قائد مجموعة الصاعقة في حرب 73 لـ "الفتح": قوات الصاعقة نجحت في تدمير نقطة "النضال" بعد 20 يومًا من القتال

ماذا قال التميمي عن دور القوى السياسية في ثورة 30 يونيو؟

  • 74
اللواء محمد التميمي قائد مجموعة الصاعقة في حرب 73

كشف اللواء محمد التميمي، قائد مجموعة الصاعقة في حرب 73، والخبير العسكري والاستراتيجي، وأحد مؤسسي الفرقة 777، عن دور وبطولات قوات الصاعقة أثناء القتال، لافتًا إلى أن الصاعقة المصرية نجحت في تدمير نقطة حصينة  بعد 20 يومًا كانت عصيّة على القوات المصرية، أسماها العدو بـ "نقطة النضال" المنيعة؛ لأنها كانت ترصد تحركات قواتنا على بعد كيلومترات وتقوم بقصفها.


أضاف "التميمي" في حوار خاص مع "الفتح": "أن فرقتي الصاعقة والقوات الجوية، قامتا في حرب أكتوبر بعمليات إنزال جوي بعدد "25 عملية" خلف خطوط العدو؛ مما أسهم في وقف الإمدادات لقوات الاحتلال وتقدمها نحو قناة السويس، ولكن مع تعالي أصوات الجنود "االله أكبر" كانت داعمًا كبيرًا، خصوصًا في شهر رمضان وكان الجنود صائمين.


وعن ثورة 30 يونيو، أشار الخبير العسكري والاستراتيجي، إلى أنه لا أحد ينكر مواقف بعض الأحزاب والجماعات السياسية، ومنها التيار السلفي، حيث كانت داعمة لوحدة الدولة؛ لأنها كانت تُدرك ما يُحاك من مخططات خارجية ضد الدولة المصرية، سواء حزب النور أو غيره من الأحزاب الأخرى، التي برهنت على مواقفها في ظروف سياسية، كانت الدولة أحوج ما تكون إلى هذا الدعم.. وإلى نص الحوار:


بداية.. حدثنا عن حرب أكتوبر وما الدروس المستفادة منها؟

الحقيقة أن حرب أكتوبر 73 لها العديد من المواقف والعبر والدروس، ومن ليس له ماضٍ فليس له حاضر، وموقعة "قادش" التي حدثت منذ 5000 سنة لا زلنا نذكرها لأبنائنا حتى الآن؛ لما لها من مواقف تاريخية وجغرافية وعسكرية في أذهان المصريين، ما يؤكد أن حماية الوطن شيء عظيم، كما أن مصر أبيّة على أعدائها، خصوصًا أن أمن مصر يأتي من بوابتها الشرقية وهي الشام، مثل سوريا ولبنان وفلسطين، وغربًا من جهة ليبيا.

كما أن ما تقوم به القيادة السياسية برئاسة الرئيس السيسي، والعمل على أهداف محددة، وهي مراعاة البعد القومي والاستراتيجي، وهو ما يجعلنا نحافظ دائمًا على علاقتنا مع بلاد الشام عامة، ودول الجوار مثل السودان، حيث ما تقوم به الدولة المصرية تجاه هذه الدول الشقيقة في أزماتها الحالية، سواء دبلوماسيًا أو من خلال المساعدات؛ فدور مصر ليس اختياريًا أو شخصيًا لرئيس الدولة؛ بل هو اختيار عسكري وقومي للحفاظ على أمن مصر القومي على المستويات كافة، شرقًا وغربًا وجنوبًا مع السودان الشقيق.


