في مؤتمرها العلمي الدولي الثالث.. "ضوابط التنشئة وآفاق الانطلاق.. على طاولة كلية الدراسات الإسلامية "

  • 18

تقارير الجريدة الورقية


في مؤتمرها العلمي الدولي الثالث

ضوابط التنشئة وآفاق الانطلاق.. على طاولة كلية الدراسات الإسلامية 

"غنيم": الإسلام أولى الشباب مكانة عالية.. والمراهقة أكذوبة 

"جودة": الحب الأسري قيمة مهمة لتأسيس بناء مجتمعي قوي

"سليمان": الحفاظ على اللغة يقوي في عقول وقلوب الناشئة حس الانتماء

تقرير – محمد علاء الدين 

كعادته دائمًا يحرص الأزهر الشريف جامع وجامعة على التفاعل مع قضايا المجتمع من خلال وسائل مبادراته ومؤتمراته لتحصين المجتمع، وذلك تحت راية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.

اختتمت كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر، ودكتور محمود صديق نائب رئيس الجامعة، مؤتمرها العلمي الدولي الثالث والذي جاء تحت عنوان "الشباب في عيون التراث.. ضوابط التنشئة وآفاق الانطلاق".

ويعكس هذا المؤتمر اهتمام الأزهر جامع وجامعة بالشباب؛ فهم الثروة الحقيقية التي تمتلكها كل أمة، فهم يمثلون الأيدي القوية، والسواعد الفتية، والعقول الذكية، وإذا كان الكبار والشيوخ يقدمون الحكمة والنصح والرأي، فإن الشباب يقدمون البذل والعطاء والجهد والعمل، فيحدث التواصل والتكامل فيما بين الأجيال، وتتحقق بذلك منظومة اجتماعية راقية تأخذ بناصية الأمة إلى طريق التقدم والنجاح والفلاح.

وعلى هامش المؤتمر التقت "الفتح" بعدد من المشاركين بأبحاثهم على طاولة النقاش، في البداية قال الدكتور شهاب الدين غنيم، مدرس الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، إن مرحلة الشباب هي مرحلة العطاء والبذل، وأن الشباب هم رمز القوة والبأس والحيوية والنشاط، كما أنها الفترة التي تبلغ فيها ملكات الإنسان وطاقاته المادية والمعنوية أقصى مستوى لها من النمو والعطاء.

وشدد "غنيم" على أن شريحة الشباب هي الشريحة الأكثر أهمية وتأثيرًا في أي مجتمع؛ فالشباب يسهمون بدور فاعل في تشكيل ملامح الحاضر واستشراف آفاق المستقبل، والمجتمع لا يكون قويًا إلا بشبابه.

وأضاف: "من هذا المنطلق أولى الإسلام الشباب مكانة عالية، وقد تحدث القرآن الكريم عن مرحلة الشباب ووصفها بأنها الفترة التي تبلغ فيها قدرات الإنسان أشدها ويصبح فيها مؤهلاً لتولي المهام والمسؤوليات والقيام بالواجبات، قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ)".

وتابع مدرس الدعوة: "المتأمل في الرسالات الإلهية التي نزلت على الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين يجد أنها قد نزلت عليهم عندما بلغوا أشدهم، فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "ما بعث الله نبيًا إلا وهو شاب، ولا أوتي عالم علمًا إلا وهو شاب".

واختتم بالقول: "المراهقة أكذوبة كبيرة، ولا نجد أكثر دليلًا على هذا إلا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث اهتم اهتمامًا كبيرًا بالشباب، فقد كان صلى الله عليه وسلم يعتمد على الشباب في نشر الدعوة الإسلامية بمكة المكرمة، حيث اتخذ من دار الأرقم وهو أحد الشباب منطلقًا لنشر الإسلام، واعتمد على الشباب في كتابة الوحي الإلهي وتعليم الناس القرآن الكريم".

وفي شأن متصل، أكد الدكتور أحمد سليمان مدرس أصول اللغة بكلية الدراسات الإسلامية، أن العولمة كان لها أثر كبير في الانحراف اللغوي لدى الشباب مما كان له الأثر البالغ في انحرافهم المجتمعي.

وأوضح "سليمان" أن اللغة هي الكيان وهوية الأوطان، وهي وسيلة التواصل التي لا يمكن للبشرية الاستغناء عنها وعن طريقها تتمايز المجتمعات، وقد أدرك أسلافنا العرب قديمًا أن في الحفاظ على اللغة حفاظًا على هويتهم وكيانهم، وأن قوة اللغة تعكس قوتهم، وضعفها ينعكس انحطاطهم؛ لذا كانوا قديمًا يروون أيام العرب ويتفننون في وصف أيامهم وحروبهم ويتبارون في ميدان اللغة، لا ليعرفوا مآثر أسلافهم فحسب، بل ليقوى في عقول وقلوب الناشئة حس الفخر بالانتماء، وأن مصائرهم ترتبط بلغتهم.

من جهته، قال الدكتور أحمد محمد حسين، مدرس الحديث وعلومه، أن من أهم ضوابط التنشئة أن يقوم البناء الاجتماعي على قيمة الحب، مؤكدًا أن الحب أمر أولته الشريعة اهتمامًا في علاقة العبد بخالقه عز وجل وبرسوله صلى الله عليه وسلم، وبصالح خلقه من المؤمنين والمؤمنات.

وأشار "حسين" إلى أن الرافد الذي يؤسس إلى تلك القيمة الأسرة حينما تسير على المنهج الصحيح في بناء وتنظيم العلاقة بين أفرادها، موضحًا أن من مظاهر هذا الحب الشفقة والرحمة بالمحبوب، ومراعاة السن ومتطلباته، الاهتمام بمراعاة حاجياته ومتطلباته، والحزن والألم لمصابه.

وأكد مدرس الحديث أن الحب الأسري إذا سار في اتجاهه الصحيح ظهرت آثاره في المجتمع ومن بين ذلك: "التعاون في قضاء الحاجات، الغيرة عن المحبوب والدفاع عنه، استمرار الود حتى بعد الوفاة، التقدير المتبادل بين أفراد الأسرة، الشعور بالسعادة والطمأنينة والاستقرار، التسامح وإقالة العثرات.