبر دول العالم.

وشدد د. مختار غباشي على أن أزمة المسلمين في الهند سببها صمت المسلمين والعالم الإسلامي عما يحدث لإخوانهم، ولا توجد تحركات سياسية ودبلوماسية لنصرتهم، لافتًا إلى أن الشرعية الدولية لم ولن تنصف المسلمين في الهند، وأن القانون الدولي ومبدأ العدالة مفقود للأقلية المسلمة المضطهدة.

وقال الدكتور سعيد عامر، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف والأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، إن ولاية أسام بالهند تشهد ارتكاب أبشع الجرائم بحق المسلمين دون أدنى وازع من ضمير أو دين أو أخلاق، لافتًا إلى أن الهند تُهجر المسلمين من أسام وتقتل وتغتال الضعفاء، ويرتكبون المحرمات بحقهم، مؤكدًا أن ما يحدث في الهند للمسلمين معركة حقيقية بين إسلام يدعو إلى العدل والتسامح واحترام حقوق الإنسان، وبين هندوس يدعون إلى القتل والذبح والتشريد والتهجير والعدوان على المسلمين السنَّة.

ووصف عامر في تصريح "خاص"، المسئولين عن قتل وتهجير المسلمين في أسام، بأعداء البشرية والإنسانية، مشددًا على وجوب مقاومتهم فكريًا ومجتمعيًا ومنع عدوانهم وظلمهم للمستضعفين. مستنكرًا قتل المسلمين في أسام، ونعته أنه وصمة عار في جبين العالم الذي صمت على قتل المسلمين المتعمد دون وجه حق، وأن قتل النفس جريمة بربرية تخطت الأعراف الإنسانية، مؤكدًا ضرورة وجود دور لمنظماتنا الإسلامية والعربية مثل منظمة العالم الإسلامي، وجامعة الدول العربية لإنقاذ المسلمين في الهند.