ما دور الصاعقة المصرية في حرب 73 التي نعيش ذكراها هذه الأيام؟

قدَّم سلاح الصاعقة أبطالًا وأدوارًا مُشرفة مع بقيّة الأسلحة المختلفة بالقوات المسلحة، حيث عملت على 3 محاور في حرب أكتوبر: فالمحور الأول هو المواجهة الحادة في اقتحام "خط بارليف" والعمل مع سلاح المشاة في عملية سُميت بـ "العبور الكبير"، وفتح "ثغرات" داخل خطوط العدو الإسرائيلي، وتكوين رؤوس كبارٍ لعبور القوات المصرية. والمحور الثاني هو العمل خلف خطوط العدو مباشرة من خلال منع إمدادات القوات الإسرائيلية من دعم قواتها أمام خط بارليف. أما المحور الثالث فهو القيام بعمليات "إنزال جوي" في النقاط الاستراتيجية الحصينة لتدمير وعرقلة قوات العدو في التقدم نحو القناة.


ماذا عن دور الكتيبة 103 التي كنتَ ترأسها أثناء الحرب؟

كنتُ قائدًا لمجموعة الصاعقة المصرية والكتيبة 103، حيث قمنا باختراق نقطة "بورفؤاد" الحصينة، التي ظلت 20 يومًا عصيّة على القوات المصرية؛ نظرًا لوعورتها ولأنها بجانب الملاحات والبحرين الأحمر والمتوسط، ولصعوبة اختراقها أسماها الكيان الصهيوني بأنها نقطة "النضال" الإسرائيلية؛ لأنه تم إطلاق عدة قذائف عليها ومنها قيام قوات البحرية المصرية ولم تسقط، إلا بدعم المولى -عز وجل-، ثمّ دور قوات الصاعقة المصرية التي نجحت في تدميرها بعد 20 يومًا من القتال.


كم عملية "إنزال جوي" قامت بها الصاعقة المصرية في حرب 73 ؟

قامت الكتيبة 103 في اليوم الـ 26 من القتال بالمساهمة مع فرق الصاعقة والقوات الجوية، بتدمير نقطة النضال الإسرائيلية الحصينة كما ذكرتُ، وعمليات إنزال جوي بعدد "25 عملية" من قِبل الصاعقة المصرية، ولكن مع تعالي أصوات الجنود بـ "االله أكبر" كانت داعمًا كبيرًا خصوصًا في شهر رمضان، لا سيما في ظل عدم تكافؤ التسليح بين مصر والاحتلال آنذاك، ولقول الله سبحانه وتعالى {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}، فأعني هنا قولًا واحدًا أن العناية الإلهية كانت غطاءً سماويًا للقوات المسلحة المصرية في حرب 73.


متى تدخلت القوات الأمريكية لنجدة الاحتلال الصهيوني؟

كما قال الرئيس السادات من يوم 6 إلى 16 كنا نحارب إسرائيل، وفي اليوم الـ 17 كانت مصر تحارب أمريكا فعليًا؛ لأنها قامت بعمل جسر جوي بعد استغاثات رئيسة وزراء إسرائيل جولدا مائير، ولولا تدخل الولايات المتحدة لكانت مصر وصلت إلى نقطة حدود يونيو 67.


ماذا عن الموقف الخليجي ودوره مع مصر أثناء الحرب؟

الحقيقة أن العاهل السعودي الملك فيصل بالتحديد، قام بمنع تصدير البترول لأوروبا لحين انسحاب إسرائيل، وكانت مواقف الدول العربية واضحة في دعم مصر، حيث أرسلت ليبيا 12 سربًا مجهزين للقتال، وكذلك العراق والجزائر قدما الدعم والعون.


الفريق الشاذلي كان مهندس حرب أكتوبر


الخلاف بين الفريق الشاذلي والسادات أثناء القتال.. أيهما كان الأصوب؟

لا أحد ينكر أن الفريق سعد الدين الشاذلي كان مهندس حرب أكتوبر، ولكن إذا تداخلت السياسة مع الحرب فلا بد أن تحدث أخطاء.

الشاذلي كان الأصوب في حادثة الثغرة وليس الرئيس السادات 


أليس الرئيس السادات رجلًا عسكريًا بالمقام الأول؟

نعم، الرئيس السادات رجل عسكري، ولكن في حال دخول الدول للحرب، فالرئيس يعطي الضوء الأخضر بعد التشاور، وبعدها يترك التخطيط والتنفيذ للعسكريين وحدهم؛ لذا فكان رأي الفريق الشاذلي هو الأصوب.


لماذا؟

لأن الرئيس السادات أمر بدفع الفرقة "21 مدرع" إلى منطقة "الثغرة"، ونتيجة هذا الإصرار فقدنا نحو 90% من دبابات سلاح المدرعات؛ وهذا باعتراف الفريق محمد العرابي الذي تولى رئاسة الأركان بعد ذلك، بالرغم من أن قرار السادات كان الهدف منه هو تخفيف الضغط عن الجبهة السورية بعد استغاثة الرئيس الأسد له؛ لأن قوات العدو نجحت في احتلال هضبة الجولان مرة أخرى في أول 3 أيام الحرب الأولى، كما اتفق اللواء سعد مأمون في الرأي مع قرار الشاذلي ونتيجة ما حدث جاءته "ذبحة صدرية" وعلى إثر ذلك نُقل إلى مستشفى المعادي العسكري.


كيف ترى دور الشعب المصري في دعم أبنائه خلال أيام الحرب؟

دعني أنوه إلى شيء مهم: كانت التعبئة في حرب 73 تتكون من مليون و500 ألف جندي؛ وهو عدد كبير، هذا بخلاف المدنيين الموظفين بالقوات المسلحة، في حين كان تعداد مصر حوالي 32 مليون مواطن فقط؛ وهو ما يعبر عن قوة وصلابة الشعب المصري وإرادته.


بعد استرداد سيناء.. هل أنت راضٍ عن أداء الرؤساء بها من حيث التنمية؟

سأتحدث عن الفترة الحالية بالتحديد، وهي قيام الدولة المصرية بواسطة سلاح المهندسين، بغلق كل المنافذ والأنفاق تحت الأرض، ساعد بشكل كبير في وقف نزيف الدعم الخارجي للجماعات الإرهابية والمتطرفة، وبالتزامن مع تلك الإجراءات، نجحت الدولة في فتح الأنفاق أسفل قناة السويس وكوبري "الفردان" غربًا.


"النور" من الأحزاب التي أدركت ما يُحاك من مخططات ضد الدولة المصرية


سياسيًا.. كيف ترى دور الأحزاب السياسية في 30 يونيو؟

سؤال مهم، ودعني أوضح أن مسألة الوطنية شيء تعبر عنه الأفعال والمواقف، وهي حالة داخلية لكل مصري مُحب لوطنه، وأكثر ما يدلل على وطنية الشخص هو ما يفعله من مواقف على الأرض، وهناك أحزاب أثبتت وطنية فعليًا ووقفت مع الدولة، وأخرى هرولت إلى الخارج.


من ضمن هذه الأحزاب كان حزب النور.. كيف ترى دوره خاصة خلافه مع "الإخوان" بخصوص تلك الأحداث؟

ثورة 30 يونيو أثبتت قوة الشعب المصري في مواجهة التحديات، كما أنها أظهرت مواقف ومعادن بعض القوى السياسية والأحزاب تجاه الدولة المصرية حتى المحسوبين على التيار الإسلامي، ومنها ما كان مؤيدًا لمواقف جماعة الإخوان وتصرفاتها أو معارضًا لها، و "نحن هنا لا نلقي بالاتهامات على الإخوان أو غيرها، لكن نتحدث عن حقائق وعلى الجماعة أن تعلم أنها أخطأت في حق الوطن، ويجب أن تعود لتصحح أخطائها إذا أرادت، خصوصًا أن هناك أحزابًا خارج وداخل التيار الإسلامي خالفت موقفها في 30 يونيو.


ولا أحد ينكر مواقف أحزاب وجماعات سياسية ومنها التيار السلفي كانت داعمة لوحدة الدولة؛ لأنها كانت تُدرك ما يُحاك من مخططات خارجية ضد الدولة المصرية، حيث إن هناك مواقف لبعض القوى السياسية، سواء "النور" أو غيره من الأحزاب التي برهنت على مواقفها في ظروف سياسية كانت الدولة أحوج ما تكون إلى هذا الدعم.